ندوة تثقيفية تؤكد “الصوم أفضل مصحة لعلاج الإدمان”
أكد الدكتور رامز طه استشاري الطب النفسي أن الصيام له فوائد نفسية لا تحصى على الفرد، أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، وأشار إلى أن شهر الصوم فرصة عظيمة لعلاج الإدمان بدون إيداع مريض الإدمان في أى مصحة أو مستشفى متخصص لعلاج مرض الإدمان العنيد ومضاعفاته الشرسة التي تحطم المدمن وأسرته وتضعهم في حيرة وألم وضياع.
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية التي استضافها نادى الشمس الاجتماعى والرياضي أول أمس، والتي تناولت العديد من الموضوعات المتعلقة بالطب النفسي والتي تندرج تحت مبادرة عالج نفسك بنفسك التي تهدف إلى نشر ثقافة العلاج النفسي الذاتي ومواجهة الضغوط بدون الذهاب إلى المستشفى وتحت رعاية الطبيب النفسي المعالج.
بين الدكتور رامز طه، استشاري الطب النفسي خلال الندوة أن الصوم في شهر رمضان يعد فرصة لكي نعالج مرضى الإدمان ونحقق نتائج إيجابية يصعب تحقيقها عن طريق الإيداع في مصحات علاج الإدمان المعروفة.. ناهيك عن تكاليف العلاج الباهظة.. ومدة العلاج التي تصل إلى عدة شهور يغيب فيها المدمن عن عمله وحياته الاجتماعية.. وتتعطل كل أنشطته وعلاقاته.
موضحا أن الإدمان مرض مزمن يتعلق بإفراز هرمون السعادة ونظام المكافئة في المخ، وهو ما يعرف بهرمون الدوبامين، وأن هذا الهرمون عندما ينخفض في الجسم يحتاج البعض إلى تعاطي بعض المواد المخدرة التي تنبه إفراز هذا الهرمون مرة أخرى، ويتكرر التعاطي للحصول على هرمون السعادة باستمرار، هذا التعود يصبح إدمان لا يستطيع الفرد الاستغناء عنه، وقد أجرى عدة أبحاث عن الصوم والامتناع عن تناول المواد والأنشطة المبهجة والممتعة التي تنشط إفراز الدوبامين لمدة 12 ساعة، وفي تجارب أخرى إلى صوم عدد أقل من الساعات .. ووجد أن هذا الصوم يخفض إفراز الدوبامين ثم يشعر الفرد بالبهجة والسعادة بعد فترة الصوم، وهو ما أطلق عليه صوم الدوبامين أن هذا الصوم يعالج تعاطي المواد المخدرة وممارسة السلوكيات الإدمانية السيئة التي لا تقل خطورة عن إدمان أنواع المخدرات المعروفة وتكون مدة العلاج 30 يوما، كما أثبت عدد آخر من العلماء دور الصوم في تحقيق الهدوء والسكينة وخفض الانفعالات المرضية الضارة.
وأضاف الدكتور رامز طه أن مبادرة “ثقافة العلاج النفسي الذاتي ومواجهة الضغوط.. عالج نفسك بنفسك”، تهدف إلى تدريب الشباب على مواجهة الضغوط والهموم، وعدم الاستسلام للمصاعب والعقبات التي تعترض طريقه وتؤخر تحقيق أحلامه، التدريب على أساليب العلاج الذاتي للوقاية من التوتر والاضطرابات النفسية المختلفة، تجنب السقوط في هاوية الإدمان.. وعلاجه ذاتيا خاصة في الحالات المتوسطة الشدة وعندما تتوفر الإرادة وتدعيم ورعاية الأسرة، التدريب على السيطرة على الأفكار السلبية الهدامة والانفعالات الضارة غير المرغوبة، تعلم أساليب الاسترخاء والتأمل.. لتساعد الفرد على الابتكار والتفكير الإبداعي وإطلاق طاقات العقل، ثقافة العلاج النفسي الذاتي يحد من إهدار طاقات الشباب ومن وقوع الكثيرين ضحايا للصراعات النفسية والإدمان والإعاقات المختلفة، تنشئة جيل يتمتع بالتوازن والقوة النفسية.. والقدرة على التفكير الهادئ المتزن، واكتساب الشخصية التي تتمتع بالتوافق بين أبعاد الشخصية الثلاثة: الصورة الذاتية، والصورة الاجتماعية، والصورة المثالية، لكي يحقق المجتمع لأفراده الاستقرار والصحة النفسية والقدرة على تحمل الأزمات والصمود في مواجهة الضغوط وعدم الإصابة بالاضطرابات النفسية والأمراض العضوية الناتجة عن الضغوط النفسية التي انتشرت في عصرنا هذا .. عصر القلق والتوتر والاكتئاب.