كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| على قد لحافك مد رجليك

زمان قالوا شيل على قدك وعلى قد لحافك مد رجليك.. حكمة عظيمة قالوها أجدادنا زمان بفطرتهم الجميلة وعرفوا أن الواحد لازم يعيش بإمكانياته هو، المتاحة له هو عشان يقدر يعيش من غير تعب ولا منظرة كدابة.. يعني ايه؟، يعني يا سادة يكفي نفسه الأول بالضروري وبعدين يدور على الكماليات..

المصيبة أننا بقينا ناس بتصرف أكتر من دخلها وكمان بنستلف عشان نشتري كماليات يمكن الاستغناء عنها، فاللي بيحصل أننا بنحمل نفسنا فوق طاقتها، وكل دا في سبيل المظاهر الكدابة والفشخرة.

بالمناسبة تعرفوا أن كلمة الفشخرة دي أصلها فرعوني ومعناها التباهي وسبحان الله بالرغم أنها مفردات اللغة المصرية القديمة والمفروض اندثرت إلا أن الكلمة دي لسه موجودة، وكأنها بتأكد على أن الفشخرة والتباهي شئ متأصل فينا من آلاف السنين.

المظاهر الكدابة حلقة بنلف فيها لا ليها أول من آخر، يعني مثلا تلاقي الناس بتجري ورا البرندات والماركات في اللبس ويمكن يصرف آخر جنيه أو يستلف عشان يشتريها ويقولك ما هو دا ضروري لازم.

فاكرين الطوابير الطويلة والزحمة اللي كانت على ماركه موبايل مشهورة؟، طيب هقول ماشي يمكن دي ناس معاها تمنه لكن الاقي شاب أو شابة جايبينه قسط، ويمكن يكون القسط دا نص مرتبه طيب بالذمة دا يبقى معقول؟

حتى زمان قالوا إن الجواز ستر لكن للأسف الشديد دلوقتي بقي مشكلة، مشكلة الشبكة والمهر اللي لازم يكونوا بالشيء الفلاني، ماهو بنتنا مش أقل من بنات العيلة ولا الجيران، والشقة لازم تكون مساحتها كبيرة والفرح الكبير اللي يتكلم عليه القرايب والصحاب، وتجهيز الشقة نفسه اللي بيحصل بسببه فضايح كتير،انا مش بتكلم على وسط اجتماعي معين لكن للأسف الشديد دا بيحصل في معظم الأوساط ويمكن الناس اللي في الريف فهماني أكتر.

تجهيز العروسة دا أكبر المشاكل مش بسبب غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني لأسعار السكن والسلع، لكن بسبب سباقهم وتنافسهم عشان المظاهر في تجهيز العروسة بالعفش والمفروشات والأجهزة بحاجات كتيرة مالهاش لازمة لشابين لسه في بداية حياتهم وادامهم الفرصة عشان يبنوا نفسهم بنفسهم، وتكون النتيجة ديون تتراكم علر العريس وأهل العروسة وهموم وأحزان.

تصدقوا أن كتير من الغارمات كان بسبب تجهيز بناتهم وياريت التجهيز العادي لا عشان المباهاة، وبعدها نيجي للولاد وبرضه المنظرة الكدابة في اختيار مدارسهم، ولو افترضنا حسن النية والسبب هو عايزين مستوى تعليمي أكبر من مستوى التعليم الحكومي ودا عذر له مسموح بيه، لكن اللي مش مسموح بيه ليه تدور علي مدارس بمصروفات عالية فوق إمكانياتنا لمجرد أن ابن فلان أو فلانة في المدرسة دي واحنا مش أقل منهم، على فكرة الكلام دا بيحصل كتير
لو اتكلمنا على المظاهر الفارغة الكدابة مش هنخلص.

فالخلاصة
لازم نوجه قدرتنا وإمكانيتنا في الاتجاه الصح، مش على مظاهر كذابة خداعة، وبلاش ننساق كدا ورا التفاخر والتباهي، خلي بالكم مع قلة الإمكانيات هنفضل في حالة لهاث مستمر عشان نقدر نلبي متطلباتنا اللي هتكون وقتها ضرورية، ووقتها مش هنقدر وهنندم.
وخليك فاكر أن القناعة كنز لا يفنى..
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى