يعتبر أهم سلاح يهدد العدو هو سلاح العلم، ولذلك فقد تم اغتيال العديد من العلماء بطرق كثيرة، وقصة اغتيال عالم الذرة يحيى المشد بها الكثير من الغموض، وفي السطور التالية ستقدم لكم منصة كلمتنا، أهم الأمور في حياة العالم العبقري والدكتور يحيى المشد، والذي ضحى بحياته من أجل العلم.
أصل الحكاية
ترجع الحكاية عندما أصبحت أمريكا أقوى قوى عظمى في العالم، وذلك بعد أن ألقت قنبلتين نووي في الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك أصبحت القنبلة النووية حلم لكل دولة تريد أن تحصل عليها، ومن ضمن روؤساء الدول، فكر الرئيس الراحل عبدالناصر في عمل القنبلة الذرية، وذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر، وأصدر قرار ببعثة مجموعة من شباب كلية هندسة إلى الاتحاد السوڤيتي لدراسة المفاعل النووي، وكان من ضمن هؤلاء الشباب مهندس الكهرباء العالم يحيى المشد.
حياة العالم يحيى المشد
العالم يحيى أمين المشد، ولد في 11 يناير 1932 في محافظة بنها، عاش المشد طفولته في طنطا، والتحق يحيى بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، كما أنه كان من المتفوقين في دراسته، وتخرج عام 1952 وهو حاصل على المركز الثالث على الدفعة، وفي سنة 1956 كان المشد على وشك السفر إلى لندن للحصول على درجة الدكتوراة في الهندسة، ولكن أتاه قرار بسفره إلى السوڤيت لتعلم النووي.
أبهر يحيى الطلاب في روسيا بذكائه وسرعة تعلمه، وهناك تم اختياره رئيس اتحاد الطلاب العرب، وحصل يحيى على شهادة دكتوراة في هندسة إنشاء وتشغيل المفعلات النووية، وتم تعيينه في هيئة الطاقة النووية في أنشاص، وذلك فور رجوعه مصر مباشرة، وفي فترة قصيرة كان المشد من أهم الباحثين في العالم، وحينها كانت العيون عليه كثيرة، وحاول الموساد أن يجندوا المشد لصالحهم لكنه كان يرفض جميع عروضهم.
وفي مؤتمر علمي في النرويج تكلم المشد عن القضية الفلسطينية، مما أشغل غضب الموساد الإسرائيلي، وفي ظل الترقيات التي حصل عليها يحيى، وبعد وفاة عبدالناصر وتولي السادات الحكم، وفي عام 1974 قرر المشد السفر إلى العراق، وكان يعمل هناك مدرسا في كلية التكنولوچيا في بغداد، وفي سنة 1980 أصبح المشد هو المسؤول الأول والأهم عن البرنامج النووي العراقي، مما أشعل الرعب داخل نفوس الموساد الإسرائيلي وقرروا حينها التخلص منه.
اغتيال يحيى المشد
في يوم 7 يونيو سنة 1980، سافر يحيى إلى فرنسا، وكان يمكث في فندق لو ميريديان في باريس، وفي يوم 13 يونيو والتي كان مقرر أن يرجع المشد إلى العراق، مدّ إقامته 3 أيام آخرين، وليس معروف الأسباب.
وفي اليوم التالي والموافق 14 يونيو تم العثور على جثة العالم يحيى المشد داخل غرفته، وكان به العديد من الطعنات على وجهه وجسده وقيل إنه تعرض للضرب حتى مات، ورحل عالم الذرة يحيى المشد تاركا زوجته وأبنائه، ولكن سيظل المشد رمزا من رموز العلماء العظماء الذين نفخر أنهم من بلادنا.
اقرأ أيضًا: من اغتال عالمة الذرة سميرة موسى؟.. وما سر آخر عبارة كتبتها؟