منجم”فياليتشكا” مركز تأهيل للمتعافين من كورونا ببولندا
بعد أن تجاوز العالم عامًا من التخريب وتخطينا الموجات الأولى والثانية من فيروس كورونا المستجد، من هنا قلمت بعض المجتمعات بإصلاح ما تبقي على قيد الحياة من جسد الإنسان، سواء أكان رئة أو جهاز هضمي أو في العظام، في محاولة منها لإصلاح ما أفسدته الكورونا خلال عام من التخريب والهلاك.
ومن هنا قامت بعض المجتمعات الأوربية ببناء مراكز تساعد على تأهيل الإنسان من جديد، جاءت على رأس هذه الدول، بولندا، ووقع الاختيار على منجم”فياليتشكا”.
منجم ” فياليتشكا”
يعد من أقدم مناجم الملح على مستوى العالم وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث، ويعود للقرن الثالث عشر، ويمتد على عمق 130 متر تحت الأرض.
تحول المنجم إلى تحفة فنية:
مع مرور السنين حول عمّال المنجم المكان إلى تحفة فنية، من خلال حفر الدهاليز والأنفاق المؤدية إلي الغرف، كما صنعوا الشمعدانات من الملح لتوفير الإنارة لهم.
وبالرغم من تصنيفه كمعلم سياحي وآثري إلا أنه منتجع صحي لمعالجة مصابي المشكلات الرئوية منذ 200 عام.
وبعد أن اقتحم فيروس كورونا العالم، خُصص المنجم أيضًا لمعالجة مرضى كورونا المرسلين من المؤسسات الصحية العامة، لتمضية فترات النقاهة لمدة تتراواح الثلاث أسابيع، إلى جانب جهات وشخصيات خاصة.
طريقة العلاج:
ينزل المريض إلى البئر داخل المنجم، ضمن مجموعات مكونة من 15 إلى20 شخص في مصاعد، وفي طرق كانت تسير عليها القطارات يمر المرضى مشيًا داخل أنفاق الملح، وبمجرد دخولهم غرفة بحيرة ” فيسبل” البالغ ارتفاعها 15 متر، يخضع المرضى إلى اختبارات تنفس .
ويعتقد بعض الأطباء أن أغلبية مرضى كورونا ممن ترددوا على المنجم يعانون من ” كورونا طويلة الأمد” بما يشمل تراجع في التركيز وآلام في الجسد ومشكلات تنفسية آخرى.
بحثت بولندا بشغف عن ” كورونا طويلة الأمد” وأسست العديد من مراكز التأهيل، هذا ما جعلها في الصدارة، كما أكد الأطباء على 50 عرض نفسي وجسدي يلازم المتعافين من الفيروس، منها الأعراض الرئوية وآلام في العضلات والمفاصل واختلالات في التوازن والتنسيق وفقدان للذاكرة والتركيز وأعراض متصلة بالضغط النفسي والاكتئاب.
لماذا فياليتشكا تحديدًا !؟
تصدح في قاعتها الكبيرة الشهقات الصادرة عن ممارسة تمارين التنفس، داخل موقع محفور في الصخر أشبه بمسرح سريالي.
وفي إحدى الزوايا، يختبر بعض المرضى قدراتهم التنفسية من طريق صنع فقاعات صابون أو القيام بحركات رياضية معينة وسط أجواء ودية تعلو فيها أحيانًا الضحكات خلال تمارين أشبه بألعاب مسلية.
وتكتسب العلاجات بالملح شعبية كبيرة في أوروبا الوسطى والشرقية، رغم انقسام العلماء حيال مزاياها واعتبار بعضهم أن منافعها المزعومة وهمية.