كلمتها

“جين أوستن”.. لماذا عليك قراءة روايتها الآن؟

أسماء هنداوي:

لم تحقق الشهرة إلا بعد وفاتها، واعتبر الأدباء والنقاد أعمالها فنية من الطراز، ذلك الأمر الذي زاد من شهرتها وشعبيتها العالمية.

فلقد اتسمت روايتها بالعبقرية وتخفيف الضغوطات، والتشابك الكبير في الأحداث الذي يجعلك لا تمل من قراءتها مرارًا وتكرارًا.

إنها جين أوستن الكاتبة البريطانية التي ولدت عام 1775 في أسرة تحب التعلم والإبداع، فلقد كان والدها دائمًا يشجعها على القراءة.

لتصبح يافعة وتقدم رواياتها التي أصبحت من روائع كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، وما زالت تزداد شهرتها أكثر مع مرور الوقت.

أمل وحياة

تميزت روايات جين أوستن بالهجاء الاجتماعي والرومانسية والسخرية، ولقد كانت تبعث الأمل أيضًا عند قراءتها، وفي سطورها مواساة.

كما اتسمت رواياتها بأنها تساعد من يقرأها على تقبل الجوانب المظلمة في الحياة بأسلوب مرح وخفيف نحتاجه في أوقاتنا العصيبة.

وعلى عكس المتوقع لا تعد روايات جين وسيلة للهروب من الواقع.

بل أنها رسالة قوية للإصرار والعزيمة، لذلك فهذا هو الوقت المناسب لقراءتها.

خاصة في الوقت الحالي المليء بالتحديات، من أجل تخفيف الضفوط النفسية والتأقلم معها، وبعث الطمأنينة.

فخفة ظل جين وأسلوبها الشيق والجذاب كانوا سببًا في مساعدة الكثير على اجتياز الفترات العصيبة الأخيرة.

بالإضافة إلى رواياتهم تهدئ الأعصاب وتبعث الطمأنينة، كما تشجع على التأني في القراءة.

إصرار وتحدي

بالرغم من أن روايات أوستن تظهر بأن حياتها كانت مستقرة وهادئة، إلا أنها واجهت العديد من الصعوبات ومليء بالإصرار والإرداة.

فلقد طردت من المدرسة بعد إصابتها بمرض التيفود، وكادت أن تموت، مما تسبب لها معاناة نفسية بسبب تلك الأحداث.

وظهرت تلك الاضطرابات في رواياتها من خلال البطلات التي قدمتهن جين.

كما أن أوستن وعائلتها ظلوا يتنقلوا بين عدة منازل لمدة ثماني سنوات حتى استقروا، واستعادت استقرارها النفسي.

ولكن تأثير ذلك الترحال كان واضحًا في أعمالها، وظهر ذلك في روايتها “العقل والعاطفة” من خلال طرد بنات عائلة داشوود وأمهن من منزل العائلة.

بالإضافة إلى تعرض الشخصيات في رواياتها لضغوط نفسية، ولكنها أجادت التعامل مع تلك الضغوط والتحديات، لتعطي درسًا في الأمل.

كما أن جين ناقشت في رواياتها شعور الرغبة في التحرر من الخلافات الأسرية المحيطة بالأبطال، ذلك الأمر الذي يشعر به الكثير منا.

ولقد ظهر ذلك في روايتها “كبرياء وهوى”، من خلال بحث إليزابيث عن الحرية عن طريق السير وسط الأشجار، من أجل أن تشعر بالهدوء بعيدًا عن منزل عائلتها المزدحم.

جين أوستن
جين أوستن

التغلب على الإخفاقات

مشوار جين أوستن الأدبي كان درسًا في الإرادة والصبر، فعندما قررت نشر أول رواية لها، قابلها الإخفافات والرفض.

ولقد بدأت جين الكتابة في الثانية عشر من عمرها، وبدأت تأليف الروايات بعد تجاوزها سن العشرين.

ولكن لم يتم نشر أي رواية لها إلا بعد أن تخطت الـ 35 عامًا.

وعندما كانت تبلغ 22 عامًا، ساعدها والدها وأرسل رواية “كبرياء وهوى” إلى دار نشر في لندن، ولكن تم رفضها، مما جعلها تحبط.

وأظهرت ذلك أوستن من خلال بطلات رواياتها اللاتي كان عليهن أن يتحملن ما لا يطاق، واعتقادهن أن فرصهن في السعادة ضاعت.

وعلى سبيل المثال رواية “الإقناع” التي تدور أحداثها عن البطلة التي التقت بالشخص الذي كانت تحبه بعد مرور تسع سنوات من إنهاء علاقتها به.

ولكن بسبب تغير ملامحها لم يتعرف عليها، ليتسبب ذلك في جرح كرامتها، واعتقادها أنها لن تحصل على السعادة أبدًا.

وذلك الأمر ليس في تلك الرواية فقط، بل أن كل بطلة من بطلات روايات جين كانت تفقد الأمل في الفوز بقلب الشخص الذي تحبه.

كما أنهن يرضين بالنهايات غير السعيدة، وأيضًا لا يشعرون بالحسرة أو الشفقة على أنفسهن، بل اكتسبن قناعة وغيرن من شخصياتهن.

النضوج العاطفي

ذلك الأمر الذي جعل شخصيات بطلات روايات جين تتسم بالنضوج العاطفي.

هذا النضوج الذي أصبح ملهمًا للكثير منا ويجعلنا ننظر في العديد من الأمور المهمة في حياتنا بنظرة ناضجة.

كما تجعلنا ننمي القناعة لدينا، والتأقلم مع التحديات أو التغلب عليها، بالإضافة إلى تقبل الأخطاء والتعلم منها.

وبالفعل عبرت أوستن عن كل ذلك في رواياتها، ووظفت أساليب السرد بدقة لتجعلنا نقرأ الروايات بعيون شخصياتها.

ذلك الأسلوب الذي لم يستخدمه أحد من قبلها، ويجعل أسلوبها الشيق في الكتابة يروق لمختلف القراء في العصر الحديث.

اقرأ أيضًا: الإرهاب والاغتراب والهجرة.. ثلاثي نجاح روايات د. خولة حمدي

تخفيف الأحزان

كانت روايات جين أوستن مرتبطة دائمًا بتخفيف الأحزان والضغوطات، لدرجة أن في الحرب العالمية الأولى كان الأطباء يصفونها للجنود الذين كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب الحرب.

كما كان ونستون تشرشل واحدًا من الذين كانوا يعتمدون على روايات جين من أجل تخفيف الضغوط النفسية.

فلقد كان يطلب من ابنته قراءة “كبرياء وهوى” وهو على فراش المرض، وذلك من أجل التخفيف من أحزانه وآلامه.

الاقتباس السينمائي

أما بالنسبة للروايات جين أوستن الأدبية فلقد تم اقتباس العديد من أفلام السينمائية منها مثل Emma، و Pride and Prejudice، و Mansfield Park، وSense and Sensibility.

كما تم اقتباس مسلسل Clueless من رواية إيما.

يمكنك الإطلاع على روايات الأديبة جين أوستن .. من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى