في الآونة الأخيرة، ومع إلقاء الضوء على الأمراض والاضطرابات النفسية وضرورة التوعية بها، لتدارك الموقف قبل تفاقمه، وتطور الحالة الصحية للمريض بشكل مخيف، مما قد يودي بحياته في بعض الأحيان، لوحظ أن هناك اختلاطًا كبيرًا بين أمراض مختلفة، من أهمها: مرض الفصام “الشيزوفرينيا”، ومرض الانفصام “اضطراب تعدد الشخصيات”.
فهما يختلفان في حرف واحد ولكن من الناحية الطبية، فهناك اختلاف جذري بينهما، لذا فلنتحدث قليلًا عن الفرق بينهما:
الفصام “الشيزوفرينيا”
هو اضطراب عقلي مزمن وشديد، يؤثر على التفكير والشعور والسلوك، ويتميز هذا الاضطراب النفسي بالذهان أي فقدان الاتصال بالواقع، كما أنه يصيب شخصًا من كل مائة شخص.
ما هي أعراض الفصام؟
يسبب هذا الاضطراب أعراضًا مختلفة وشديدة الخطورة مثل:
1. الهلوسة
وهي أن يشم أو يسمع أو يرى المريض أشياء غير حقيقة، ولكن أكثرها شيوعًا هي السمع(الأصوات)، وتكون إما تعليقات أو أوامر تأمر المريض بفعل شيء ما، أو سماع أصواتًا لا يسمعها غيره، وعندما يبدأ المريض بالانصياع، يستوجب الأمر المساعدة العاجلة.
2. الأوهام
وتعني اعتقاد يؤمن به المريض إيمانًا كاملًا، على الرغم من الأدلة الواضحة على بطلانها، فيشعر أن هناك من يتعقبه أو يخدعه أو يريد قتله، وإذا حدث أمرًا ما يفسره بشكل مبالغ فيه.
كاعتقاده أن جميع من حوله يتحدثون عنه بسوء،
أو أن مقاطع من الكتب أو الصحف أو حوار في التلفاز موجهًا خصيصًا له، وعلى الرغم من أن جميع من حوله يخبرونه بعكس ذلك إلا أنه لا ينصاع إلا لصوت عقله.
3. صعوبة التفكير
حيث يواجه المريض صعوبة في التركيز ويصعب على الآخرين فهم ما يقول.
4- مشاكل في الأداء اليومي وضعف الهمة والدافع وانخفاض مستوى الإدراك، كما يصف البعض سلوكه بأنه مشوشًا ولا يمكن التبؤ به.
5- قلة التعبير عن المشاعر، والانطوائية وغياب العلاقات الاجتماعية، ولا يهتم بمظهره ونظافته الشخصية.
أما أسباب المرض فهي غير معروفة حتى الآن، ولكن تعد الوراثة من أهم أسباب الإصابة بالفصام، وكذلك الشدائد التي يعيشها الإنسان، أو الأزمات التي يمر بها في حياته، أو ربما بعض الإصابات التي تعرض لها وهو جنين.
التشخيص والعلاج
إذا كان المريض يعاني من واحد أو أكثر من تلك الأعراض السابقة لمدة شهر، وتؤثر بشكل كبير على العمل أو الدراسة وبعد التأكد أن النتيجة ليست لأسباب أخرى كتعاطي المخدرات، يتم تشخيصه بالفصام.
كما أنه لا يوجد علاج لمرض الشيزوفرينيا ولكن يمكن تخفيف حدة الأعراض بإحدى هذه الطرق:
- الأدوية.
- العلاج السلوكي والمعرفي والمجتمعي.
- استراتيجيات الإدارة الذاتية والتعليم.
اقرأ أيضًا: علامات تدل أنك مصاب باضطراب الوسواس القهري
اضطراب تعدد الشخصيات “الانفصام”
يعد اضطراب تعدد الشخصيات أو اضطراب الهوية الفصامي، إحدى الاضطرابات النفسية التي تسبب عوائق في الإدراك والوعي والهوية وانهيار في الذاكرة، مما يؤدي إلى ابتكار المريض لأكثر من شخصية من ذاته، وقد يحدث ذلك بإدراك منه أو دون إدراك.
ما هي أعراض الانفصام؟
إن الشخصيات المختلفة التي يحملها المصاب، يكون لكل واحدة منها عمرها واسمها وجنسها وصفات خاصة مميزة غير الأخرى وهوية مختلفة.
ولكن هناك أعراض أخرى تجمع مرضى الانفصام وهي:
1. فقدان الذاكرة لفترات زمنية، أو الأحداث أو الأشخاص أو المعلومات الشخصية.
2. الهلاوس السمعية والبصرية الأوهام.
3. شعور غير واضح بالهوية.
4. تصور الأشياء المحيطة والأشخاص على أنها أشياء مشوهة وغير واقعية.
5. تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
6. ضعف في المجالات الاجتماعية والمهنية، والشعور بالانفصال عن النفس والعواطف.
7. الاكتئاب وتقلب المزاج والقلق والافكار الانتحارية.
8. اضطرابات في النوم والأكل.
ما هي أسباب الإصابة بالانفصام؟
تشير الأبحاث إلى أن سبب الإصابة بذلك المرض هو استجابة نفسية للضغوط الشخصية والبيئية، كما أن 90% من تلك الحالات تعرضت لصدمات شديدة وإيذاء بدني ونفسي وسوء معاملة في مراحل الطفولة المبكرة مثل:
- الإهمال العاطفي للطفل.
- العزلة الطويلة بسبب مرض.
- الحوادث والحروب والكوارث الطبيعية.
- فقد شخص عزيز في مرحلة مبكرة من الحياة.
هل هناك علاج لذلك المرض؟
لا يوجد علاج محدد للانفصام، ولكن يمكن المساعدة في دمج جميع عناصر الهوية المختلفة، للتمكن من بدء للعلاج، ولكن يمكنك التخفيف من حدة المرض عن طريق:
- الأدوية.
- العلاج السلوكي والمعرفي والمجتمعي.
- استراتيجيات الإدارة الذاتية والتعليم.
اقرأ أيضًا: هل تعاني من اضطراب القلق؟.. إليك كيفية مواجهته