تعرف على رفاعة الطنطاوي..حجر أساس النهضة التعليمية في مصر
همسة السيد:
بمدينة طهطا إحدى مدن الصعيد عام1801، ولد رفاعة رافع الطهطاوي، إحدى أعمدة النهضة في مصر، ليشق في سماء مصر ضياء العلم والعلماء.
نشأ رفاعة في عائلة محاطة بالقضاة ورجال الدين، فلقى العناية والإهتمام بتعليمه منذ صغره، فحفظ القرآن عن أبيه.
وألتحق بالأزهر الشريف وهو في السادسة عشر من عمره، وشملت دراسته الفقه، التفسير، الحديث، النحو والصرف.
وبعد الانتهاء من الدراسة خدم في الجيش النظامي كإمامًا عام 1824.
الخطوات الأولى لرفاعة:
رشحه الشيخ حسن العطار هو وأربعين طالبًا ضمن بعثة للسفر إلى فرنسا عام 1826.
أرسلها محمد علي على متن السفينة الحربية الفرنسية لدراسة اللغات الأوروبية الحديثة، وكان عمره 24.
إلى جانب ذلك اجتهد لتعليم اللغة الفرنسية، وأدى الإمتحان بعد خمس سنوات من الجد والإجتهاد، وقدم مخطوطة كتابه التي نال من بعدها شهرة واسعة “تلخيص الإبريز في تلخيص باريز”
العودة إلى مصر:
عاد رفاعة إلى مصر مفعمًا بالأمل والعلم والمعرفة، فافتتح مدرسة الألسن وعُين مديرًا لها عام 1835، ونقل مصر إلى نهضة تعليمية كبيره لا يزال التاريخ يتحدث عنها حتى الآن.
كان مثالاً للنشاط والإجتهاد ففي الوقت الذي كان يترجم فيه الفلسفة والتاريخ والنصوص العربية، بدأ في جمع الآثار المصرية القديمة، قبل أن يلحقها الضياع أو التهريب.
واستمرت جهوده في العلم حتى أنه أنشأ أقسامًا متخصصة لترجمة الرياضيات، الطبيعيات والإنسانيات.
وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الإقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية.
وساعات ما اختفت هذه الإنجازات بمجرد تولي عباس باشا حكم مصر، أغلق مدرسة الألسن وأمر بوقف جميع أعمال الترجمة، وأقصر توزيعها على كبار الدولة.
ونفى رفاعة إلى السودان 1850.
لم يمل أو يكل خلال الأربع سنوات النفي، بل أكمل مسيرته التعليمية وإنجازاته، فترجم مسرحية تليماك ل فرانكو فلنون.
جاهد كثيرًا للعودة إلى مصر وهو الأمر الذي تيسر بمجرد وفاة عباس باشا.
وعاد بقوة فأنشأ مكاتب محو الأمية وعاود عمله في الترجمة، وطلب من مطبعة بولاق أن تعيد نسخ أم الكتب للتراث الشعبي.
يقضي الطهطاوي في نهضة مصر التعليمية الكثير، ليصدر أول مجلة ثقافية في تاريخنا “روضة المدارس”
أشهر مؤلفاته:
ويكتب في التاريخ (أَنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِي أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل)
وفي التربية والتعليم والتنشئة (مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ)
(المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ)
وفي السيرة النبوية (نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِي تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ)
وأيضاً (القول السديد في الاجتهاد والتجديد)
و(تعريب القانون المدني الفرنساوي) و(مغامرات تليماك)
و(قلائد المفاخر)
و(المعادن النافعة)
رشحه الشيخ حسن العطار للمرة الثانية بقرار من الحكومة المصرية آنذاك، بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية.
وقرر محمد علي أن يصحبهم ثلاثة من الأئمة منهم رفاعة الطهطاوي.
لقد رضي محمد علي وأبنائه الولاة عن الشيخ رفاعة الطهطاوي.
فقد بلغت ثروته يوم وفاته 1600 ألف وستمائة فدان غير العقارات.
الجوائز التي حصل عليها:
• أهدى له إبراهيم باشا حديقة نادرة المثال في (الخانقاة) وهي مدينة تبلغ 36 فداناً.
• أهداه محمد علي 250 فداناً بمدينة طهطا..
• أهداه الخديوي سعيد 200 فدانا..
• وأهداه الخديوي إسماعيل 250 فداناً
وفاته:
في 1873 توفي رفاعة الطهطاوي تاركًا ارثًا أدبيً وعلميًا وراءه.