“صلاح جاهين”.. فيلسوف البسطاء وشاعر الرباعيات المصرية
فيلسوف البسطاء الذي تعددت ألقابه وخلده التاريخ بفضل إنجازاته العديدة وإبداعه في الأدب والفن، فلا يُذكر اسمه إلا وتسمع عن أعماله التي تم تخلديها في التاريخ المصري والعربي، إنه الكاتب المصري صلاح جاهين.
الذي لم تقتصر إنجازاته على الأدب والفن فقط، بل كانت له بصمة أيضًا في السياسة، وكان كذلك من أشهر رسامين الكاريكاتير في خمسينات القرن الماضي، فلقد كان فنانًا موهوبًا استطاع تحويل أفكاره وكلماته إلى رسومات كاريكاتيرية في بداية مسيرته العملية.
رباعيات صلاح جاهين
ولد صلاح جاهين في 25 ديسمبر عام 1930 في القاهرة، والتحق بكلية الفنون الجميلة، إلا أنه تخلى عنها ليدرس الحقوق بناءًا على رغبة والده الذي كان يعمل في السلك القضائي.
بدأ جاهين حياته المهنية شاعرًا وبالرغم من صغر سنه وقتها إلا أنه استطاع التعبير عما يدور بداخله بشكل جيد، وفي عام 1955 كان أول ديوان له باسم “كلمة السلام”، ولقد تميزت أعماله الشعرية بالطابع العامي الشعبي، حتى تصل لجميع فئات الشعب.
كما أنه قدم العديد من الدواوين الشعرية أهمها “موال عشان القنال”، و”الرباعيات” التي تم نشرها عام 1963 وعرفت باسم “رباعيات صلاح جاهين”، ويعد هذا الديوان أهم أعمال جاهين في مسيرته المهنية ككاتب، وتضمن الديوان مجموعات شعرية باللهجة العامية.
ولقد كانت ثورة الضباط الأحرار ملهمة لجاهين لكتابة ذلك الديوان، ولكن نكسة 1976 كانت السبب الرئيسي في إبداعه في الرباعيات، ولقد قام الملحن سيد مكاوي بتلحين عدد من رباعيات صلاح جاهين، وقام بتقديمها بصوته الفنان علي الحجار، واشتهر لجاهين أيضًا ديوان “قصاقيص ورق” الذي تم نشره عام 1965.
كما قدم صلاح جاهين في ستينات القرن الماضي عدة أشعار تم تخليدها كأغاني بصوت الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، ومن أهم هذه الأغاني: “يا أهلًا بالمعارك”، و”ناصر يا حرية”، و”بالأحضان”، و”بستان الاشتراكية”، و”أحنا الشعب”.
كتب صلاح جاهين العديد من الأعمال المهمة التي تم تحويلها إلى السينما خلال فترة السبعينات.
من أهم تلك الأعمال
- فيلم “خلي بالك من زوز” عام 1972.
- فيلم “أميرة حبي أنا” في العام 1974.
- مسرحية “حب وفركشة” عام 1974.
- فيلم “عودة الابن الضال” عام 1976.
- فيلم “شفيقة ومتولي” عام 1978.
- “المتوحشة” عام 1979.
كما كتب جاهين العديد من الأعمال أيضًا في فترة الثمانينات، وأهم أعماله:
- فوازير “عروستي” عام 1980.
- فوازير “الخاطبة” عام 1981.
- فيلم “اللعنة” عام 1984.
- مسلسل “حكايات هو وهي” عام 1985.
- كما كتب في نفس العام أغاني فيلم “اثنين على الهوا”.
- مسرحية “انقلاب” في العام 1988.
أعمال فنية
كانت موهبة صلاح جاهين اللا محدود السبب في دخوله عالم الفن ليكون ممثلًا ليس كاتبًا فقط، ولقد شارك في العديد من الأعمال الفنية، وأبرز تلك الأعمال: فيلم “من غير معاد”، و”شهادة الحب الإلهي” عام 1962.
كما شارك عام 1963 في فيلمي “لا وقت للحب”، و”القاهرة”، وفي عام 1980 شارك في الفيلم الوثائقي “موت أميرة” من الإنتاج البريطاني، أما آخر عمل قد شارك فيه جاهين ممثلًا كان فيلم “وداعًا بونابرت” عام 1985.
وفي عام 1986 توفي صلاح جاهين بعد دخوله في فترة اكتئاب، تاركًا خلفه تاريخًا خلد اسمه في عدة مجالات، ولقد مر جاهين بفترات اكتئاب وعزلة، ومن المعروف أنه تعرض لها أكثر من مرة، حتى أنه سافر خارج البلاد للعلاج أكثر من مرة.
ومن أشهر أقوال واقتباسات صلاح جاهين
1. اختياراتنا ليست مجرد رغبة إنما رغبة وظروف.
2. يأسك وصبرك بين أيديك وأنت حر،
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر،
أنا دقت من دة ومن دة وعجبي لقيت
الصبر مر وبرضه اليأس مر.
3. لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهاردة بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكرة ح يشتهي يغيّره
اقرأ أيضًا: من طاقية الإخفاء إلى صغيرة على الحب.. تعرف على السيناريست “عبدالحي أديب”