الأعلى للثقافة يحتفي باليوم العالمي للغة العربية
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة؛ وبأمانة الدكتور هشام عزمي؛ والكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة “الشباب والهوية واللغة”، والتي نظمتها لجنة الشباب بالتعاون مع لجنة الشعر ولجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، وجاءت الندوة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وأدار الندوة الدكتورة منى الحديدي مقررة لجنة الشباب، والمخرج المسرحي عمرو قابيل عضو اللجنة، وشارك بها الإعلامي الدكتور حسين حسني، أستاذ المعهد العالي للإعلام والفنون- عضو لجنة الشباب، والسفيرة سهى الجندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج”، والكاتبة ضحى عاصي، عضو لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان وعضو لجنة السرد القصصي.
بالإضافة إلى الدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس، وعضو لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، والدكتور محمد عبد الباسط عيد، الناقد الأدبي، وعضو لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، كما قدم عدد من المتخصصين والمهتمين والشباب عددًا من المداخلات.
كما شارك بالندوة كل من: إيمان خالد، وعبير هاني، وهما من طلبة الجامعات الفائزين في مسابقة “اتكلم عربي”، والتي نظمها “ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي”.
أعربت الدكتورة منى الحديدي أن تلك الندوة كان مزمعًا عقدها يوم 18 ديسمبر (اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية)، ولكن حالت بعض الظروف التنظيمية من ذلك. وأشارت إلى أن تلك الندوة تنعقد بالتعاون بين ثلاث من لجان المجلس نظرًا إلى أهمية موضوعها، فاللغة العربية بلغت من الانتشار مع جعل اليونسكو تقرها كإحدى اللغات الست المعتمدة بها.
وبدأ المخرج المسرحي عمرو قابيل تقديمه ببيت شعر لحافظ إبراهيم قال فيه:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي!
معربًا عن سعادته للحضور الطاغي للشباب في هذا اللقاء.
وتحدثت الكاتبة ضحى عاصي حول مرونة اللغة العربية، وكيف تكون اللغة هي ما نحسه ونستسيغه، مع ملاحظة أن الشباب صار لديه مفردات مغايرة، وفي نفس الوقت نحن نحافظ على هويتنا العربية، فليس معنى أننا حين ندخل مفردات جديدة إلى اللغة أننا ننفصل عن هويتنا، وعلينا أن نكون واعين بهويتنا ونحن نواكب التطور حتى مع استخدامنا لمفردات جديدة، فكل اللغات حدث بينها تأثير وتأثر عبر العصور.
وقال الدكتور محمد عبدالباسط عيد إن الكتاب والمفكرين منذ القرن التاسع عشر وحتى عام 1967 قد بذلوا جهودًا مضنية لكي يتم تطوير اللغة العربية، ولم تكن جهود رفاعة الطهطاوي بعيدة عن ذلك حين اهتم بالترجمة من وإلى العربية، لجعل هذه اللغة مواكبة للحياة، ونرى أن عددًا من كتابنا مثل نجيب محفوظ قد قادوا حركة تطوير اللغة، وإن كان بعد عام 1967 قد حدث نوع من الردة، والعودة إلى استخدام اللغة التراثية، وعلى مر السنوات فقد حدثت مراحل كبيرة من التطور منها مثلًا ما حدث عام 2011، إذ إن هناك رغبة في التجديد المستمر والتطوير.
وأشار عيد إلى أن القلق على اللغة العربية أكبر من نظيره بين لغات الأمم الأخرى، وأن حضارة الأمة هي ما يحافظ على لغتها، ومن ثم هويتها، وقال الدكتور عادل ضرغام إن اللغة مرتبطة بالقوة، موضحًا أن اللغة العربية قادرة على استيعاب الثقافات الأخرى، وأن لها تأثيرًا كبيرًا على لغات كثيرة، مؤكدًا استمرارها وعدم تفككها مثل كثير من اللغات.
وبدأ الدكتور محمود الضبع حديثه بالاستشهاد بمشهد من فيلم “The professor and the madman”، وهو مشهد العالم اللغوي الذي أفنى سنوات في جمع اللغة من بطون الكتب ومن قاعات البحث العلمي، ليفاجئه ابنه بأن المصدر الأهم للغة هو الحياة اليومية، موضحًا أن عدم إدراك التطور الذي يتم على المفردات اللغوية في أي لغة بمثابة كارثة.
وأشار الضبع أن اللغة هي المأزق الأول للهوية، والهوية لا يمكن أن تناقش إلا باللغة، مؤكدًا أننا لسنا الوحيدين المهتمين باللغة العربية، وإنما شعوب العالم أجمع مهتمة بالبحث حول الهوية العربية، ومشيرًا إلى مناقشة ذلك في كتابه “مساءلة العقل العربي والمسارات الغائبة”، وقد حث الشباب على التفكير في كيفية دعم عناصر الإنتاج الفكري العربي في الفضاء الإلكتروني قائلًا: “برمجوا حروف اللغة العربية إن كان في إمكانكم ذلك، فالحروف العربية ما زالت صورًا، وليس لها أكواد على لوحات المفاتيح الخاصة بالحواسيب.
وتساءل الدكتور أحمد الصغير: لماذا يفر طلابنا من دراسة اللغة العربية في المدارس والجامعات؟ وأجاب الضبع أن السبب الحقيقي في ذلك ليس هو اللغة وإنما استراتيجيات تدريسها.
وأشار الدكتور محمد سليم شوشة أن اللغة ترتبط بمشروع التنوير في عصورها المختلفة، مستشهدًا بالمشروع الذي طرحه عميد الأدب العربي طه حسين أمام مجمع اللغة العربية لتجديد النحو العربي.