د. هيثم الحاج علي يجيب عن سؤال: لماذا يعد “علي مبارك” شخصية استثنائية؟
قال الدكتور هيثم الحاج علي، ناقد وأستاذ جامعي وعضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للإعلام والثقافة: “إن علي مبارك واحدًا من أهم الأسماء التي ساقت شكل الشخصية المصرية في العصر الحديث وأثرت في التاريخ المصري، وكان واحدًا من بعثة الأنجال التي سافرت في منتصف الأربعينات من القرن الثالث عشر لفرنسا، وهذه البعثة التي كان لها دورٌ كبير جدًا في إحياء فكرة العلمية في الشخصية المصرية مرة أخرى”.
وأضاف: “علي مبارك لم يدرس فقط العلوم الحربية بل درس أيضًا الهندسة، وكان قادرًا على شغل 4 مناصب مهمة للغاية في نفس الوقت، واستطاع وقتها عمل خطة النهوض بمصر، فقد كان ناظر للأوقاف والمعارف ووزير للأشغال ورئيس ديوان المدارس ووزير للري، مشيرًا إلى أن بالرغم من إسهامات علي مبارك الكبيرة في التخطيط للأرض المصرية سواء من ناحية الري أو العمران أو تخطيط المدن أو ما إلى ذلك، لكنه كان مهتم جدًا بالتعليم واستطاع أن ينهض نهضة تعليمية، ففي التعليم المدني انشأ دار العلوم وانشأ بعدها مدرسة السينية بناء على رأي رفاعة الطهطاوي مع مدرسة الألسن لكن دار العلوم كانت هي الإسهام الأكبر له”.
كما قال: “علي مبارك كان مهتمًا بفكرة الطباعة لينشيء دار الكتب المصرية باعتبارها أول مكتبة قومية عام 1870، لذلك فإن رؤية علي مبارك للشخصية المصرية وتخطيطه لها نجني ثمارها حتى الآن، ومن المهم أن نحتفي بالآباء المؤسسين للثقافة المصرية، مؤكدًا أن علي مبارك بنى نموذجًا جيدًا للتعليم يجب التوعية به خارج المناهج التعليمية، لذلك يجب أن نعمل على مشروع لأجيالنا الجديدة لتعريفهم بالآباء المؤسسون والحضارة المصرية من خلال برامج تثقيفية خارج المناهج التعليمية ولابد أن تكون برامج ممتعة ومفيدة وتقدم بشكل جديد يجذب فئة الشباب”.
جاء ذلك خلال الصالون الثقافي للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة تحت عنوان علي باشا مبارك وأثره في الشخصية المصرية، مساء الاثنين 6 نوفمبر في مكتبة مصر العامة، وذلك بحضور مجلس أمناء المؤسسة، الأمين العام المخرجة دكتور يسر فاروق فلوكس، وأعضاء مجلس الأمناء “اللواء دكتور محمد الهمشري أمين عام المؤسسة، دكتور عمرو سليمان المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، والكاتب والناقد دكتور هيثم الحاج علي”، ونخبة من المثقفين والإعلامين.