عند يرى محبو السيارات علامة الحصان الجامح أول شيء رائع يخطر في بالهم هي السيارة الإيطالية “فيراري”، تلك السيارة التي يعرفها الكثير منا وتنال إعجابنا، فهي تُعرف بتاريخها الفريد في عالم السيارات الرياضية الفاخرة والسريعة، كما وقف الجميع مشدوهًا بها منذ ظهورها على يد مؤسسها “إنزو فيراري”، فلقد تربعت على عرش القوة والسرعة وما زالت حتى الآن في صدارة السيارات.
وفي السطور التالية تقدم لك منصة “كلمتنا” قصة “إنزو فيراري” مؤسس فريق فيراري لسباق السيارات وصاحب العلامة التجارية الأشهر للسيارة الرياضية التي تعد أسطورة في عالم السيارات، وتعلق صاحبها برياضة السيارات عندما كان في العاشرة من عمره وحضر أول سباق سيارات في حياته، ليصبح بعد ذلك حلمه أن يكون متسابق سيارات.
شغف منذ الطفولة
ولد إنزو فيراري عام 1898 في عائلة تهتم بالسيارات، فلقد كان والده رئيسًا لورشة صغيرة لصيانة السيارات وصناعة الدعامات المعدنية، ليبدأ إنزو استغلال تلك الفرصة ويتعلم أولى خطواته في ميكانيكا السيارات بجانب دراسته.
وعندما كان يبلغ إنزو 10 سنوات في إحدى المرات ذهب مع والده إلى حلبة بولونيا، وقتها رأى فيليس نازارو يفوز بسباق كوبا فلوريو على عجلة سيارة فيات، ذلك الأمر الذي جعله يعشق السيارات، وعندما بلغ فيراري عامه الثامن عشر توفي والده وشقيقه بسبب الإنفلونزا الإسبانية، ذلك الأمر الذي جعله يترك دراسته ويبحث عن وظيفة.
حاول إنزو بعد الحرب العالمية الأولى أن يحصل على تعاقد مع شركة فيات ولكن لم ينجح الأمر، وبعد العديد من المحاولات للوصول إلى وظيفة وجد أخيرًا عمل كمعالج التسليم في شركة صغيرة ومسئول عن تسليم هياكل السيارات في ميلانو، تلك التجربة التي جعلت لديه خبرة في القيادة، وبالفعل بعد انتقاله إلى هناك تعرف على العديد من السائقين والمصنعين.
سباق السيارات
عندما بلغ فيراري الـ 21 من عمره قاده شغفه للسيارات إلى البدأ في عالم سباقات السيارات، فشارك في سباق “تارغا فلوريو” واستطاع فيه أن يحتل المركز التاسع، ولكنه لم ييأس بدأ التدريب أكثر وشارك بعدها بعام في سباق الجائزة الكبرى وبالفعل استطاع التقدم عدة مراكز واحتل المركز الثاني، وفي نفس العام شارك كذلك في سباق “بارما بوجيو دي بيرسيتو” استطاع تحقيق المركز الثالث والفوز أيضًأ بكأس “ديلبي ألبي”.
أما في عام 1924 بعد انضمامه لـ “ألفا روميو” استطاع فيراري تحقيق أكبر انتصار في مسيرته بعد أن فاز بكأس “Acerbo de Pescar” متغلبًا على مرسيدس، ليتوقف بعدها إنزو لمدة ثلاثة سنوات ثم عاد مرة أخرى ولكن لم يكن يحظى بنفس الشهرة التي حصل عليها قديمًا حتى قرر إنهاء حياته المهنية كمتسابق لشركة “ألأفا روميو” ولكنه استمر فيها كمدير رياضي.
فيراري
قرر إنزو عام 1929 إنشاء جراج خاص لتصليح سيارات السباقات في “ألفا روميو” وأسماه “سكوديريا فيراري” أي “أسطبل فيراري”، وبعد أن أصبح مديرًا رياضيًا لسباقات الشركة استطاع تحقيق العديد من النجاحات بفضل فريق السباق الخاص به فيراري، حتى تم فصله من الشركة.
لتكون تلك نقطة التغير الكبير في حياته ليقرر بعدها وتحديدًا في عام 1947 إنشاء سياراته الخاصة وتسميتها فيراري، وبالفعل صنع سيارة سباق 125 إس، تلك السيارة التي تحمل أحد أشهر الشعارات وهو الحصان الأسود الجامح على خلفية صفراء، كما تم تسجيلها كأول سيارة رياضية قانونية في العالم تصلح للشارع، لتبدأ تلك الأسطورة في عالم السيارات الرياضية.
وكان وراء اختيار إنزو لشعار علامته التجارية قصة بطلها أحد أبطال الحرب العالمية الأولى، فعندما كان فيراري في مجده في سباقات السيارات عام 1923 قامت أحد السيدات والتي كانت والدة طيار إيطالي بإهدائه الشعار الذي كان يضعه ابنها على طائرته، وأوصته أن يضعه على سيارته وذلك من أجل أن يجلب له الحظ.
وكان ذلك الشعار عبارة عن حصان لونه أسود الذي أعاد إنزو تشيكله ووضعه على خلفية صفراء لتعبر عن مدينة “مودينا” مكان ولادته ويعلوها علم إيطاليا، ليصبح بعدها هذا الشعار رمزًا للقوة والانتصار ويصبح من أشهر شعارات السيارات الرياضية في العالم.
نجاحات وانتصارات
استطاع فيراري تحقيق العديد من النجاحات والانتصارات بسياراته الجديدة مع سائقين السباقات المختلفين فلقد حقق أول انتصار له في نفس عام صنع سيارته، ثم بعد ذلك استطاع تحقيق الانتصار الأكبر عام 1951 في سباق الجائزة الكبرى البريطاني ببطولة العالم، ذلك الانتصار الذي كان بداية العديد من نجاحات فيراري على مستوى العالم.
وفي عام 1988 توفي إنزو فيراري، تاركًا خلفه تلك العلامة التجارية لأشهر السيارات الرياضية فيراري التي استطاعت أن تحصل على شهرة كبيرة للغاية بعد أن بدأت انتصارات الفريق الإيطالي بها منذ عام 1999 والحصول على العديد من الألقاب المتتالية بفضل تلك السيارة التي تربعت على عرش البطولات والانتصارات وتحمل اسم مؤسسها.
