قهوة العلوم

كيف تعزز صحتك النفسية؟.. استشاري نفسي يجيب

يحتفل العالم في 10 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية، لتسليط الضوء على أهمية حماية الصحة النفسية والعقلية وزيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية ودعمها، لذلك كان لمنصة «كلمتنا» حواراً مع د. وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، لمعرفة أهمية الصحة النفسية للشباب وكيفية تعزيزها ومواجهة أي مشاكل أو ضغوط للحفاظ على صحة نفسية جيدة.

يقول د. وليد هندي لكلمتنا إن الصحة النفسية هي جزء من الحياة بل هي الحياة كلها، مؤكداً أن الصحة النفسية هدف ووسيلة، فمن المهم أن نهدف في حياتنا العيش بصحة نفسية أفضل، كما أنها وسيلة للتعايش مع الذات والتعايش السلمي مع الآخرين؛ للوصول إلى معدل أداء من التوافق النفسي والاجتماعي، بدون قلق أو اكتئاب أو حزن أو إحباط وغيرها من الاضطرابات التي تضر بالصحة النفسية.

التفاؤل أسلوب حياة

يؤكد استشاري الصحة النفسية أن التفاؤل من أهم الأشياء التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية، فالتفاؤل دائماً له العديد من الآثار النفسية على الإنسان، فهو يؤثر في أسلوب التفكير وطريقة التعامل مع الحياة، ويعزز معدل الصحة النفسية، فالمتفائل دائماً يتمتع بوجدان إيجابي وخيال خصب وقدرة على حل المشكلات، ولديه أيضاً قدرة على رؤية الأمور بشكل أفضل، كما أن الشخص المتفائل أقل عرضة للأمراض النفسية، فالتفاؤل أسلوب حياة يمنح الإنسان الثقة والاعتدال في جميع سلوكياته الحياتية، ويؤثر في صحتهم النفسية، ويجعلهم مقدمين على الحياة، ويزيد من مستوى الإنجاز ورفع درجة الطموح، لذلك فإن التفاؤل مهم للغاية ولا سيما عند الشباب.

ويضيف هندي لكلمتنا أن الشعور بالأمن النفسي وانخفاض معدل الجرائم يجعل الشباب أكثر تفاؤلاً في التعامل مع معطيات الحياة، وبالتالي يعزز من صحتهم النفسية، لافتاً إلى أن اهتمام الدولة بالصحة العامة من ضمن الأمور التي أدت إلى تعزيز الصحة النفسية للشباب وجعلهم أكثر تفاؤلاً، بالإضافة إلى انخفاض معدل البطالة وإقامة المشروعات الواعدة التي تعد آفاق للأمل للشباب، وتشعرهم بالتفاؤل لأن الغد مشرق وأفضل.

التوعية لتعزيز الصحة النفسية

يشير د. وليد إلى أن اتساع المشاركة السياسية جعل الشباب يشعر بالتفاؤل، لأنه يحقق ذاته ويتنمي قدراته، فالدول ساعدت على تنمية الشباب نحو ذواتهم فانعكس ذلك عليهم بصورة إيجابية، بالإضافة إلى اتساع القاعدة التعليمية في الجامعات ووجود تخصصات جديدة وواعدة تشبع وتلبي متطلبات المستقبل، ذلك الأمر الذي جعل الشباب يؤمن بأن الغد أفضل، فضلاً عن اتساع مساحة الحرية والتعبير عن الرأي وتمكين الشباب وارتفاع جودة الحياة، كل ذلك جعلهم يعبرون عن ذاتهم وبالتالي يستشعرون التفاؤل مما يعزز من الصحة النفسية.

ويختتم استشاري الصحة النفسية حديثاً لمنصة «كلمتنا» موضحاً أنه يجب التوعية بأهمية الصحة النفسية من خلال الإعلام المستنير الذي يتضمن الأفلام والمسلسلات والدراما، وذلك لزيادة الوعي بالأمراض النفسية وكيفية التخلص منها لتعزيز الصحة النفسية، مؤكداً أهمية الابتعاد عن مساوئ السوشيال ميديا، والتركيز في حياتنا ومع أبنائنا على التنفيس الانفعالي والسلوك الإنساني، والمساندة الاجتماعية لبعضنا البعض، بالإضافة إلى وجود مساحة للمناقشة والاهتمام بلغة الحوار، والرجوع إلى التجمعات العائلية، واكتساب المفاهيم الإنسانية، والرجوع أيضاً إلى الحياة البسيطة والعادية التي تعودنا عليها قديماً، كل هذه أمور تدعو للتناسق، وكلما كان الإنسان متناسق اجتماعياً ويمتلك المساندة الاجتماعية، كلما كان أقل عرضة للإصابة بأي أمراض أو اضطرابات نفسية، ذلك الأمر الذي يساهم في تعزيز الصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى