كلام رجالة

شباب مصريون غيروا مسار التاريخ

الشباب هم عماد الأمة، ومستقبلها، كذلك هم مجرى تغييرها، فنجد تدخل الشباب في السياسة كان له عامل كبير وبارز في تغيير مجرى الأحداث السياسية، وتحويل التاريخ وقلبه رأسًا على عقب.

هم من أقاموا الثورة، وهم من أنهوها، وهم أيضًا من ماتوا لأجلها وعاشوا لها، هم الشباب، ونِعَم الشباب.

تستعرض معكم “كلمتنا” تاريخ تغيير الشباب للأحداث السياسية في تاريخ مصر: 

عمر مكرم:

من محافظات الصعيد خرج لنا ابن الزعامة الشعبية، والقضاء على حكم الأتراك والعثمانيين في الاستمرار بحكم مصر.

وُلد عمر مكرم الهلالي ابن العائلة الهلالية العريقة في محافظة أسيوط «1164هـ – 1755م» وهي عائلة كانت تهتم بالعلم والدين والدراسة في الأزهر الشريف.

انتقل إلى القاهرة للدراسة في الأزهر وتميز بالعلم، وانتهى من دراسته وأصبح نقيبًا لأشراف مصر، كان يتمتع بمكانة عالية عند العامة والخاصة.

طالب عمر مكرم برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل في الرعية لمحاربة ظلم المماليك “إبراهيم بك ومراد بك”

تميزت حياته بالجهاد المستمر ضد الاحتلال الأجنبي، والنضال الدءوب ضد استبداد الولاة وظلمهم، وكان ينطلق في هذا وذاك من وعي إسلامي.

وحربه ضد الاحتلال الأجنبي، وقف العالم ضد الاحتلال الأجنبي عندما اقترب الفرنسيون من القاهرة خلال حملتهم على مصر عام 1798 بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامي.

حينها صعد عمر مكرم نقيب الأشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا أسمته العامة “البيرق النبوي” فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة، وعندما سقطت القاهرة بأيدي الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك، بل فضل الهروب من مصر كلها.

عمد محمد علي باشا إلى الوقيعة بينه وبين العلماء وبعد ذلك تصعد الخلاف بينه وبين عمر مكرم، ونفاه إلى دمياط وانهى دوره للقضاء على الزعامة الشعبية.

مصطفى كامل:

باعث الحركة الوطنية “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصرياً” استطاع خلال حياته القصيرة والتي انتهت في عامه 34، أن يحقق مجدًا سياسيًا وشعبيةً لا تنسى.

بدأ نضاله فى وقت عصيب ليؤكد أن مصر لم تستسلم بعد هزيمة التل الكبير وليثبت أن المصريين لا ينقصهم سوى استعادة روح المقاومة والكفاح، واعتمد على الخطابة وتنظيم المؤتمرات والصحافة لتعبئة الرأى العام ضد الاحتلال البريطانى والمطالبة بالجلاء.

فى نطاق حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطانى وأصبح اسمه لامعًا فى أوروبا وتعرف على الصحفية الفرنسية جولييت آدم التى فتحت له صفحات مجلتها «لانوفيل ريفيو» ليكتب فيها وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية، كما أنه سافر إلى لندن وباريس لدعم حملته السياسية.

وحينما وقع حادث دنجواي كان يعالج من المرض فى باريس فقطع علاجه وسافر إلى لندن وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال، والتقى هناك السير «كامبل باترمان» رئيس الوزراء البريطاني الذى عرض عليه تشكيل الوزارة فى مصر.

ونشر مقاله الشهير “إلى الأمة الإنجليزية والعالم المتمدن” في صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية دفاعًا عن القضية الفرنسية، والتنديد بوحشية الإنجليز وما فعلوه في دنجواي.

وفي الإسكندرية أطلق خطبة “الوداع” ووصفوها بأنها كانت أجمل وألطف الخطب التي ألقاها مصطفي كامل وهو في شدة تعبه وإعياءه، وهو ما ساعد على نجاح إنشاء الجامعة المصرية فيما بعد.

من أهم أقواله:

«إننى أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة»، «الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية»، «لا معنى لليأس مع الحياة ولا معنى لليأس مع الحياة»، «إن الأمة التى لا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء» و«إن من يتهاون فى حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة يعش أبد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان》

توفي عن عمر يناهز 34 عاما رغم أنه عاش ثمانى سنوات فقط في القرن العشرين فان بصماته امتدت حتى منتصف القرن، وتوفى في 6 محرم 1326 هـ الموافق 10 فبراير 1908م.

عزيز المصري:

أبو الثوار الذي ترك بصماته في مجال العروبة والجهاد، كان عزيز المصرى رفيقا لمصطفى كمال أتاتورك ، وقاتل مع الجيش التركي فى الجبل الأسود وقاتل الإيطاليين فى ليبيا، كما عين رئيسًا لأركان أول جيش عربي فى الحجاز، ثم وزيرًا للدفاع.

كان من المفروض أن يكون هو رئيسًا للثورة المصرية، إلا أنه رفض ليحل محله اللواء محمد نجيب، بعد أن شهد بداية الحركة والتمهيد للثورة، وعاصر الأيام الحاسمة قبل قيامها، وبعد أن وضعت أقدامها فى الحكم وكان جمال عبد الناصر وأنور السادات والضباط الأحرار يستشيرونه فى أمور الثورة.

ولد عزيز المصري عام 1880 واسمه الحقيقي (عبد العزيز زكريا علي) وحصل على البكالوريا وكانت رغبته أن يلتحق بالكلية الحربية ودخل ( المهندس خانة ) المصرية لدراسة الرياضيات وعلم المثلثات والعلوم الحديثة استعدادًا للالتحاق بالكلية الحربية فى اسطنبول.

أطلقوا عليه في اسطنبول ( قاهرة لى عزيز على ) أي عزيز على المصري، وكان باستمرار من الأوائل فى الكلية الحربية التركية مما ساعده على الالتحاق بكلية أركان حرب التى تخرج فيها عام 1905م  .

بعد استيلاء الاتحاديين الأتراك على أمور البلاد، دب الخلاف بينهم وبين الضباط العرب، بدأت الدعوة إلى العروبة يشتدّ عُودها وكان لعزيز المصري دور كبير فى هذه الدعوة ، فاختاره الضباط العرب لقيادتهم.

وكوّن عزيز المصرى جمعية (القحطانية) إلا أن ثورة اليمن ضد الحكم العثماني قامت عام 1911م، وذهب عزيز المصري على رأس الجيش التركي لقمع الثورة.

وكتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة إلى السلطان يشيد فيها ب عزيز المصري بطل اليمن وليبيا، ومنها قوله:

بالله بالإسلام  بالجرح الذي – ما أنفك فى جنب الهلال يسيل.

ألا حللت عن الأسير وثاقه – إن الوثاق على الأسود ثقيل.

وأما عرض عليه الإنجليز التعاون معهم وقد رفض العزيز ذلك، كانوا سببًا للدسائس فى حدوث الخلاف بين (عزيز المصري) والشريف حسين.

وسافر إلى إسبانيا منفيًا وكان هذا الإجراء متوقع بعد أن فشلت محاولاتهم لإقناعه بالانضمام إليهم.

كانت المحطة الأخيرة فى حياة (عزيز المصري) العسكرية والسياسية هى ارتباطه بالضباط الأحرار وكان أنور السادات أول من التقاه من الضباط الأحرار حيث كان يزوره فى بيته ضمن غيرة من شباب مصر الذين كانوا يناقشونه فى أمور البلاد السياسية.

واعتمد أنور السادات على عزيز المصرى وربطه واتصاله بالضباط الأحرار وقرر أن يكون الأب الروحي لهم.

وظل رغم تقدم العمر به متابعاً أحوال الوطن حتى وافاه الأجل فى 15 يونيو 1965م ، فكان حقًا أبو الثوار.

قراقوش:

هو أبوسعيد ابن عبدالله الأسدي الملقب ببهاء الدين قراقوش، أحد كبار أمراء دولة صلاح الدين الأيوبي.

عرف بالشجاعة والشهامة والصرامة، عينه صلاح الدين الأيوبي وزيرًا على مصر ليتفرغ هو لحروب الصليبيين.

كان بهاء الدين رجلًا تنفيذيًا، فقام بتنفيذ خطط صلاح الدين بكل همة ونشاط منها أنه بني سورًا عظيمًا حول القاهرة الكبيرة التي تضم قاهرة المعز والفسطاط والعسكر والقطائع مكملًا لسور بدر الجمالي، كما بني قلعة الجبل (قلعة صلاح الدين) لتأمين القاهرة من الغارات الخارجية ولتكون دارًا للحكم.

اقرأ أيضًا: في احتفالية اليوم العالمي للشباب.. اليونسكو تستعرض ابتكارهم حلول في الحفاظ على الكوكب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى