كاتب ومقال

الرحلة| حياة كريمة

حذر العالم أجمع من مخاطر التجاهل الأوروبى والدولى لشعوب الدول النامية والتى ينتج عنها نزوح بعض من أفراد شعوبها نحو سواحلهم عبر محاولات الهجرة غير الشرعية والتى تسببت فى قتل ما يقرب من 27 ألف نازح من سواحل شمال أفريقيا عبر أهوال الهرب من خلال البحر وقوارب الموت أملا فى الوصول لسواحل جنوب القارة العجوز.

ولقد امتدت مخاطر الهجرة غير الشرعية إلى التغيرات الكبيرة والتحديات الصعبة التى أصبحت تواجهها دول أوروبا اليوم من خلال حقوق المهاجرين والمتغيرات الأيدلوجية والثقافية التى باتت تهدد استقرار دولهم..

ومن هنا جاء خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة ميثاق التمويل العالمى فى فرنسا، مخاطبا المجتمع العالمى بصوت العقل بأن الريادة مسئولية، كما أكد سيادته على ضرورة التزام الدول بتعهداتها ووعودها وكل الاتفاقيات الواجبة التنفيذ نحو تحسين أحوال تلك الشعوب داخل الدول النامية والتى تعانى من أخطار التغيرات المناخية، والتى تعتبر من كبرى أزمات هذة الشعوب والتى ليس لهم دخل في ما يتعرضون له بسببها..

ولقد تخطت مصر هذة المرحلة منذ أكثر من عامين، عبر أحكام إغلاق الحدود البحرية ومراقبة السواحل ومناطق انطلاق قوارب الموت، بل وأطلقت مبادرات كبرى داخل القرى الأكثر فقرا والأكثر احتياجا والتى كانت تعتبر فى السابق من البؤر المظلمة التى يخرج منها شباب فى مقتبل العمر إلى قوارب الموت ظنا منهم أن هناك حياة رغداً تنتظرهم فى أرض القارة العجوز والتى أصبحت عاجزة تماما عن تحمل هموم شعوبها قبل مهاجريها..

أطلقت مصر مبادرة “مراكب النجاة” من خلال وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج.. وكذلك المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير حياة القرى المصرية وتحقيق استراتيجية قومية لبناء الانسان المصرى والحفاظ على الهوية و الثروة الشعبية ..

استطاعت مصر أن تقتحم و تواجة أخطر الملفات العالمية وأشرسها اليوم، فى ظل حالة من التساقط والانهيار العالمى التى لاصبحت تعجز كبرى الدول عن مواجهتها أو محاولة التصدى لها، فلم يتغير مسمى (ضيوف مصر) من الدول العربية الأخرى والذى يتجاوز عددهم اكثر من 8 مليون ضيف على أرض مصر، والذين يتم اطلاق مسميات أخرى عليهم فى دول تدعى أنها من الدول الديمقراطية أو تصنع لنفسها تصنيف ضمن الكبار..

فالكبير هو صاحب الحكمة والقرار التنفيذى، الكبير هو من يعد ويوفى بالعهد، الكبير هو من لا يرد الإساءة الا بالحسنى، الكبير هو من يعمل ويعمل بهدف أن ينجح وينتصر، الكبير هو من يضع الانسانية رمزا ومنهجا ويرفض الصورة المزيفة، الكبير هو من يدرك مسئولية الريادة..
ستبقى مصر الكبيرة.. هى المكان والمكانة .. حفظ الله مصر.

بقلم
أحمد عبد المجيد
خبير التطوير المؤسسي والعلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى