قهوة العلوم

سر اللون الأخضر في السماء.. هل “الموشور” هو السبب؟

كتب: أحمد معز

عندما تغيب الشمس تحت الأفق ويبدأ الضوء في الخفوت، قد يحظى المراقبون المحظوظون بلمحة نادرة وسريعة من اللون الزمردي، وهذه هي ظاهرة “الوميض الأخضر” ويعد مثالا على ظاهرة بصرية تحدث أحيانا في وقت قريب من غروب الشمس أو شروقها، ولا تستمر لأكثر من ثانيتين.

ما هي أسباب حدوثه؟

يحدث الوميض عندما يتسبب الغلاف الجوي للأرض في انفصال الضوء عن الشمس أو انكساره، وعندما يمر ضوء الشمس، الذي يبدو أبيض نقيا، عبر المنشور الزجاجي “الموشور”، ينكسر الضوء ويخلق وميضا مذهلا يمكن رؤيته بالعين البشرية.

ومع ذلك، فإن الوميضات تحدث فقط عند درجات حرارة معينة عندما يصبح الهواء على ارتفاعات عالية أكثر دفئا، ما يعني أنه من المرجح أن يتم رصد الوميض فوق الماء وليس الأرض.

وينتج اللون الأخضر عن طريق انكسار الضوء في الغلاف الجوي، ما يجعل الأجسام القريبة من الأفق تظهر في السماء أعلى قليلا مما هي عليه في الواقع.

ويكون الانكسار أقوى بالنسبة للضوء الأزرق والأخضر منه بالنسبة للضوء الأصفر والأحمر، ما يؤدي إلى لون مزرق أو مخضر على الجانب العلوي من الشمس.

أنواع الوميض الأخضر

توجد معظم الوميضات الخضراء في فئتين، النوع الأول يحدث قبل أن تختفي الشمس مباشرة، وهو المذكور في رواية “الشعاع الأخضر” لجول فيرن.

أما النوع الآخر، الذي يراه البعض بشكل أكثر تكرارًا، يحدث عندما تكون الشمس لا تزال فوق الماء، حيث يظهر الضوء من أعلى قرص الشمس.

كيف ترى الوميض الأخضر؟

لزيادة فرص رؤية هذه اللمحة الخضراء، يجب أن تتوفر الظروف المناسبة. أولاً، يجب أن تكون قادرًا على رؤية الشمس وهي قريبة من الأفق، مثل على الساحل أو في الأماكن المرتفعة مثل الجبال في المناطق الساحلية مثل سان فرانسيسكو، يمكنك رؤية الوميض الأخضر غالبًا في الأيام الدافئة، حيث توجد طبقة من الهواء الدافئ فوق الماء البارد. هذه الطبقات من الهواء تساعد في انكسار ضوء الشمس.

العوامل المؤثرة على ظهور الوميض الأخضر

يعتمد ظهور اللون الأخضر أيضًا على “ما يوجد في الغلاف الجوي”، مثل الجسيمات التي يمكن أن تنثر الضوء الأزرق والبنفسجي، مما يجعل الضوء الأخضر أكثر وضوحًا. يمكنك تجربة ذلك بإضافة مسحوق الحليب إلى خزان مليء بالماء ثم تسليط ضوء دراجة أبيض عليه. عندما تضيف التركيز المناسب من تلك الجسيمات، سترى لونًا أخضر زاهيًا.

آخر ظهور للوميض الأخضر

التقط المصور كريم هايسليب الباحث المساعد في هيئة التدريس بجامعة ولاية أوريغون، صورا للظاهرة التي وصفها البعض ب”الخارقة للطبيعة”

وفي الصور التي نشرها هايسليب، شوهد جزء من الشمس وهو يغرب تحت الأفق بينما تحوم فوقها سحب برتقالية داكنة.

اقرأ أيضًا: ما هي القصة وراء الشهب في السماء؟ هل ستتحقق أمنياتك حقًا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى