“سامية التمتامي”.. رائدة علم الوراثة البشرية في مصر
أمنية أحمد:
عرفت مصر على مر التاريخ، بريادة علمائها في مختلف المجالات العلمية.
فتميزت في أبحاث الجينوم وعلم الوراثة البشرية، لتتربع العالمة “سامية التمتامي“، على عرش مؤسسي علم الوراثة البشرية حول العالم.
سامية التمتامي:
أولى محطاتها كانت في مستشفى القصر العيني، حيث عُينت آنذاك نائبة أطفال، بعدما تخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957.
ثم تلاها مستشفى أبو الريش، ثم حصلت على دبلومة طب الأطفال، لكنها شعرت أن دورها في الحياة يمكن وراء خبايا أخرى عليها البحثعنها والسعي من أجلها.
فأثناء عملها في مستشفى أبو الريش، واجهت حالات كثيرة لأشخاصٍ مصابة بأمراض غامضة غير مفسرة على الإطلاق.
حتى بدأت تتعمق في التعرف على خلل الكروموسومات، وأهمية دور علم الوراثة البشرية في أمراضٍ عدة.
وهو علم مسؤول عن الإنسان وشكله وشخصيته وتفكيره، كما أن هناك العديد من الأمراض ترجع أسبابها إلى الجينات الوراثية التي يحملهاالفرد.
رحلة الاطلاع والعلم:
تزوجت سامية التمتامي من زميلها الطبيب مصطفى رأفت محمود، ثم سافرا إلى أمريكا في بعثة دراسية.
ساعدتها في الإطلاع على آخر مستجدات الغرب بشأن علم الوراثة.
كما حدث ما لم تتوقعه، وعثرت على كتب متخصصة بهذا الشأن، بالإضافة إلى دورات علمية متعددة.
لتحصل في النهاية على درجة الدكتوراة في علم الوراثة البشرية من جامعة جون هوبكنز عام 1966.
واعتبرت أول باحثة عربية تحصل على ذلك اللقب، بعد اجتهادات دامت طويلًا.
ولدت سامية التمتامي في مدينة دمنهور في محافظة البحيرة، ونظرًا لنشأتها في أسرة احتل العلم المرتبة الأولى بين أولاوياتها في الحياة،وآمنت بالمرأة وبتأثيرها البارز في المجتمع.
عزمت على أن تواصل رحلتها نحو العلم والنجاح، ولكن على أرضها، فعادت إلى مصر لتعمل من أجل أهم اكتشافات الطب في العصرالحديث.
رائدة علم الوراثة البشرية:
أسست التمتامي علم الوراثة البشرية بالمعهد القومي للبحوث في مصر، كما اعتبرت من رواد علم الوراثة البشرية حول العالم.
بالإضافة إلى أنها صاحبة أكبر مدرسة علمية في مجال الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم، التي تخرج منها ما يقرب من مائة أستاذ وباحث.
اعتبروا من أبرز العلماء المصريبن في مجال الوراثة وأبحاث الجينوم.
كما اكتشفت العالمة سامية التمتامي أكثر من أربعين مرضًا وراثيًا، سجل باسمها في المراجع العلمية العالمية.
بالإضافة إلى عضويتها في الجمعية الأمريكية للوراثة البشرية، كما أصدرت أكثر من 250 ورقة بحث علمي متخصصة، ليعتبر مرجع للأجيال القادمة نحو العلم والإطلاع.
كما حصلت التمتامي على العديد من الجوائز العالمية والمحلية، ومن بينها وسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 2013.
بالإضافة إلى جائزة هوجو للجينوم البشري لقارة أفريقيا عام 2017 من ألمانيا، كما تم اختيارها ضمن أكثر 50 شخصية مؤثرة في نفسالعام.
رحلت العالمة سامية التمتامي عن عالمنا في 1 يونيو عام 2021، اثر إصابتها بفيروس كورونا.
تركت التمتامي إرثًا من العلم وخدمة الإنسانية؛حيث ساهمت في تشخيص وعلاج ملايين الحالات في مصر.
كما تتلمذ على يديها أساتذة وباحثيين عدة، ليواصلوا مسيرتها نحو العلم والكفاح وتحدي الصعاب.
اقرأ أيضًا: “همفري ديفي” .. ماذا تعرف عن الشاب مكتشف البوتاسيوم والصوديوم؟