منذ 8 سنوات بالتحديد يوم 30 نوفمبر، رحلت عن عالمنا الكاتبة العظيمة «رضوى عاشور»، التي كان قلمها يحكي آلامنا ونكبتنا ويغوص في قضايانا عن كثب، فعرفت عاشور بالكاتبة الثائرة، ورغم رحيلها إلا أن أعمالها حُفرت في قلوب عشقاها بصدق، فنادت دومًا باسم الإنسانية وناقشت القضايا التاريخية التي تمس القلوب، لترحل عن عالمنا عن عمر يناهز 68 عامًا وذلك بعد صراع مع المرض.
تخليدًا لذكرى وفاتها، تصطحبكم منصة «كلمتنا» اليوم في رحلة قصيرة نحو قصة حب أسطورية، جمعت الروائية رضوى عاشور بالشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، وكيف صمدت رُغم الحروب والنكبات والمسافات!
بداية الحكاية
شهدت جامعة القاهرة اللقاء الأول بين الروائية رضوى عاشور ومريد البرغوثي، فعلى إحدى سلالم الجامعة كان البرغوثي ينشد شعرًا بين أصدقائه، وما إن سمعته رضوى عاشور، حتى تسللت كلماته إلى قلبها، وعلى الرغم من أنها كانت تكتب الشعر آنذاك، إلا أنها بعدما سمعت مريد قررت التخلي عن كتابة الشعر، وقالت “الشعر أحق بأهله”.
“غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال 30 عامًا، أن يمضي الزمن، وتمر السنوات، وتتبدل المشاهد، وتبقى صورته كما قرت في نفسي في لقاءاتنا الأولى”.
رضوى عاشور عن مريد البرغوثي
رفض الأهل
من النظرة الأولى جمع رضوى عاشور ومريد البرغوثي حب أسطوري، لكن أسرة عاشور رفضت زواجها من البرغوثي في البداية، لكن بعدما التقى به والدها تغيرت نظرته تجاه ذلك الشاب الشاعر الفلسطيني، عندما عرف عن كثب ذلك الحب الذي الذي يكنه البرغوثي لابنته رضوى.
فقد قال مريد البرغوثي عن رضوى عاشور: “أصبحنا عائلة.. ضحكتها صارت بيتي”.
تزوجت رضوى عاشور من حبيب حياتها الشاعر مريد البرغوثي، وعلى الرغم من أن الحكاية لم تبدأ سوى بشعر ونظرة، إلا أن قصة حبهما استمرت لما يقرب من 50 عامًا، حتى رحلت رضوى عاشور عن عالمنا منذ 8 سنوات، ورُغم رحيلها الموجع للعالم العربي والبرغوثي بالأخص، إلا أن البرغوثي ظل يكتب عن حبه العظيم لرضوى في قصائده حتى بعد وفاتها.
“عودي يا ضحكاتها عودي”.. كانت هذه كلمات مريد لرضوى عاشور بعدما أصيبت بورم في الدماغ فسرق المرض ضحكاتها.
حب رغم الصعوبات
في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، تم إبعاد مريد البرغوثي عن مصر، وذلك عندما اعترض على زيارته لإسرائيل، فظل خارج مصر لمدة 17 عامًا، وهو ما أحزن قلب رضوى عاشور فأصبحت قضيته هي قضيتها الأهم، حتى التقيا من جديد واجتمعت على العائلة وتجدد حبهما.
وتوج حب هذا الثنائي الأسطوري، بولادة «تميم»، الرجل الذي كلما نظرنا إليه، نتذكر قصة حب رضوى والبرغوثي، فكبر على حب الشعر والأدب، ليكمل مسيرة العائلة المحبة.
رحيل الأحبة
رحلت الكاتبة والأدبية رضوى عاشور عن عالمنا عام 2014، تاركة خلفها إرث عظيم من الروايات والحكايات حول الإنسانية وقضايا الوطن، ليرحل إليها مريد عام 2021، فقد اشتقاق لرفيقة دربه وحبه الأبدي، ليسدل الموت الستار على الفصل الأخير في قصة الحب التي تحدت الحرب والأهل والمسافات، لتكتب فصول حكاية لن تموت أبدًا رغم رحيل أبطالها.
“أنتِ جميلة كوطن محرر وأنا متعب كوطن محتل”.. مريد البرغوثي لرضوى عاشور.
اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تأخذك في جولة بمكتب المبدعة”رضوى عاشور”