هل يفرق الآباء في المعاملة بين الولد والبنت؟ .. إليك الحقيقة
تواجه العديد من الأسر الكثير من المشاكل التي من الممكن أن تحدث بسبب تمييز الأب بين الأبناء أو التفرقة بينهم، خاصًة التفرقة بين الولد والبنت، ذلك الأمر الرائج في العديد من الأسر، فقد نجد الأب يفرق بين الولد والبنت لصالح الولد وآخرين يفعلوا العكس، فبعض الآباء يميزون بين أبنائهم ويفرقون بينهم تفرقة كبيرة في المعاملة والاهتمام والمحبة.
فما السبب الذي يجعل الآباء يفرقون بين أبنائهم؟، وما أشكال تلك التفرقة؟، وما الآثار السلبية والمخاطر المدمرة التي تترتب على هذا الأمر؟، في السطور التالية تجيبك منصة “كلمتنا” على تلك الأسئلة لتساعدك على تجنب حدوث ذلك.
أسباب تفرقة الأب بين الولد والبنت:
1. اختلاف الجنس
في بعض الحالات يفضل الأب البنت على الولد، وذلك لأن البنات رقيقات وهادئات مما يدفعهم إلى زيادة تدليلهن ومحبتهن، في نفس الوقت الذي يعاملون فيه الأولاد بقسوة لأنهم يجب أن يكونوا أشداء لديهم القدرة على تحمل المسئولية، وفي حالات أخرى يفضل الأب الولد على البنت وذلك من خلال السماح له بكل شيء على عكس حرمانه البنت كل شيء، كما أن العديد من الآباء يفضلون الأولاد الذكور لاعتبارهم أنهم سيكونون العزوة لهم وسيساعدوهم في المجال العملي، ويعد ذلك الأمر شائعًا بين العديد من الآباء.
2. اختلاف العمر
في بعض الأحيان يفضل الأب الابن الأكبر سواء كان ولد أو بنت، فيعطون ذلك الابن الأكبر مكانة مميزة ويقدمون له جميع أنواع الاهتمام والدعم، ومن ناحية أخرى نجد العديد من الآباء يعطون تلك المكانة المميزن للابن الأصغر، وفي كلا الحالتين فإن ذلك يعد تفرقة بين الولد والبنت.
3. الاختلاف في الصفات
يفرق العديد من الآباء بين الولد والبنت بسبب درجة ذكاءهم أو تفوقهم الدراسي أو جمالهم أو قوتهم، غير عابئين بأن كل تلك منح من الله سبحانه وتعالى، لا يجب على أحد التفرقة على أساسها ولا يوجد شيء يستطيع الأبناء فعله لتغييرها.
أشكال التفرقة بين الولد والبنت:
1. الاهتمام والإهمال
تظهر تفرقة الأب بين الولد والبنت في عدة أشكال أبرزها الاهتمام بأحدهما والاستماع دائمًا له ومناقشته ومعرفة احتياجاته وتلبتها، في نفس الوقت يهمل الأب الطرف الآخر سواء كان الولد أو البنت، ويتمثل ذلك الإهمال في الانشغال وعدم الإصغاء لهم أو معرفة اهتماماتهم.
2. تقديم العطاء
يفرق العديد من الآباء بين الولد والبنت من خلال منح العطاء لأحدهما أكثر من الآخر، ويتمثل ذلك في التمييز بينهما أو توفير جميع متطلبات الولد أو البنت وتجاهل الطلبات الأخرى، بالإضافة إلى مختلف الأمور المادية والتفرقة في ذلك الأمر بين الولد والبنت.
3. الحنان والقسوة
في الكثير من الأوقات يفرق الأب بين الولد والبنت عن طريق الإفراط في محبة وتدليل وتفضيله أحدهما على الآخر، فيعامل الأب أحدهما بحنان في حين أنه يعامل الآخر بقسوة.
4. المدح
يقوم الأب بالتفرقة بين الولد والبنت من خلال مدح أحدهما دائمًا وذكر المحاسن والإيجابيات لذلك الطرف، في نفس الوقت الذي يتجاهل فيه الطرف الآخر أو يذكر دائمًا سلبياته.
مخاطر التفرقة بين الولد والبنت:
1. خلق مشاعر حقد وكراهية وغيرة بين الولد والبنت، وتلك المشاعر قد تكبر معهم تاركة أثرًا مدمرًا لهم.
2. التعرض للعديد من المشاكل والأمراض النفسية، والتي تتضمن العزلة والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس والإنطواء.
3. نمو مشاعر الكره تجاه الأب أو عدم احترامه والإصغاء إليه ومعاكسة كل ما يقوله.
4. التأثير على مستقبل الولد والبنت، فمن الممكن أن ينعكس ذلك مستقبلًا على تربيتهم لأبنائهم من خلال قيامهم بالمثل.
5. اللجوء إلى أشخاص غرباء من أجل البحث عن الحنان والعطاء والتدليل، مما يجعل الولد أو البنت يتعرفون على أصحاب السوء أو أشخاص سيئين.
6. قد يصبح الشخص الذي يتم تمييزه سواء كان ولد أو بنت شخصًا أنانيًا، يريد الحصول على كل شيء لنفسه فقط.
7. خلق شاب غير واثق في نفسه مستقبلًا، وفي نفس الوقت شابة لا تدرك أهميتها وقيمتها كأنثى لها العديد من الحقوق في الحياة.
كيفية تجنب التفرقة بين الولد والبنت:
يجب على الأب الابتعاد نهائيًا عن أي أسلوب به مقارنة بين الولد والبنت، ويجب أيضًا الابتعاد عن التوبيخ الدائم لأي طرف، كما يجب إعطاء الأبناء الحق في التعبير عن عواطفهم وحاجاتهم وكل ما يجول في أذهانهم والإضغاء إليهم دون تفرقة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الإفراط في الاهتمام أو الحنان للولد أو البنت فقط بل يجب المساواة بينهم في جميع الحالات.
كما يجب على الأب بث روح الأخوة والمحبة والتعاون بين الأبناء وعدم التفرقة بينهم على أساس الجنس أو الصفات أو غيرها، فلا يجب التمييز في المبة بين الإناث أو الذكور، لأن ذلك يولد لديهم العديد من المشاعر السلبية التي تجعلهم يكرهون أنفسهم أو الطرف الآخر، فضلًا عن أنه يولد العديد من المشاكل النفسية مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: 7 أخطاء على الآباء تجنبها عند تربية أطفالهم