كلمتها

“جين آدمز” … أول أمريكية تحصل على جائزة نوبل للسلام

أمنية أحمد:

جين آدمز ناشطة اجتماعية أمريكية، وفيلسوفة وأخصائية علم الاجتماع ومؤلفة، أصبحت أول أمريكية تحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1931.

كما كانت واحدة من أبرز الإصلاحيين في القرن العشرين، حيث بَنت أول مستوطنة في الولايات المتحدة عام 1889، في ولاية شيكاغو ليكون ملجأ يقصده المهاجرين والفقراء.

ونادت بزيادة الإنتاج الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة الفقراء في أوروبا إزاء الحرب العالمية الأولى.

وأيضًا عرفت بكونها زعيمة في حركة حق المرأة في التصويت والسلام العالمي.

فساعدت في إلقاء الضوء على القضايا التي تهم الأمهات، مثل احتياجات الأطفال والصحة العامة.

طفولة جين آدمز:

ولدت في السادس من سبتمبر عام 1860، في مدينة سيدرافيل بولاية إلينوي الأمريكية.

أمضت جين طفولتها بين اللعب والركض، والقراءة بعض الشيء، وفي عامها الرابع أصيبت بمرض السل في العمود الفقري، المعروف باسم “بوتس”.

الذي تسببه بكتريا تؤثر بشكل رئيسي على الرئتين وأعضاء أخرى كالفقرات الصدرية والقطنية من العمود الفقري.

مما أدى إلى إنحناء ظهرها وعرج في قدميها، مما سبب لها صعوبة في مواصلها حياتها كطفلة صغيرة لا تكترث إلا للعب واللهو.

وفي سن المراهقة، وبسبب لطف والدتها تجاه فقراء مدينة سيدرافيل وحبها لهم، قررت أن تصبح طبيبة حتى تتمكن من العمل والعيش بين الفقراء.

حتى ولدت لديها رغبة الحصول على شهادة بكالوريوس من كلية سميث الخاصة للفنون الحرة للسيدات بمدينة نورثهامبتون في ولاية ماساتشوستش.

ولكن أراد والدها متابعة الدراسة بالقرب من المنزل، ولحبها الشديد له رضخت لإرادته.

لتتخرج منها عام 1881 بشهادة جامعية وعضوية في “بيتا فاي كابا”، وهي أقدم أكاديمية للفنون الحرة والعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: “جين أوستن”.. لماذا عليك قراءة روايتها الآن؟

العودة إلى أحلامها:

توفي والدها نتيجة إصابته بالتهاب الزائدة الدودية، فحصلت جين على حصتها من الإرث، وقررت هي وشقيقتها الانتقال إلى فيلادلفيا، لمتابعة التعليم الطبي.

وفي عام 1883، أجرى زوح شقيقتها لها عملية جراحية لتقويم عمودها الفقري، وبعد نجاح العملية، نصحها بعدم العودة إلى الدراسة لما قد تخلفه من آثار سلبية على صحتها.

لذا قررت العودة إلى مدينة سيدرافيل لبناء مستوطنة “هال هاوس”.

جين آدمز
جين آدمز

تحقيق حلمها:

بعد أن فقدت جين حلمها بأن تصبح طبيبة، وبعدما رأت في رحلتها الأخيرة لأوروبا الفقر وأثره على الأطفال والعائلات.

قررت بناء مستوطن لهم ولكن لم تلقى فكرتها الموافقة اللازمة، فعادت إلى أوروبا من جديد آملة أن تحقق حلمها بين الفقراء والمحتاجين.

ففي عام 1889، توجهت آدمز وصديقتها إلى شيكاغو وشاركو في تأسيس “هال هاوس” مشروعهما الإنساني.

استأجرت جين آدمز منزل كبير يقع في الأحياء الفقيرة في شيكاغو، حيث كان أغلبية سكانها مهاجرون من دول أوروبية.

فتنوعت الخدمات التي قدمها هال هاوس، حيث احتلت رعاية أطفال الأمهات العاملات المرتبة الأولى في أعمال المنزل.

تلاها تقديم المحاضرات للكبار، وإيجاد الوظائف للعاطلين عن العمل، ورعاية المرضى وتقديم الملابس والطعام للمحتاجين.

وكان هال هاوس مقصدًا ل 2000 شخص في الأسبوع، فكان مركز للبحث والتحليل التجريبي، والدراسة والنقاش.

كما تضمن نوادي للأطفال، ومعرض للفن وصالة رياضة ومدرسة موسيقى، ومكتبة وقاعات اجتماع.

جين آدمز تسعى للسلام:

رفضت آدمز الحرب العالمية الأولى، ظنًا منها أن البشر قادرون على حل النزاعات دون اللجوء إلى الحرب.

بدأت في دعوتها لدعم الأمن والسلام الدولي، فترأست المؤتمر الدولي للنساء في هولندا.

كما انضمت إلى الحركة المناهضة للإمبريالية لتعارض قرار ضم الولايات المتحدة للفلبين.

ولكن مواقفها الرافضة للحرب أثارت انتقادات بعض الصحف الأمريكية مثل نيويورك تايمز، وكان ذلك سببًا في هبوط شعبيتها.

ولكن لم يستطع أن ينكر أحدًا دورها الرائد لإنهاء الحرب.

فعادت لتصبح بطلة كرست حياتها لتحقيق السلام، لتكون بدورها أول أمريكية تحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1931.

دعم ومناصرة النساء:

ونظرًا لدور آدمز في مساعدة الأطفال والفقراء والمساهمة في تقليل البطالة، أصحبت مثالًا للنساء اللواتي يساهمن في إصلاح المجتمع.

لذا تمت دعوتها لتترأس حزب السلام للنساء عام 1915 وتم انتخابها كرئيسة وطنية للحزب.

وبعد رفض جهودها في إيقاف الحرب العالمية الأولى، لم تتقبل فكرة التقليل من المرأة ودورها السياسي.

فنادت لإعطاء حق المرأة في الاقتراع، واعتمادًا على ذلك، تبقى المندبون سلسلة من القوانين التي تمنح للمرأة حق الانتخاب وعدم إنكار دورها كعضو فعال وهادف في المجتمع.

رحلت جين عام 1935، بعدما كرست حياتها لخدمة المحتاجين والفقراء.

والبحث عن حقوق المرأة ومآزرتها وعدم تهميش دورها حتى حققت تلك الأحلام ببراعة وانسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى