الفن التشكيلي.. نظرة فلسفية للواقع ومرآة للمجتمع
الفن التشكيلي هو نظرة فلسفية ومرآة للمجتمع لعكس الحالة الشعورية والثقافية للبشر، ولا يخاطب الفنان الجمهور بقدر ما يحرص على ابتكار إبداعه الشخصي من خلال أعمال فنية تعبر عن أفكاره ومشاعره، وفي التقرير التالي تصحبكم منصة كلمتنا في رحلة للتعريف بالفن التشكيلي ومدارسه وأشهر رواده.
يعتبر الفن التشكيلي من أجمل الفنون وفيه يقوم الفنان بتجميع الأفكار من الواقع الذي يعيش فيه، ثم يجسدها ويصيغها بشكل فني مميز عن غيره، ويطلق مصطلح الفن التشكيلي على مختلف الإبداعات التي يمكن رؤيتها ومنها اللوحات الفنية وغيرها.
ويعتبر النوع الأكثر شيوعًا للفن التشكيلي هو النحت والرسم، ويتميز الفن التشكيلي عن غيره من الفنون مثل الموسيقى والأدب والرقص.
أشكال الفن التشكيلي
توجد أربعة أشكال رئيسية للفن التشكيلي وهي أولًا الرسم وهو تعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الصور وفيه ينقل الفنان فكرة واقعية أو خيالية على الورق أو القماش باستخدام الأقلام وبعض المواد الأخرى، ثانيًا النحت وفيه يستخدم الفنان يديه لتشكيل مواد تظهر من خلالها فكرة فنية معينة، ثالثًا النقش وهو عبارة عن إيماءات أو حروف أو رموز يطبعها الفنان التشكيلي على سطح ما، رابعًا الحرف اليدوية وفيه يستخدم الفنان يده وأدوات بسيطة لصنع قطع فنية.
الفن التشكيلي في مصر
عرف المصريون القدماء مختلف أنواع الفن التشكيلي منذ أقدم العصور، وهو ما ظهر جليًا في تماثيل ملوك مصر القديمة واللوحات والجداريات الموجودة في مختلف المعابد والمقابر، وكانت الفنون المصرية القديمة مثل النحت والرسم والنقش تحظى باهتمام وتقديس كبير، وكانت تستخدم لزخرفة المعابد والمقابر، وكانت التماثيل من أهم العلامات المميزة للفن المصري القديم، وتطور الفن التشكيلي عبر العصور المختلفة وازدهر.
رواد الفن التشكيلي المصري
كان لرواد الفن التشكيلي في مصر دور لا يقل أهمية عن رواد التنوير الفكري، بل أن دور هؤلاء في مجالات فنونهم كان بمثابة مساهمة ملموسة في حركة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتأكيد الهوية الوطنية، ومن بين هؤلاء الفنانين محمود سعيد ومحمود مختار ويوسف كامل وراغب عياد وعفت ناجي وغيرهم.
مدارس الفن التشكيلي
أولًا المدرسة الحقيقية وفيها يقوم الفنان بنقل الواقع الموجود بصورة فنية، ويمكن لمن يرى العمل الفني أن يشاهده كأنه صورة فوتوغرافية، وغالبًا ما تؤثر عواطف الفنان على عمله.
ثانيًا المدرسة الانطباعية وفيها يضيف الفنان للمنظر الطبيعي أحاسيسه ومشاعره التي استوحاها من داخله، وقد تميزت هذه اللوحات أن تبرز العناصر الطبيعية كالنور والظل بشكل أكبر.
ثالثًا المدرسة الانطباعية الجديدة وهي مزيج من المدارس الانطباعية والواقعية، وفيها يحرص الفنان على تناسق أعماله المستوحاة من الطبيعة ولكن بألوان أكثر شدة، ويقدم الفنان أعماله على القماش، وكانت هذه أول مرة يستخدم القماش في الرسم.
رابعًا المدرسة الرمزية ويعتمد الفنان فيها على الترميز في الرسم مع الابتعاد عن تصوير الطبيعة.
خامسًا المدرسة التعبيرية وفيها يعتمد الفنان على نقل انطباعه عن المشهد أكثر من تصويره ونقله بدقة، وظهرت هذه المدرسة في بداية القرن العشرين.
سادسًا المدرسة الدادائية وهدف الفنان في هذه المدرسة هو وصف الأشياء المهملة في الحياة مثل الأرصفة، وذلك بغرض الانتباه للتفاصيل مهما كانت صغيرة.
سابعًا المدرسة السيريالية ويعتمد فيها الفنان على تجسيد أحلامه وأفكاره واسترجاع كافة التفاصيل من خلال الذاكرة.
ثامنًا المدرسة التجريدية ويعتمد الفنان فيها على تجريد الأشياء والحقائق من طبيعتها وإعادة نشرها بطرق مختلفة عن الواقع.
اقرأ ايضاً: عفت ناجي.. ماذا تعرف عن إحدى رموز مصر في الفن التشكيلي؟