الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة مكتبات الإمارات السادسة
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بمقره ندوة مكتبات الإمارات السادسة، تحت شعار: “نماذج مشرقة من المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة في خمسين عامًا” شارك فيها عدد كبير من الباحثين والمفكرين والمختصين، وقد أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية فيها دراسة مسحية هي الأولى من نوعها عن المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أعدها مجموعة من الخبراء والمختصين في علم المكتبات، وخرجوا فيها بتقرير وتحليل ووصف للحالة الراهنة للمكتبات في الدولة، وتضمنت الندوة أيضاً ثلاث جلسات علمية متخصصة.
افتتح الندوة سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة رحب فيها بالضيوف، وبالشركاء الاستراتيجيين الذين يدعمون النجاحات التي يحققها الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقال: أينما وُجدتِ المكتبة وُجدتِ المعرفة، وأينما وُجدَ العلم وجد التطور والابتكار، والازدهار والتقدم؛ فللمكتبة دَورٌ كبير باعتبارها من مصادر التطوير الذاتي والتعليم المستمر، وهي تُسهم في تعزيز مجتمعات المعرفة.
وأشاد سعادته بما بلغته المكتبات في الدولة؛ قائلاً: لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتها الرشيدة أهمّيةَ المكتبات ودَوْرَها الفعّالَ في بناء مجتمع المعرفة؛ فجعلت مكتباتِها نماذجَ مُضيئةً، تؤدي دَوْرَها أداءً مثالياً في تعزيز فضيلة القراءة.
وأضاف: إننا متفائلون بجهودكم التي ستضيئ الطريق وتمهّده نحو مستقبل حافل بالتعاون الذي يُعزّز الثقافة، وأملنا كبير في تَمْتين عُرى التعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية وجميع المكتبات التي تُعَدّ مناراتٍ ثقافيةً تُضيء فضاءَ الوطن.
ثم ألقى الأستاذ الدكتور رضوان السيد عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، محاضرة بعنوان: “في السيرة والثقافة والكتاب” تحدث فيها عن مكتبته الخاصة التي يربو عدد كتبها على المئة ألف، وقد اقتنتها كاملة جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وربط مسيرته العلمية باقتناء الكتب؛ إذ كان لكل مرحلة في دراسته اهتمام بنوع معين من الكتب، ثم ربط عطاؤه العلمي بالكتب؛ فقد كان أستاذاً في العديد من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، ولبنان، واليمن، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي رحلة العطاء العلمي هذه كانت أعدد الكتب تتزايد باضطراد في مكتبته، وذلك كله إلى جانب دوره في ميدان التأليف؛ إذ صدرت له عشرات الكتب، وفي مقدمة ذلك كله كانت اهتماماته الثقافية التي جعلته شغوفاً باقتناء الكتب منذ ستينيات القرن الماضي.
وكشف الدكتور السيد عن ثراء مكتبته بالمجلات والدوريات والمخطوطات، بناء على دوره في إصدار عدد من المجلات كمجلة الفكر العربي، ومجلة الاجتهاد، ومجلة التسامح، ومجلة التفاهم، ومجلة قراءات التي تُصدرها جامعة محمد بن زايد بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية.
بعد ذلك قام الدكتور عماد أبو عيد بعرض التقرير الذي كلف به الأرشيف والمكتبة الوطنية عدداً من الخبراء في شؤون المكتبات، وتضمن العرض: نتائج الدارسة المسحية للمكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد استعرض الدكتور أبو عيد: المقدمة والأهداف، ثم المنهج والأدوات، ومجتمع الدارسة، فالنتائج والتوصيات والخاتمة؛ مشيراً إلى أن هذا التقرير الذي تم إنجازه بتكليف من الأرشيف والمكتبة الوطنية هو دراسة تعد الأولى من نوعها، وهو محاولة بحثية لتقرير وتحليل ووصف الحالة الراهنة للمكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفيه بيانات أكثر عمقاً وشمولية، وهو يناقش التحديات القادمة في ميدان المكتبات.
واستعرض أبو عيد أهداف الدراسة التي تتقصى الوضع الراهن للمكتبات في الدولة، ثم المنهج والأدوات، ومجتمع الدراسة، والبيانات الديموغرافية للمكتبات المشاركة، والمحاور الرئيسية للدراسة، ومستوى رضا العاملين في المكتبات عن الخدمات المكتبية، واختتمت الدراسة بملاحظات المشاركين والتوصيات.
هذا وقد اشتملت ندوة مكتبات الإمارات السادسة على ثلاث جلسات علمية؛ حيث سلطت الجلسة الأولى الضوء على المكتبات العامة من الماضي إلى المستقبل، ثم جاءت الجلسة الثانية بعنوان: “المكتبات الأكاديمية: خمسون مضت وخمسون قادمة” ، والجلسة الثالثة عن “مكتبات المستقبل”، وفي الختام قام الأرشيف والمكتبة الوطنية بتكريم المشاركين في الندوة.