بعض النساء حول العالم قد تتعرض لمواقف أو لحظات معينة تشعر فيها أنها ضعيفة، تفتقد الثقة بذاتها إلى حد الكبير، الأمر الذي بدوره يؤثر على حياتها وقراراتها بشكل سلبي لأنها للأسف لا تقوى على حب ذاتها بشكل كاف، وتلتفت أغلب الوقت إلى عيوبها وتنسى ما يميزها عن غيرها.
لذا في السطور التالية ستأخذ منصة “كلمتنا” بيديكِ نحو حب الذات، وتخبركِ أسرار تنمية شخصيتكِ، فلا داعي لأن تقلقي بشأن هذا الأمر يا عزيزتي.
شخصيتكِ هي مرآة حياتك
دعيني أخبرك أولًا أنه بمرور الوقت قد تتغير شخصيتك وتفكيرك، بعد لحظاتٍ معينة ستصبحين أنضج ونظرتك لبعض الأمور قد تتبدل قليلًا، فالحياة مراحل عليكِ الخوض فيها بكل طاقتك، لأن ذلك التحديد ما سيبني شخصيتكِ.
ولكن ماذا إذا كنتِ تشعرين بفقدان الثقة بالنفس؟
منذ بداية البشرية أدرك الجميع أن الإنسان بطبيعته ليس كاملًا، فلكل منا عيوبه وما يوازيها من مميزات، فليس هناك بشر خال من النواقص فلا تجلدي ذاتكِ، لكن الذكاء يمكن في الارتكاز على مميزاتكِ ومحاولة إصلاح ما تعتقدي أنه يشكل عيبًا داخلكِ.
لكن السر يكمن في مرحلة “الرضا عن الذات“، أنكِ بالفعل تتقبلين ذاتكِ بكل ما تحمله وتحاولي جاهدة التطلع نحو الأفضل، لأن عدم الثقة بالنفس يجعلكِ تهابِ المجتمع لأنكِ تخشي الانتقاد، الأمر الذي يجعلكِ تختبئين من العالم داخل قوقعة تهرول بك نحو سنواتٍ طويلة دون سعادة حقيقية حتى تتلاشى أحلامك وحياتك تحت مسمى “الخوف“.
هل أنتِ مستعدة للتغيير؟.. دعينا نبدأ.
عليكِ أولًا إحضار ورقة بيضاء وقلم لنبدأ رحلتنا إلى تقبل الذات ومنحها الحب المستحق:
أولًا: قومي بتقسيم الورقة إلى نصفين، ثم عليك البدء بكتابة إيجابياتك في الجزء العلوي، حيث تتمثل مميزاتك في الأشياء التي تحبينها في ذاتك أو تجيدين فعلها، صفات أو شيء مهني.
مثل: أنا جميلة، أنا ذكية، أنا أحمل قلبًا لينًا، أنا أجيد الرسم أو أنا صديقة جيدة.. وهكذا
ثانيًا: في الجزء السفلي من الورقة عليكِ كتابة سلبياتك ونقاط ضعفك، أو ما تتلقين انتقادات بشأنه أحيانًا.
مثل: أنا انطوائية وخجولة، أنا لا أجيد التعبير عن ذاتي، أنا عصبية أو جسدي ليس مثالي فأنا سمينة.. وهكذا.
ثالثًا: بعد وضع القائمة السابقة عليكِ قراءتها أكثر من مرة بهدوء وبصوت عالي، لتبدأ مرحلة التخطيط حول كيفية تعزيز تلك المميزات وإصلاح العيوب التي تؤرقك وتقلل ثقتك في نفسك.
كيف يمكنكِ فعل ذلك؟
اقرأ أيضًا: استراحة نفسية لكِ سيدتي بعيدًا عن صخب الحياة
رحلتك نحو تنمية شخصيتكِ
علينا الاتفاق حول نقطة فارقة، وهي أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة وإنما هو رحلة ممتعة نحو اكتشاف الذات والتغيير للأفضل، لذا فعليكِ خوض التجربة كاملة بلحظاتها الفريدة وقومي يتسجليها لتبقى ذكرى مميزة تعودي إليها من حين لآخر وقد أحببتِ نفسك بالفعل وواجهتي العالم.
أولى خطواتك نحو التغيير هي الانخراط في الحياة الاجتماعية، الأمر الذي من شأنه أن يقلب حياتك رأسًا على عقب، حيث يمكنك الاشتراك في نادي قريب والذهاب إليه بشكل دوري، أو يمكنك التسجيل في إحدى الرياضات المختلفة والانضمام إلى فريق ما أو ربما أكاديمية لتعلم الموسيقى، فهذا سيمنحك صداقات ممتعة بالإضافة إلى أنه فرصة لتعلم شيء جديد والتخلص من الطاقة السلبية.
حيث يمكنك الالتحاق بدروس اليوجا من أجل الاسترخاء والتأمل، كما أنها فرصة عظيمة لمصالحة ذاتك والتعرف عليها عن كثب ومحاولة التقرب منها، وهو الأمر الذي سيزيد من ثقتك بنفسك بالتأكيد.
أما الطريقة الأخرى لإنعاش قلبك بالإيجابية هي الالتحاق بالعمل التطوعي أو محاولة مساعدة المحتاج بين حين لآخر، فذلك الأمر سيملأ قلبك بسلام لا مثيل له، كما أنه سيعزز حبكِ لذاتك، وبالأخص إذا كنتِ دونتي أن من إحدى عيوبك هي الأنانية، فأود أن أخبرك يا عزيزتي أنكِ على وشك توديعها.
هل تعتقدي أن هناك ما يقتل الخوف غير مواجهته؟
من أسباب قلة الثقة بالنفس هو عدم القدرة على إتخاذ أية قرار على الإطلاق، بسبب الخوف غير المبرر دائمًا، لذلك فإن مواجهة مخاوفك هي السبيل لقتلها، الأمر الذي سينعكس على تقدير ذاتك وحبها، ومن ثم تطوير قدرتك على إتخاذ القرارات وزيادة الثقة بالنفس.
من أهم خطوات تنمية شخصيتكِ والثقة بالنفس، هي عدم مقارنة ذاتك بالأشخاص الآخرين، فلكلًا منكم حياته وظروفه الشخصية وعقليته والبيئة الذي نشأ فيها، فلا مجال للمقارنة على الإطلاق يا عزيزتي.
فعندما تشعري أنكِ فشلتِ مقارنة بغيرك، فما هو إلا وهم تنساقين خلفه يجعلكِ تشعرين بانعدام الثقة بالنفس بسبب الفشل، فلا هناك نجاح هين دون مراحل قد يتخلل بعضها فقدان الأمل، فالمضي قدمًا نحو أحلامك هو دليل على المواجهة وعدم الاستسلام، الذي بدوره يقوي قدراتك وذاتك ومن ثم تعزيز الثقة بالنفس.
قبل انهاء تلك الفقرة عليّ أن أخبركِ أنه يمكنك حضور ندوات للتنمية البشرية من أجل زيادة وعيك وثقافتك حول النفس والذات من أجل سهولة الوصول إليها وتطوريها.
اقرأ أيضًا: هل أنتِ بحاجة إلى “لايف كوتش”؟
هل تحبين ذاتكِ؟
إن حب الذات هو بوابتك نحو الحياة، فلا يمكنك تحقيق نجاحات إلا إذا تقبلتي ذاتك وأدركتِ أن الحياة تعني الخطأ والصواب وهي معادلةلابد أن تكتمل مهما كلفكِ الأمر.
ربما أهم ما يتعلق بحب الذات هو تقدير عواطفك وإعطاء نفسك حق السعادة والحزن على أكمل وجه، إذا كنتِ حزينة أبكي كثيرًا حتىيُشفى ألمك، وإذا شعرتي أنكِ تريدين الضحك لا تترددي أفعلي ذلك فورًا، وأحيانًا أخرى قد تشعرين أنكِ تودين الهروب بعيدًا عن العالم، لذافلا مانع من البقاء بمفردك قليلًا في هدوء تام.
كما عليكِ عدم الاكتراث لآراء الناس عنكِ أبدًا، فلا مزيد من الوقت لإضاعته بين آراء من شأنها أن تقلل من قدرك دون وجه خق، فحب الذاتهو معرفة النفس بشكل كاف يمنع أي شخص من محاولة إفساد حياتك عمدًا.
ولأن شكل المرأة يحتل أولى قائمة اهتمامها، وبوابتها نحو الثقة بالنفس وحب الذات، فعليكْ تقبل شكل جسدكِ كيفما كان، وإذا كنتِ تريدينإنقاص وزنك اتبعي حمية عذائية وكذلك إذا كان وزنك قليلًا، فجسدك يعني أنتِ أي لا يحق لأية إنسان أن يتدخل في مظهرك أبدًا إلا بإذنكأنتِ.
وصولًا إلى آخر محطة وهي أن عليك محاولة تنمية مهاراتك الشخصية و المهنية من أجل مستقبلك، حيث يمكنك الاشتراك في دورات تدريبية تخص مجالك وأحلامك، وإذا كنت تتمتعين بهواية خاصة يمكنك إثقالها بالممارسة الدائمة، فلا مزيد من ضياع الوقت.
يا عزيزتي انظري إلى ذاتكِ بعيون قلبك لا الآخرين، فأنت تستحقين كل التقدير والاحترام والحب فأنتِ الحياة، فالتغيير ينبع من داخلكِ، لذاحبي ذاتك وقدريها فهي مرآتك نحو العالم، فأجعليه يتعرف عليكِ أنك الأجمل والأقوى رغم كل شيء.
اقرأ أيضًا: هل تشعرين ببوادر اكتئاب؟ إليكِ كيفية كسر روتين يومكِ
