كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| هل الثعلب فعلًا مكار؟

“التعلب فات فات وفي ديله سبع لفات” هو نداء كان الأطفال يتغنون به في زمن ما قبل الأتاري والبلايستيشن وألعاب الإنترنت الإلكترونية. اللعبة ببساطة عبارة عن تحلق عدد من الأطفال على شكل دائرة، فيما يدور حولهم لاعب آخر جريًا—يسمونه الثعلب—ممسكًا بمنديل. وخلال دورانه حول الدائرة من الخلف، يقوم بإلقاء المنديل خلف أحد الجالسين، ويستمر في الدوران بخبث. في حالة إكماله لدورة كاملة عائدًا إلى هذا الشخص، فإنه يتحول إلى “تعلب” ويجلس الثعلب القديم مكانه. أما إذا اكتشف الجالس أن المنديل تم إلقاءه خلفه، فإنه يقوم بالإمساك بالمنديل ويركض خلف الثعلب محاولًا لمسه. فإن نجح، فإن الثعلب يستمر ثعلبًا للمرة التالية، أما إن لم يتمكن من ذلك حتى وصول الثعلب إلى مكان هذا الشخص، فإنه يتحول إلى ثعلب ويبدأ في الدوران بدلاً منه.

لعبة بسيطة تجمع بين الإثارة والرياضة والمكر الذي نصف به الثعالب دائمًا. ولكن لماذا نصفهم بهذه الصفة؟ وهل هي حقيقية في ذلك الحيوان؟ وما هو الفارق بين الثعلب والذئب؟ هل معنى ذلك أن الثعلب مكّار ومخادع وأن الذئب بريء وصادق؟

وفي معرض الحديث عن الفرق بين الذئب والثعلب، نجد أن الذئب ينتمي إلى العائلة الكلبية، فيما ينتمي الثعلب إلى عائلة الثعالب. تعيش الذئاب في مجموعات، بينما تعيش الثعالب منفردة. كما أن الذئاب أكبر حجمًا من الثعالب وتعيش في المناطق الوعرة والغابات الكثيفة، فيما تعيش الثعالب في المناطق المفتوحة كالصحاري والغابات الخفيفة. أما من حيث الشراسة، فتتغذى الذئاب على الحيوانات الكبيرة كالماشية وعلى الحيوانات الصغيرة أيضًا، بينما تتغذى الثعالب على الحيوانات الصغيرة والطيور والحشرات والفاكهة والنباتات.

نظرًا لقوة ووحشية الذئاب، فإنها أكثر اندفاعًا، بينما نجد الثعالب تتمتع بالحذر والدهاء والمكر، ولديها قدرة أكبر على التكيف مع المواقف المختلفة، وصولًا إلى ادعاء الموت وتمثيله ببراعة، سواء للهروب من الخطر أو لجعل الفريسة تشعر بالراحة والاطمئنان قبل أن تقوم من مواتها الظاهري مفترسة إياها.

كل ما سبق يكون لطيفًا وربما مسليًا وممتعًا عندما نشاهده في برنامج “عالم الحيوان” أو أحد برامج قناة “ناشيونال جيوغرافيك” المتخصصة، ولكنه يتحول إلى رعب عندما تجد نفسك وجهًا لوجه أمام ذئب أو ثعلب.

والأسوأ من هذا وذاك أن تتعرض للعقر والضرر من إنسان يتخذ الذئب مثلًا أعلى له في تصرفاته وغدره وخيانته.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button