كلام رجالة

“جون توكلين”.. رحلة مؤلف سيد الخواتم من الحرب إلى الخيال

يعتبر الأديب العالمي جون رونالد تولكين مؤسس أدب الفانتازيا الحديث، وحققت رواياته أعلى المبيعات حتى أنه لقب ب”أبو الفانتازيا”، وهو مؤلف التحفة الأدبية الشهيرة المعروفة باسم “سيد الخواتم”، والتي حققت منذ ظهورها مبيعات تتجاوز ال150 مليون نسخة حول العالم، وترجمت بكل لغات العالم، ونالت شهرة واسعة بعد أن تم تحويلها إلى ثلاثة أفلام، وفي ذكرى وفاة تولكين تصحبكم منصة كلمتنا في تقرير عن الكاتب الإنجليزي الأكثر شهرة حول العالم.

جون رونالد رويل تولكين هو كاتب وشاعر وأكاديمي ومترجم وناقد ورسام، بل وضابط إنجليزي، من مواليد 3 يناير 1892م، وترجع أصول عائلته إلى ألمانيا لكن العائلة استقرت في إنجلترا منذ القرن الثامن عشر، تتلمذ على يد والدته، فتعلم القراءة والكتابة وهو لايزال في عمر الرابعة، تنقل من جنوب أفريقيا إلى بريطانيا، وسمع الكثير من الحكايات الشعبية والأساطير التي كانت تروى للصغار، أحب النباتات والطبيعة، وتركت لدغة عنكبوت صغيرة سامة وصمة تحولت إلى خوف لم تمحى من ذاكرته حتى مماته.

تخرج من جامعة أكسفورد قسم أدب انجليزي، لاحقا خدم عسكرياً وشارك في الحرب العالمية الأولى وحصل على رتبة ملازم، كل ذلك كان له عظيم الأثر على نفسية تولكين، فكونت لديه قاعدة خيالية متينة مشبعة بالقصص والحكايات والمواقف التي تعرض لها خلال حياته وانعكست على أسلوبه الأدبي، فكبر متقنا للرواية الخيالية.

بعد تقاعده من العمل عام 1959م ركز على الكتابة بشكل أكبر، فكتب لنا أدب منسوج خياله نسجا متقنا، وأعاد إحياء الموروث الشعبي المتناقل من القصص برصانة أدبية، فأصبح كل ما جاء قبل تولكين من أدب فانتازي شيء وما بعده شيء آخر.

نشرت روايته الخيالية الهوبيت عام 1937م حيث تتناول مغامرة بيلبو باغينز الهوبيت الصغير ذي الأقدام الكبيرة المغطاة بالفرو، كما قام برسم أكثر من 100 لوحة لدعم وتوضيح روايته.

وبدأ تولكين في كتابة سيد الخواتم على مراحل بين أعوان 1937م و1949م، وكثير منها كتب خلال الحرب العالمية الثانية، ونشرت في الأساس في ثلاث مجلدات في العامين م1954 وم1955، وأعيد طبعها منذ ذلك الحين مرات كثيرة، كما ترجمت إلى العديد من لغات العالم، لتصبح واحدة من أكثر الأعمال الأدبية انتشاراً في القرن العشرين، وتحولت لثلاث أفلام سينمائية.

أدت شعبية سيد الخواتم الهائلة والثابتة إلى عدد هائل من الإشارات في الثقافة الشعبية، ونشر عدد كبير من الكتب عن تولكين وأعماله كما ألهمت سيد الخواتم قصصاً قصيرة وألعاب فيديو وأعمالاً فنية وموسيقية وعدد هائل من الأعمال المستمدة من عالم تولكين في وسائل الإعلام المختلفة، وإنتاجات سيد الخواتم على وجه التحديد كانت للإذاعة والمسرح والأفلام، وأدى إطلاق ثلاثية سيد الخواتم السينمائية إلى موجة اهتمام عارمة بسيد الخواتم وأعمال تولكين الأخرى.

اقرأ ايضاً: «شكسبير».. الأديب العالمي الذي جسد صراعات الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى