مجرد أن تخطو قدمك حفلة زفاف وتطل العروس بفستانها الأبيض الأنيق، فإن أكثر ما قد يلفت نظرك هم “وصيفات العروس” تلك الفتيات اللاتي يرتدين فساتين متطابقة الشكل واللون يقفن بجانب العروس طوال حفل الزفاف تشعر وكأنهن شخصًا واحدًا يمثل شقيقة العروس، ولكن ما هي القصة وراء وصيفات العروس؟
القصة وراء تقليد وصيفات العروس
قد يعتقد البعض أن تقليد وصيفات العروس ما هو إلا لتعبير أصدقاء العروس وأقاربها عن حبهم لها بالأخص في هذا اليوم الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة، يختارن زيًا موحدًا تختار لونه العروس وكذلك يكن متشابهات في الاكسسورات والحذاء وأحيانًا في ألوان الورد، فمظهرهم سويًا يبهج القلب ويسعد العروس بشكل لا يصدق في يوم زفافها، ولكن ماذا لو لم يكن الحب وحده هو الدافع وراء ظهور تقليد وصيفات العروس؟
فتلك العادة لم تظهر حديثًا مثلما اعتقد البعض وإنما يرجع تاريخها إلى عصور بعيدة، ففي الحضارة الرومانية القديمة ظهرت لأول مرة في التاريخ “وصيفات العروس“، فكان حفل الزفاف آنذاك يستقبل عشر فتيات بصحبة العروس يرتدين نفس الفستان، وكذلك عشرة من الشباب بنفس الزي يقفون حول العريس.
ولكن هل سألت نفسك يومًا لماذا يحطن بالعروس ويلتفنن حولها؟
اقرأ أيضًا: من «الشارلستون» إلى الكرانيش.. كيف عادت موضة السبعينيات؟
في الحقيقة اشتهر الشعب الروماني القديم أنه يؤمن بالخرافات والأساطير بشكل كبير، كان يهيب شعبها القوى الغامضة الخبيثة حتى توصل الأمر إلى حفلات الزفاف، فخوفًا على العروس من أن تؤذيها تلك القوى، كان الحل الأمثل هم وصيفات العروس بالزي الموحد.
من هنا أصبح الأمر عرف سائد في حفلات الزفاف في ذلك العصر، فترتدي عشر فتيات نفس الفستان ومن ثم يحطن بالعروس من كل الاتجاهات من أجل حمايتها من تلك القوى الخفية الخبيثة حتى لا تصيبها بمكروه في يوم زفافها.
حيث اتبع الرومان هذا التقليد لأن قديمًا كانت العروس تسافر عبر مسافات طويلة دون وجود وسائل مواصلات آنذاك، الأمر الذي كان يجعلها تتعرض أحيانًا للسرقة والهجوم من قبل قطاع الطرق والعصابات، لذا فعندما ترتدي وصيفات العروس زيًا واحدًا بنفس اللون والشكل يشبه فستان العروس، فبذلك لن يستطع أحد التعرف عليها من بينهم وبالتالي لن تتعرض العروس للأذى وكذلك لإبعاد الأرواح الشريرة عنها.
فعبر عصور طويلة تبنت عدد كبير من دول العالم هذا التقليد وصولًا إلى الشرق الأوسط، لكن في الواقع أصبحت الغاية وراء وصيفات العروس هي ارتداء ملابس متطابقة تختار لونها العروس تعبيرًا عن حبهم لها وأنهن يريدن أن يظهرن في شكل جذاب وفريد في تلك الليلة برفقة العروس.
فاندثر السر وراء إقامة هذا التقليد من الأساس، وأصبحت غايته هو الحب والفرح وإبراز جمال العروس وتخليد صور فريدة مبهجة تجمعها بأصدقائها وأقاربها وسط ضحكات عالية تعم الأرجاء وتتناثر السعادة من قلوبهم، أي عكس أصل حكاياته التي كانت تكمن في إخفاء العروس وسط الوصيفات.
إذا كنتِ وصيفة العروس يا عزيزتي دعيني أخبرك ما هي مهامك نحو سعادة صديقتك.
مهام وصيفة العروس
عليكِ أولًا تجهيز فستانك الذي اختارت لونه العروس قبل حفل زفاف بوقت كافِ حتى لا تتزاحم الأمور في وقت ضيق ويصيبك التوتر والعصبية إزاء ذلك الأمر، وهو ما قد يفسد متعة اللحظات السعيدة.
باعتبارك وصيفة العروس فأنتِ من سيقيم حفلة الحناء والإشراف على الدعوات، وكذلك كل ما ينقص العروس قبل الزفاف من احتياجات المنزل أو مستلزماتها الشخصية، لأن في تلك الفترة يسود التوتر الجو العام فمن الطبيعي أن تنسى أشياء هامة عليكِ أنتِ تذكرها يا عزيزتي وتكوني أنتِ الداعم المعنوي لها.
عليكِ أيضًا مساعدتها في ترتيب حفل الزفاف ومكان إقامته والإشراف عليه وتنفيذ التفاصيل التي طلبتها العروس مسبقًا لأنها قد تنساها وتتفاجأ يوم الزفاف أنه لم يحدث ما تمنته، كما عليكِ التصرف بسرعة بديهة وذكاء إذا حدث ما يمكن أن يزعجها ويفسد سعادتها.
في يوم حفل زفافها عليكِ التواجد في الصباح الباكر بجانب العروس أو المبيت برفقتها من الليلة السابقة، واحرصي أيضًا على إطعامها قبل بدء زفافها لتجنب أي تعب أو إغماء قد تتعرض له من الرقص وأحيانًا من الحر إذا كان حفل زفافها في الصيف، وما إن تتأكدي أن كل شيء على ما يرام انطلقوا إلى اليوم الذي لا ينسى.
حاولي يا عزيزتي مشاركة صديقتك أو شقيقتك كل لحظة في حفل الزفاف، شاركيها سعادتها وارقصوا سويًا واجعلوا ضحكاتهم تعم الأرجاء وتتراقص بسعادة، فتلك اللحظات لن تكرر وما سيدوم هو الذكريات والصور، لذا احرصي على التقاط العديد من الصور والفيديوهات في هذه الليلة، من أجل أن تنظروا إليها بعد سنوات طويلة وقد حملت كلًا منكم طفلها بين يديها وما زلتوا على العهد سويًا.
اقرأ أيضًا: أزياء المرأة.. كيف تطورت خلال 2000 سنة؟