كاتب ومقال

هل يمكنك أن تعيش ألف مرة؟

ألا تجد أنه سؤال عجيب؟، نعم نعم هو كذلك.. ولكن السؤال الأهم كيف يمكنك أن تفعل ذلك؟، ربما علينا أن نتساءل أيضا، هل يمكن أن أعش الحياة التي عاشها ابن المقفع وهو يحكي ويكتب حكايات كليلة ودمنة، أو حكايات رائد علم الضوء الحسن بن الهيثم، أو رائد الموسيقى العربية ابن زرياب، أو أينشتاين رائد نظرية النسبية وفيزياء الفلك؟، هل يمكننا أن نعيد العميد طه حسين ونكرره مرة أخرى، وهل يمكننا أن نعيد المتنبي مرة أخرى؟ .. هل يمكننا أن نعيد شارلي شابلن وإسماعيل ياسين وأحمد زويل ونجيب محفوظ وثروت عكاشة!!
الإجابة هي نعم.. يمكن ذلك بكل سهولة، إذا رجعنا للحضارات القديمة، حضارة مصر القديمة مثلا أو حضارة ما بين النهرين في العراق، في بابل وآشور، أو الحضارة الهندية أو الصينية، في اليونان القديمة والدولة الرومانية، وغيرهم ،سنجد أن تلك المجتمعات كلها كانت تضع الناس الذين بإمكانهم القراءة والكتابة في مقدمة طبقات المجتمع، بمعنى أن تلك المجتمعات كانت تدرك قيمة القراءة والكتابية وكانت تؤمن تمام الايمان أن أصحاب هذه القدرات على القراءة والكتابة لديهم شيء ما من القدسية والهبة الإلهية، هذه المجتمعات التي أتحدث عنها كانت تقدس فكرة القراءة والكتابة التي تتحول إلى معرفة يمكنها أن توضع على الحجر البردي والرق (الجلود أو البارشمنت) وأخيرا الورق وعلى شاشات الحاسب في عصرنا الحالي.
إن فكرة القراءة هي فكرة قرينة بالقدرة على الحصول على المعرفة واستكشاف المعرفة ومن ثم تخليد المعرفة الإنسانية فلا تضيع، الكتابة هنا تمثل مستودعا للقدرة على القراءة، هذه كانت فكرة القدماء عن من يعرفون القراءة والكتابة، والذين كان لديهم نوعا من الخيال تؤكده آلاف الأساطير التي انتشرت في العالم كل، تؤكدها التشابهات في هذه الأساطير بين المجتمعات.
أعود للإجابة على السؤال الذي أطرحه في هذه المقالة، نعم يمكننا دائما أن نعيش ألف حياة بل أكثر من ذلك عن طريق القراءة ، إن كل الفنون تدعونا لدعم الخيال الإنساني، تساعدك القراءة عن السير الذاتية لأهم الأشخاص في تاريخ العالم، المؤثرين والذين تركوا خلفهم كتبا وآثار غيرت حياة الإنسانية كلها، يمكنك أن تعيش حياة مختلفة في كل كتاب قرأه.. من هنا نقول لك تعبيا جديدا (إقرأ لكي تعيش مع كل كتاب حياة جديدة).
ولنا عودة بإذن الله.!!

 

ا.د. زين عبد الهادي
الكـــــــــــاتب والأكاديمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى