كاتب ومقال

دار في خاطري| التعليم بين قمة وقاع “الجزء الأول”

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

ما هو العلم؟ وماذا يعني لك؟ ولماذا تتعلم؟ وما الذي تتعلمه؟ وماذا تعني لك القمة؟ وماذا يعني لك القاع؟ اتعتقد بأن هناك علوم خلقت لتكون للقمة وأخرى للقاع؟! أم أن هناك مسئول عن ذلك التصنيف؟!

العلم هو مفرد علوم، وهو إدراك الأشياء على حقيقتها، ويعرف أيضا بالقواعد، والنظريات، والحقائق، ومناهج البحث العلمية، وقد تم تقسيم العلوم إلى علوم إنسانية، وعلوم تطبيقية، أو بالمعنى المتعارف عليه علوم نظرية وعلوم عملية.

إن الإنسان طيلة الوقت يسعى وراء العلم، أي إدراك حقيقة الأشياء ليعلم ما يحدث من حوله، فالطفل حين يستطيع الحركة تجده يستكشف الأشياء، فيسقط هذا ويبعثر ذاك، ليعلم حقيقة الأشياء، والإنسان في القدم كان دائم البحث والتنقيب.

وباستخدامه لعقله الذي ميزه به الله عن سائر مخلوقاته استطاع ونظم معرفته واستكشافاته في صورة قواعد ونظريات، ومن ثم يتطور معه العلم ليأخذ شكله الحالي بتقسيمه الذي ذكر سابقا، فتجد في كل قسم علوم تندرج تحته ويكون كل علم منها قائم بذاته وان كان بحاجة لعدد من العلوم الأخرى كعلوم مساعدة له.

وبما أن الله خلق كل إنسان مختلف عن غيره، ولكل فرد ما يحب وما يكره، ولكل إنسان قدراته التي تميزه، إذن فلكل إنسان قدرة على استيعاب علم ما، أو عدم القدرة على الاستيعاب، فلذلك كان العلماء قديما يجمعون بين علوم نظرية وعلمية كالفلسفة والطب مثلا، وذلك حسب قدرة استيعاب العالم لها وشغفه لمعرفتها وتطويرها دون قيد أو شرط.

ومع زيادة المعرفة زادت فروع كل علم، فظهر معه التخصص، ومع هذا التخصص أصبح هناك تضييق الخناق على طالب العلم فبعد ما كان يتعمق في العديد من العلوم أصبح يدرس علما واحدا، لا بل فرعا من فروع ذلك العلم، بل تشعب من ذلك الفرع، فمثلا دارس التاريخ يتخصص في التاريخ الوسيط ومنه يتخصص في التاريخ الاسلامي ومنه يتخصص في العصر الأموي.

ولكن ما علاقة العلوم بالقمة والقاع؟! عندما أصبح العلم يدرس داخل منظومة تعليمية، وأصبح يدرس في منشأتين وهما المدرسة والجامعة، ظهرت مصطلحات تعليمية وهي: التعليم الأساسي، التعليم المتوسط، التعليم فوق المتوسط، التعليم العالي، بالإضافة إلى الدراسات العليا، وفي مرحلة ما قبل الجامعة يخير الطالب ما بين الدراسة العلمية و الأدبية، وهنا ينشب خلاف بأن من يختار الدراسة العلمية هو الأذكى والأقدر على الفهم والاستيعاب.

كما أنه هو الشخص الجدي القادر على تحمل المسئوليات، بينما من يختار الدراسة الأدبية فهو شخص غير جاد يكره العلم، محدود الفهم، ومع زيادة عدد السكان، وإقبالهم على التعليم، وخاصة الوصول إلى مرحلة التعليم الجامعي أصبح هناك اختلاف بين الكليات في القدرة الاستيعابية.

فوضع نظام يساعد في توزيع الطلاب بالكليات، فتم تحديد الشرط الأساسي للالتحاق بالكليات المجموع الذي يحصل عليه الطالب، ولتنظيم تلك العملية أسندت إلى مكتب التنسيق، وهنا ظهرت مصطلحات أخرى مثل كليات القمة، وهي تعني الكليات التي تقبل الطلاب الحاصلين على أعلى مجموع في مرحلة الثانوية العامة.

لم يقتصر مصطلح كلية القمة على الكلية أثناء عملية توزيع الطلاب وحسب، بل أخذت شكلا اجتماعيا هرميا وهو أناس في القمة، وأناس في القاع حسب دراسة كل منهم، فأصبح دارس الصيدلة أو الهندسة من أهل القمة، بينما دارس الحقوق مثلا من أهل القاع، بل أصبح الأهل يتمنون التحاق أبنائهم بكلية القمة وذلك كدليل على التفوق والتميز.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| الإنسان والتاريخ

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى