السادس من أكتوبر.. حكاية شعب
إن انتصار أكتوبر حقيقة مثبتة ملهمة لأفكار كثيرة، والفكرة لا تنتهي ولا تموت.. حرب أكتوبر حكاية كل إنسان يحب الحياة، نصر أكتوبر هو الحياة، حياة كل إنسان منذ يوم مولده إلى لحظة موته، إنسان له كرامة وعزة نفس وحب للحياة. أصعب نقطة هو الوصول للحرب، لكن أهم نقطة في هذه الحرب هو الوصول للسلام، وهذا كان هدفنا. فمصر هي صانعة السلام الحقيقي في العالم كله، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
مصر دولة كبيرة قوية، وقوتها مستمدة من شعبها وجيشها المصري الأصيل. وهكذا انهارت نظرية الأمن الإسرائيلي بكل أسسها ومقوماتها، وتقوضت سمعة الجيش الإسرائيلي الذي ذاعت شهرته في الآفاق بأنه الجيش الذي لا يقهر. وأصيب الشعب الإسرائيلي بصدمة عنيفة، وصفها بعض المحللين العسكريين بالعبارة الشهيرة “زلزال في إسرائيل”. لقد كانت حرب أكتوبر حدثًا فريدًا بلا شك، بل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. وكان من أبرز سمات حرب أكتوبر هو ظهور كفاءة المقاتل المصري، ومدى ارتفاع مستوى نوعيته وقدرته على استيعاب واستخدام الأسلحة الحديثة والمعقدة، بما فيها الأسلحة الإلكترونية.
كما شهدت حرب 1973 بروز استراتيجية عربية أكثر اتحادًا في الحظر البترولي الذي أعلنته الدول العربية المنتجة للبترول (أوابك)، وساعد ذلك الحظر على إعادة تحديد الدور السياسي العالمي للدول العربية. كان لحرب أكتوبر تداعيات سياسية، فلولا الحرب ما استطاع السادات أن يبدأ مسيرة التسوية السلمية. فقد كانت الحرب بمثابة تحريك للمياه الراكدة، وفتحت المجال لعقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل. فلا شك في أن تطورات الحرب هي التي اقتضت كلا من الطرفين أن السلام العادل هو السبيل الوحيد لإتاحة الفرصة للتنمية والتقدم والاستقرار في المنطقة. وكان السادات قد أعلن أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب.
أوجدت حرب أكتوبر مفهومًا مهمًا وهو السلام، ومبدأ السلام قائم على الإنسانية. ستحيا بلدنا عزيزة قوية مرفوعة الرأس بجيشنا وقواتنا المسلحة القوية، وبسياسة مصر الرشيدة، بقائد الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبكل مؤسسات الدولة التي تبني الدولة المصرية من الداخل وتحميها من الخارج.
شعور الإعلام الدولي في حرب أكتوبر
أحب أن أصف لكم شعور الإعلام الدولي في حرب أكتوبر وكيف تحول ليكون داعمًا للدولة المصرية:
• إن صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني إسرائيل بالنزول إلى المخابئ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت. وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولى. وعندما انتهت الحرب… بدأ العد من جديد… وبدأ تاريخ جديد… فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل، باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطامًا ملقى على جانب الطريق (صحيفة معاريف بتاريخ 20 سبتمبر عام 1998).
• لقد غيرت حرب أكتوبر 1973 مجرى التاريخ لمصر ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس واجتاح خط بارليف (صحيفة الديلي تلغراف بتاريخ 7 أكتوبر عام 1973).
• كانت الصورة التي قدمها الإعلام العالمي عن المقاتل العربي عقب حرب 67 مليئة بالسلبيات، وتعطي انطباعًا باستحالة المواجهة العسكرية، ولكن جاءت حرب أكتوبر 1973 لتثبت وجود المقاتل العربي وقدراته (صحيفة ذي تايمز بتاريخ 7 أكتوبر عام 1973).
• إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب (واشنطن بوست بتاريخ 7 أكتوبر عام 1973).
• إن الأسبوع الماضي كان أسبوعًا تأديبيًا وتعذيبيًا لإسرائيل. ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر باهظة، وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل عنهم أنهم غير قادرين على القتال (فاينانشال تايمز بتاريخ 11 أكتوبر عام 1973).
• إن الشعور السائد في إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب، كما أن عدد أسرى الحرب العائدين من مصر كان أمرًا أكثر مما كان متوقعًا، وهو الأمر الذي يعني وقوع الكثير من القتلى (جويش كرونيكل البريطانية بتاريخ 7 أكتوبر عام 1973).
• لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال، وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة (هآرتس بتاريخ 2 نوفمبر عام 1973).
مصر، أنتِ الحياة والوطن والأمان. بدونك يا محبوبتي، ما حييت، مرفوعة الرأس.