في إحدى زوايا المنزل هناك من تنزوي على نفسها تنهمر دموعها على وجنتيها بجسد متورم ينزف، تحاول استعادة نفسها والخلاص من العنف التي تعرضت له، لأخرى تركض في الشوارع بحثًا عن طوق نجاة يخلصها من عنف جسدي أو نفسي تعرضت له على يد إحدى المارة، لأخرى مستلقية على فراش إحدى المستشفيات تصارع الموت أملًا في النجاة، لذلك قرر العالم أن يقف متصديًا لتلك الجريمة البشعة، فأعلنت الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
“لوّن العالم برتقاليًا، فلننه العنف ضد المرأة الآن”.
مناهضة العنف ضد المرأة:
حسب إحصاءات الأمم المتحدة، تتعرض واحدة ﻣﻦ ثلاثة نساء وفتيات للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتهن، وللأسف الشديد تثبت الدراسات أن هذا العنف في الغالب يكون من طرف الشريك، ففي كل البلاد حول العالم تتعرض ملايين السيدات إلى العنف بكافة أشكاله عن يد الأقارب أو الغرباء، الأمر الذي يخلف ورائه إصابات وعاهات مستديمة وحالات وفاة لانهائية، وأخريات تتدهور حالتهن النفسية حد الجنون.
فالعنف ضد المرأة يعد واحدًا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا حول العالم، وعلى الرغم من التقدم الهائل للعالم في كل مجالات الحياة، إلا أن ما زال هناك أمراضًا فكرية تسيطر على عقول الكثير من البشر، الأمر الذي يدفعهم إلى ممارسة هذا العنف على المرأة باختلاف الأسباب، ولأن المجلس القومي للمرأة يقف دومًا في الصفوف الأولى متصديًا لهذه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، وتحت شعار “كوني” تم إطلاق حملة الـ 16 يومًا من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة.
اقرأ أيضًا: روايات تناقش العنف ضد المرأة.. لماذا يدفعها للانتحار والاكتئاب؟
المجلس القومي للمرأة:
منذ عام 2008 أطلقا الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حملة 16 يومًا من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تبدأ يوم 25 نوفمبر من كل عام وتستمر حتى 10 ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في هذه الفترة يتكاتف العالم أجمع من أجل مناهضة العنف ضد المرأة ونشر الوعي بمخاطر تلك الجريمة وتعزيز الجهود للحد منها، كما تتلون المباني والمعالم الشهيرة باللون البرتقالي الذي يدعو إلى مستقبل خالٍ من العنف.
في إطار هذه الحملة التي يقوم بها المجلس القومي للمرأة كام عام، وتحت شعار “كوني”، يعمل القومي للمرأة على تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات الهامة مع الجهات المعنية والشركاء لزيادة الوعي والتعريف بهذه القضية الهامة، والنتائج التي لها تأثير كبير على كل من المرأة والأسرة والمجتمع.
لذلك قرر القومي للمرأة أن يجوب أنحاء الجمهورية، من أجل نشر الرسائل التوعوية الخاصة بالحملة، من أجل تصحيح الثقافة السلبية الموروثة حول العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى التعريف بالمخاطر الصحية والنفسية لها، لتصرح الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة قائلة: “أتمنى أن نحتفل السنوات القادمة بالقضاء نهائيًا على كل أشكال العنف ضد المرأة، لأن كل سيدة وفتاة مصرية تستحق أن تعيش حياه آمنة خالية من العنف”.
اقرأ أيضًا: هل هناك علامات تساعدكِ على اكتشاف الرجل العنيف؟
من بين الأنشطة والفعاليات التي تتضمنها الحملة هذا العام إطلاق حملة “أنا واعي وأنا غالي “بالشراكة مع سيف إيجيبت وبلان إنترناشيونال، وكير إنترناشيونال وإيفا كوزماتيكس، والتي تتضمن أغنية للفنانة نسمة محجوب، كما تتضمن الحملة إطلاق نتائج بحث “العنف ضد المرأة ذات الإعاقة”، وإعداد سلسلة من البث المباشر على صفحة المجلس على الفيس بوك لتسليط الضوء على قضية العنف ضد المرأة، وكذلك عقد مؤتمر حول “إنجازات مصر التشريعية والقانونية في مجال مكافحة العنف ضد المرأة “.
كما تتضمن الحملة أيضًا تنفيذ نموذج محاكاة للمجلس القومي للمرأة من الشباب، بالإضافة إلى إنارة المجلس القومي للمرأة ومتحف الحضارة باللون البرتقالي، وتنظيم معرض للحرف اليدوية ومنتجات ريادة الأعمال، وأنشطة توعوية على مستوى المجتمع المحلي.
فضلًا عن تنظيم مجموعة من الندوات واللقاءات وورش العمل حول “مناهضة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله”، من بينها لقاءات داخل الجامعات بالإضافة إلى تقديم توعية قانونية في المحافظات من خلال مكتب شكاوى المرأة، واستكمال العروض العامة لفيلم “بين بحرين” الذي يناقش هذه القضية في بعض محافظات مصر.
اقرأ أيضًا: مسابقة “كوني”.. لمناهضة العنف ضد المرأة في أروقة الجامعات المصرية
