أبلة نظيرة .. تعرف على صاحبة أول موسوعة عربية في الطبخ
أسماء هنداوي
كل شيء في الحياة لابد من أن يمر بعدة مراحل للتغيير حتى وصفات الأكل لم تسلم من تلك التغييرات، فيشهد المطبخ العربي تحولات تسللت إليه ولا تزال ببطء وصمت، غير أنها جرفته بعيدًا جدًا عن ذلك المطبخ الذي عرفه أجدادنا وحتى كبار السن من أبناء جيلنا، فلقد كان أجدادنا قديمًا يعتمدوا على الكتب وأشهرهم كتاب “أبلة نظيرة”، بينما الآن مع التطور عند سؤال أي فتاة شابة تستعد لعمل “أكلة” جديدة كيف تعلمتيها ترد عليك بكل بساطة بإجابتين لا يختلف عليهما الجيل الحالي “من برامج الأكل على التليفزيون” أو يكون الرد الآخر “من على النت”.
قديمًا في القرن العشرين لا توجد أم أو جدة إلا وتعرف “أبلة نظيرة” التي كان لها دور كبير في وضع أسس المطبخ والطعام المصري، حيث احتلت “نظيرة نيقولا” كل بيت من بيوت المصريين بكتابها الذي تضمن وصفات لعدة أنواع من الطعام، فكان كتاب “أبلة نظيرة” هو أول موسوعة عربية في الطبخ وطوق النجاة لمعظم الفتيات حين ذاك لمعرفة أي وصفة طعام يحتاجونها.
منحة دراسية
في وقت لم تكن الفتيات تتلقى تعليمًا كانت نظيرة نيقولا تدرس التدبير المنزلي في جامعة إسكندرية ثم حصلت على منحة لدراسة التدبير المنزلي أو ما كان يسمى سابقًا “الثقافة النسوية” في إنجلترا، وبعد عودتها عملت كمدرسة للتدبير المنزلي حتى أصبحت المفتشة العامة بوزراة التربية والتعليم وكانت تعتبر الطبخ فن مثل باقي الفنون.
تأليف كتاب
بعد فترة أعلنت وزارة الثقافة عن مسابقة وجائزة لمن يستطيع تأليف كتاب في الطهي ليتم اعتماده وتدريسه للفتيات، وبالفعل نالت الفكرة إعجاب نظيرة وبدأت هي وصديقتها بهية عثمان في تأليف كتاب وتقديمه للمسابقة، واستطاعوا إتمام كتاب كبير “أصول الطهي” مكون من 800 صفحة وأهدوه إلى الملكة فريدة، وتميز الكتاب عن غيره بالعديد من المميزات فلم يهتم الكتاب بوصفات الطبخ فقط إنما المطبخ أيضًا ومختلف الأكلات.
تعليم الفتيات
وتوفيت نيقولا في بداية تسعينات القرن الماضي ومع ذلك يظل كتاب أبلة نظيرة من أفضل كتب تعلم الطهي، ومن يستمع لقصتها يؤكد كم كانت حالة فريدة في عصرها، استطاعت النجاح في وقت كان التعليم للفتيات قليل بل سافرت لتكمل تعليمها في الخارج وألفت أشهر الكتب لتعليم الفتيات أسرار كثيرة في الطبخ.
جميع أجزاء كتاب أصول الطهي يمكنكِ تحميلها.. من هنا