كيميائي ومخترع بريطاني اكتشف العديد من العناصر المهمة، ليس ذلك فقط بل أنه اخترع المصباح الآمن لعمال المناجم “مصباح ديفي”، الذي يجعل عمال المناجم يعملون بكل أمان خاصًة بالقرب من الغازات القابلة للاشتعال.
كما اكتشف العديد من الفلزات وسماها، بالإضافة إلى اكتشافه عناصر البوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم، والماغنسيوم وغيرها من العناصر، حتى أصبح علامة بارزة ومهمة في مجال الكيمياء والعلوم، إنه السير همفري ديفي، الذي ولد عام 1778 في إنجلترا.
الاهتمام بالكيمياء:
كان همفري عبقريًا وفنانًا مبدعًا منذ نعومة أظافره، وأثناء مراهقته كان يتمنى أن يصبح شاعرًا حتى أنه ألف العديد من القصائد، ولكن بعد توفي والده قرر ديفي أن يبدأ العمل والتدريب في صيدلية، ليدرك وقتها أنه يحب العلوم ويهتم كثيرًا بالكيمياء.
ليترك الأدب والشعر ويركز على العلوم والتجريب، لتبدأ رحلته في التعليم الذاتي، كما أنه استعان بالكتب كدليل في تجاربه الكيميائية، ليصبح كيميائيًا موهوبًا وبسبب ذكائه لفت انتباه ديفيس غلبرت الذي رشحه للطبيب توماس بيدوز، ومنحه مختبر كيميائي ليتمكن من القيام بتجاربه.
ثم أصبح همفري المشرف الكيميائي في المؤسسة الجديدة Pneumatic Institution في برستل، وهو لم يكمل عامه العشرين بعد، ولقد درس في هذا المركز إمكانية استخدام الغازات المختلفة في العلاجات الطبية، نظرًا لفكرة أنه يوجد أمراض من الممكن أن تعالج باستنشاق الغازات.
كما اقترح ديفي تركيب الأحماض وأكاسيد النيتروجين، واستخدام غاز أوكسيد النيتروجين كمخدر في العمليات الجراحية البشرية، وهو في الثانية والعشرين من عمره نشر كتاب عن أعماله الكيميائية التجريبية بعنوان Researches Chemical” “and Philosophical، ولقد لاقى هذا الكتاب شعبية حولته إلى كيميائي مشهور، وتم دعوته لإلقاء محاضرة في المعهد الملكي لبريطانيا العظمى في لندن.
إنجازات واكتشافات:
في عام 1801 انتقل همفري ديفي إلى لندن وبدأ العمل في المعهد الملكي لبريطانيا العظمى، كأستاذ مساعد في الكيمياء ومدير المختبر الكيميائي وأيضًا مساعد رئيس التحرير في صحيفة المعهد، ولقد ألقى محاضرته الأولى عن الغلفانية التي كانت موضوعًا جديدًا، ليحصل على آراد إيجابية للغاية، ويصبح محاضرًا مشهورًا جدًا في شهور قليلة، حتى أنه تم ترشيحه ليكون محاضر بشكل رسمي بدلًا من أستاذ مساعد، ووقتها كان في الثالثة والعشرين من عمره.
كما أنه أصبح زميل في الجمعية الملكية العلمية، وفي عام 1807 أصبح أمين سر فيها، وأيضًا في نفس العام أصبح عضواً تأسيسياً في جمعية لندن الجيولوجية العلمية، ثم رئيس الجمعية الملكية عام 1820.
وفي عام 1807 اكتشف همفري عنصر البوتاسيوم من خلال استخراجه من البوتاس الكاوي، وأصبح أول شخص تمكن من فصل عنصري الصوديوم والبوتاسيوم، وكان البوتاسيوم أول معدن يتم عزله بالتحليل الكهربائي، كما استخدم عمود غلفاني لفصل المركبات المشتركة واكتشاف الكثير من العناصر الجديدة، كما كان أول من فصل وعزل الكالسيوم، والماغنسيوم، والبورون، والباريوم، والسترونتيوم.
وفي عام 1813 سافر إلى فرنسا بعد أن طلب منه العالم الكيميائي غي لوساك أن يفحص مادة مجهولة قام بعزلها الكيميائي برنارد كورتو من الأعشاب البحرية، وبالفعل عمل همفري ديفي في غرفته الفندق، حتى اكتشف أن المادة المجهولة كانت العنصر المعروف الآن باسم اليود.
ثم عاد إلى انجلترا عام 1815 وبدأ ديفي تجاربه على المصابيح التي يتم استخدامها في مناجم الفحم، وذلك بعد أن طُلب منه تصميم مصباح آمن يوفر الإضاءة للعمال دون أن ينفجر في الأجواء القابلة للاشتعال، وبعد عدة تجارب اخترع مصباح عمال المناجم الآمن ولم يحاول أن يحصل على براءة اختراع بل ترك اختراعه ليستفيد الجميع.
اقرأ أيضًا: هل حقًا اخترع “الجزري” أول روبوت في التاريخ قبل 8 قرون؟ .. اعرف الحقيقة
تكريمات وجوائز:
في عام 1806 وصلت أخبار أعمال ديفي إلى نابليون ليكافئه ويرسل له جائزة المعهد الوطني الفرنسي وميدالية ذهبية، كما حصل همفري على أعلى وسام من الملك تقديرًا لاكتشافاته العلمية المهمة عام 1812، ثم حصل على وسام رمفورد لاختراعه مصباح ديفي عام 1816، وفي عام 1827 فاز ديفي بالقلادة الملكية من الجمعية الملكية عن محاضرة ألقاها بعنوان العلاقة بين التغيرات الكيميائية والكهربائية.
وتوفي السير همفري ديفي في 29 مايو عام 1829 في سويسرا، بعد أن ساءت حالته الصحية وتعرض لعدة سكتات دماغية أدت إلى إضعاف جسده بشكل كبير، وبعد وفاته أنشأت الجمعية الملكية العلمية في لندن جائزة سميت قلادة ديفي تكريمًا له ولإنجازته وأعماله، تلك الجائزة التي بدأت تمنح منذ عام 1877 للاكتشافات الحديثة ذات الأهمية البارزة في أي فرع من فروع الكيمياء.
ومن أشهر أقوال همفري ديفي:
1. تعلمت من أخطائي أكثر مما تعلمته من نجاحاتي.
2. عندما يتحد عنصران ويشكلان أكثر من مركب، فإن كتلاً من العنصر الأول تتفاعل مع كتلة ثابتة من العنصر الآخر بنسب من رتبة الأعداد الصحيحة.
3. اللغة ليست فقط وسيلة للتعبير بل هي أداة فعالة ومهمة في التفكير.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن نظرية مركزية الشمس التي حاربها رجال القرون القديمة؟
