التعليم الفني والتكنولوجي.. ركيزة أساسية في الإصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة

القاهرة – خاص
يحتل التعليم الفني والتكنولوجي مكانة محورية في جهود الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة، كونه أحد الركائز الأساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز قدراته الإنتاجية. ومنذ إطلاق البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي في أبريل 2022، أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بهذا النوع من التعليم، إدراكًا لدوره الحيوي في إعداد كوادر فنية مؤهلة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل، ودعم المشروعات الصناعية والزراعية، وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

وفي إطار هذه الرؤية، يأتي تنظيم الدورة الرابعة من الملتقى الدولي للتعليم الفني والتكنولوجي “إيديوتك 2025″، والذي يعقد على مدار يومين في 19 و20 فبراير 2025 بفندق كمبنسكي رويال ماكسيم – التجمع الأول بالقاهرة، بحضور كبار المسؤولين والخبراء في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين.

التعليم الفني.. تحديات وفرص

رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة للنهوض بمنظومة التعليم الفني والتكنولوجي، لا تزال هناك تحديات تتطلب استراتيجيات فعالة لمعالجتها، من بينها الحاجة إلى تحسين جودة التعليم، وتحديث المناهج وفق منهجية الجدارات، ورفع كفاءة المعلمين، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريب وتشغيل للخريجين. وتعد مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج ومجالس المهارات القطاعية نماذج ناجحة أثبتت فعاليتها في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق.

ومن أبرز أهداف إيديوتك 2025 مناقشة الوضع الراهن للتعليم الفني والتدريب المهني، واستعراض الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، إضافة إلى بحث الفرص والتحديات التي تواجه القطاع، لا سيما في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والرقمنة.

شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص

تتميز النسخة الرابعة من الملتقى بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص، حيث يسهم المستثمرون ورجال الأعمال في تطوير منظومة التعليم الفني عبر إنشاء مدارس متخصصة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، كما توفر الشركات الكبرى فرص تدريب وتوظيف للخريجين، ما يعزز من دور التعليم الفني في تحقيق التنمية الاقتصادية.

منصة للابتكار وريادة الأعمال

في سياق متصل، يتيح إيديوتك 2025 مساحة مخصصة لرواد الأعمال والمبتكرين لعرض أفكارهم أمام المستثمرين وحاضنات الأعمال، مما يوفر لهم فرصًا حقيقية لتحويل مشروعاتهم الناشئة إلى كيانات اقتصادية مؤثرة.

تكريم المتفوقين.. خطوة نحو التقدير المجتمعي

ضمن فعاليات الملتقى، سيتم تكريم أوائل خريجي التعليم الفني بمختلف مساراته، تأكيدًا على دعم الدولة للكفاءات الشابة، وتحفيزًا للطلاب على التميز في هذا المجال الحيوي.

نحو مستقبل واعد

في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، أصبح التعليم الفني والتكنولوجي محورًا رئيسيًا في صياغة مستقبل الاقتصاد المصري، الأمر الذي يستدعي تعزيز النقاشات حول سبل تطويره، والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، لضمان إعداد جيل جديد من العمالة المدربة القادرة على المساهمة في بناء مصر الحديثة.