ريم السباعي
هل تحب الطيور والحيوانات الأليفة؟ هل لديك قطة أو عصفور ترعاه؟ هل جلست تراقب أفعال طائرك أو حيوانك الأليف؟ هل ذكرتك تلك الأفعال بأي شيء يحدث من حولك؟! إنني لست من محبي الطيور والحيوانات، ولا أجيد التعامل معها، ولكن أختي لديها طيور الكوكتيل التي تحبها فلا مناص من مشاهدتها وأحيانا مراقبة أفعالها، ولا أنكر أنني أحب أصواتها، وأعجب بذكائها وردود أفعالها حيال بعض الأمور، ولكن ذلك لم يكن لشيء سوى التسلية.
وفي أحد الأيام وبينما كانت أختي تطعمهم كنت أشاهدهم وهم يأكلون، وأراقب ماذا يفعلون، فإذا بطائرها المقرب إليها يلتقط طعامه من يدها في سلام دون نزاع أو شجار، بينما يأتي آخر ويخطف الطعام ويذهب به إلى أقصى القفص ليأكله وحده، بينما يخطف آخر الطعام من فم أخيه ويتشاجر معه من أجل الطعام، وآخرون يقبعون في قاع القفص يأكلون الفتات المتساقط.
وهنا يتساءل القارئ عن سبب هذه الحكاية التي لا شأن له بها، فأقول بأن السبب هو ما ذكرني به ذلك المشهد، فلقد تذكرت أفعال البشر، إن من البشر ما تراه لا يأخذ إلا نصيبه من الدنيا ولا ينظر إلى ما بين يدي الآخرين، ومنهم من يأخذ عنوة ما ليس من حقه، والبعض يتنازع من أجل أن يحظى بنصيبه ونصيب الآخرين دون التفكير في عواقب فعله ليصبح حينئذ البقاء للأقوى، وكثير من البشر يقبعون في القاع ينتظرون الفتات، ومنهم من هو راض، ومنهم من هو ساخط، ولكن يبقى الحال على ما هو عليه شاءوا أم أبوا.
لقد خلق الله الإنسان وكرمه وميزه عن سائر مخلوقاته بالعقل، فكيف تتشابه حياته، وصراعاته، ونزاعاته بما هو أقل منه في القدرات العقلية؟! كيف لذلك الإنسان ألا يستخدم عقله ليرتقي بأفعاله؟! لماذا لا يرضى كل منا بما قسمه الله له؟! لماذا لا تتحقق العدالة بين البشر؟! فلا تصبح الغلبة للأقوى والأشرس؟! لماذا يقبع الضعيف أو إن صح القول من لا يريد المنازعات دائما في القاع؟!.
أترى أن الكون ما هو إلا غابة؟! وما قوانينه الخفية إلا قوانين الغابة السائدة منذ قديم الأزل؟! ولكن عليك أيها الإنسان أن تحذر فإن قوانين الغابة لا تحمل القسوة، والعنف، والشراسة وحسب، ولكن فيها الرفق والرحمة، فالحيوان والطير إذا تلقى الرعاية منك لأصبح نصيبه من التحضر والرقي ما لم يناله البشر.
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: