قهوة العلوم

«كورو».. هل الضحك المميت أصبح حقيقة؟

كتبت: أمنية أحمد

منذ الصغر هناك عبارة نرددها كثيرًا دون أن ندري أنها ستصبح حقيقة يومًا، فإذا وجدت أحدهم يضحك بشكل هيستيري فلا إراديًا تصدر منك كلمةسيموت من الضحك، ولكن ماذا لو أصبح الأمر حقيقيًا ومات آلاف البشر بسبب الضحك؟

آكلو لحوم البشر

في ستينيات القرن الماضي ظهر مرض عرف باسمكوروأو الضحك المميت فيبابوا غينيا، والغريب في الأمر أن فترة حضانة ذلك المرض تمتد إلى سنوات طويلة وليست مجرد أيام بسيطة كالمعتاد، وخلال تلك المدة لا يظهر أية أعراض تمامًا على المريض حتى تبدأ بالظهور في شكل تدريجي.

فهناك بروتين يدعى بريون يشبه جنون البقر، حيث يصيب الدماغ ويتراكم في أنسجتها الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة في النهاية، ففي أفلام الرعب اعتدنا على هؤلاء آكلو لحوم البشر، فماذا لو كان الأمر واقعًا وليس مجرد خيال؟

الضحك المميت

جزيرة بورا في غينيا كانت تحتوي على عدد كبير من القبائل، اشتهر بعضهم قديمًا بتناول أدمغة الموتى باعتبرها واحدة من طقوس الجنائز لديهم، فعندما يتوفى الشخص تقوم الأم والزوجة والأخت بفصل يديه ورجليه ورأسه عن جسده، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة شوي لحمه ثم تناول الأحشاء الداخلية.

الأمر الذي أدى إلى انتقال المرض بين القبيلة وتوفيّ على إثره آلاف البشر آنذاك، ثم أطلق عليه اسم مرضكوروبمعنىيرتجفلأنه من أهم أعراض هذا المرض المميت، كما أنه ينتقل من شخص لآخر نتيجة ملامسة جروح مفتوحة ومتقرحة لشخص مصاب بالمرض

الضحك المميت

اقرأ أيضًا: هل تصورت أن الضحك يعالج الأمراض؟.. تفاصيل تهمك

مرض الضحك المميت

نظرًا لغرابة الأمر اعتقد البعض في البداية أن المرض قد يكون بسبب الأرواح الشريرة، ولكن بعد عدد من الدراسات أكد الأطباء ومن بينهم الطبيبكارلتون جايدوشكأن تناول اللحم البشري هو السبب وراء الإصابة بذلك المرض، حيث إنه يحدث بسبب اختلال في جينات خاصة في الدماغ، تسبب تغييرًا في عمل البروتينات في الجهاز العصبي فتشوهه وتؤثر في وظائفه بشكل مشابه لما يحدث في مرض جنون البقر.

الضحك المميت

أما أعراضه فتتمثل في ألم في الذراعين والساقين، صعوبة في المشي، صداع في الرأس، هزات وتشنجات لا إرادية، سوء في التغذية والضحك القهري بالإضافة إلى البكاء بشكل عشوائي، صعوبة الإمساك بالأشياء وكذلك صعوبة في البلع والجنون.

حيث يبدأ الأمر بانخراط المريض بنوبة مفاجئة من الضحك الهستيري، ثم يبدأ بالصداع وآلام المفاصل حتى يتطور على ثلاث مراحل، تبدل بفقدان السيطرة على حركات الجسم، يفقد المريض القدرة على المشي، ويصاب بالتشنجات وتبدأ الحركات اللاإرادية في الظهور.

وصولًا إلى المرحلة الأخيرة حيث يفقد المريض القدرة على الكلام، وتبدأ علامات الخرف بالظهور عليه ثم تبدأ علامات سوء التغذية في الظهور كذلك، وخلال عام قد يؤدي الأمر إلى الوفاة.

الضحك المميت

أما عن العلاج ففي حقيقة الأمر لم يصل العلم إلى علاج لهذا المرض، بسبب صعوبة التخلص من البروتينات المسببة له، وإنما يعمل الأطباء على تخفيف من الأعراض الظاهرة قدر الإمكان.

لذا إذا كنت في إحدى الشوارع ذات ليلة ووجدت أحد المارة يقهقه دون توقف فمن المحتمل أنه يكون مصاب بالكورو.

اقرأ أيضًا: “كوفيد 19” ليس الأول.. تعرف على أكثر الأوبئة فتكًا حول العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى