كاتب ومقال

البحث عن السعادة

في الغالب لم نعد نتذكر كيف نستمتع بالحياة.. نقضي الوقت وراء الوقت ويعبر الزمن دون أن نجد الوقت الحقيقي للمتعة.. هناك أسوار وأحجار كبيرة تحجب عنا الرؤية وتفقدنا حقيقة أن الإنسان يجب أن يعيش حياته في سعادة ورضا وهناء.. تخيفنا الكلمات الكبيرة التي قد تكون ذات صياغات اجتماعية عنيدة والتي تمنع الاحتفال والبهجة وتقصر دور الإنسان على المشي وراء النهاية السعيدة بعد الموت.

نلتقي في الجنة حيث السعادة الحقيقية ولنكافح في الحياة حتى لا نخرج عن المعتاد.

هل جربت مرة “الغناء المشترك في السيارة”.. وسط هذا الهم نسمع أغنية نحبها جميعا وبينما تسير السيارة إلى أي جهة نبدأ في الغناء الجماعي بصوت عالي وربما صراخ ونبتسم ونضحك، ويمنحنا الله لمحات من السعادة الفارهة، هل هذا مباح؟

في الغالب لن تفعل ذلك إما لأنك صارم، أو خائف، أو تنتظر النهاية السعيدة.

هل السعادة اختيار كما يقال؟ نعم بالفعل هي كذلك وهذا لا يعني مطلقا أن ما حولنا ليس مسؤولا عن تعاستنا، ولكن ببعض التفاصيل الصغيرة يمكن أن نبتسم أو نضحك أو نفرح أو ننتعش ولو لفترات قصيرة وهناك قائمة طويلة بهذه الأمور بالإضافة إلى “الغناء المشترك في السيارة”

مثلا: مساعدة شخص على حمل حقيبة

الجلوس في الشتاء والنظر للمطر مع كوب من القهوة

الإفطار مع الأسرة يوم الجمعة

اللعب مع الأطفال

إصلاح شيء مكسور

المشي في مكان هادئ يمتلئ بالأشجار

حكايات الأصدقاء على المقهى

مشاهدة شروق الشمس

غسل المواعين

إعداد وجبة للأسرة أو للأصدقاء

مشاهدة فيلم اجتماعي لطيف مع الأسرة

كتابة اليوميات

أعياد الميلاد

مساعدة الزوجة في أعمال المنزل

.. وغيرها الكثير.

بناء على التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة الصادر من المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة 2019إذا كان هناك سر واحد للسعادة فهو العلاقات الاجتماعية الجيدة الداعمة والمفيدة والقائمة على الثقة لأن الأصدقاء الجيدون أو العائلة الجيدة تساعد في الوقاية من الأحداث السلبية وتمنح الشعور بالانتماء، لقد أظهر الأشخاص الذين يقدمون المساعدة للآخرين بدلا من الانشغال بأنفسهم ازدهارا ومشاعر إيجابية وتراجعا في المشاعر السلبية”

الصدمة.. أين نحن من ذلك؟ لماذا نهرب من السعادة؟

في الواقع لم تعد حياتنا تهدف إلى السعادة، بل إنها تكافح لتتجنب البؤس والتعاسة، وهذا الكفاح عبارة عن انشغال مستمر بالأنا وهروب إلى داخل الذات، والصراخ المكتوم (لا أحد يفهمني).

صدقني.. كلنا نريد أن نفهمك.. نحن في الواقع نحبك ونتمنى صحبتك وصداقتك.

أرجوك، لا تدعهم يخيفونك من البهجة ولا يرهبك الغيلان المرعبة التي يطلقونها في الشوارع لردع الحياة، ولا تجعل ذاتك أنانية حمقاء وتعيسة، ابحث عن كل التفاصيل التي يمكن أن تسعدك وتسعد من حولك وقم بها فورا..

لنغني في السيارة معا.. اخترت لك هذه الأغنية الرائعة (عارفة – علي الحجار)، وجميع أغاني بهاء سلطان بلا استثناء.

بقلم: فيصل شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى