كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| عاطفيين احنا يا حبايبنا

مع تكرار المواقف أجدني مضطرا لتكرار نفس الملاحظة ونفس المقولة التي تشير إلى أننا شعب عاطفي، والعاطفة لا تعني السذاجة أو الطيبة دائما ولكنها تعني أننا شعب جياش المشاعر، ربما يعود ذلك إلى أننا من أقدم شعوب الأرض ارتباطا بالطبيعة بحكم الجغرافيا والارتباط بالأرض والسماء بسبب الزراعة ومواسم الأمطار وكذا أيضا الارتباط بالحيوانات والكائنات الحية المكملة للمنظومة الزراعية المتكاملة.

تجسدت العاطفة في مواقف كثيرة منها في العصر الحديث على سبيل المثال لا الحصر بطولات حرب أكتوبر المجيدة وما فعله القائد والمقاتل المصري خلال تلك الفترة وهي أمور توقف عندها العالم بأكمله كثيرا وتحركت مراكز الفكر العسكرية لإعادة النظر في الكثير من النظريات العسكرية وتكتيكات الحروب.

منذ عدة أيام شاهدنا مبارة كرة القدم بين المنتخب الوطني ومنتخب غانا ولأن الأمر كان واضحا فإنني أحتاج إلى بعض التفسير والنظر في الأمر بداية من أسطورة المدرب الأجنبي التي لم تأتي جدواها وليس هذه هي المرة الأولى و لكن لا أدري لماذا نصر عليها بالرغم من أن الحقائق والنتائج تؤكد على أن افضل ما حصلنا عليه كان بقيادة مدربين مصريين استطاعوا أن يحركوا الجانب العاطفي في اللاعبين و بالإضافة إلى باقي العوامل استطاعوا تحقيق النصر.

الأمر نفسه على مستوى اللاعبين وهو ما تجلى بعد خروج اللاعب العالمي محمد صلاح في الدقيقة 45 أى في منتصف المبارة تماما فبشهادة الجميع نرى أن الأداء قد اختلف كثيرا وأن روح الفريق قد عادت وقاتل الفريق قتالا شريفا وقويا حتى نهاية المبارة بالرغم من مضي نصف الوقت وبالأرقام فإن ذلك يعني فقدانهم لنصف الطاقة والقوة.

ليس الغرض من المقال التجريح أو الهجوم على شخص محمد صلاح أو غيره ولكن الغرض الرئيسي هو بيان تلك القوة التي تتولد نتيجة العاطفة والانفعال وهي ما تجعلنا شعب يصنع المعجزات خارج إطار الحسابات التقليدية، فقط لأننا شعب عاطفي منذ الميلاد وحتى النهاية، فكلمة تشجيع لطفل قد تمهد له الطريق للتفوق والنجاح وكلمة ذم قد تقذف به إلى في غياهب الضياع وهي النصيحة الذهبية التي يرددها خبراء التربية الحديثة دائما.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى