“المهرجان”.. معرض مُرتقب للفنانة أمينة سالم بجاليري مصر.. الأحد القادم
يواصل جاليري مصر عروضه القوية والمميزة هذا الموسم، مستهلًا العام الجديد بمعرض مرتقب للفنانة أمينة سالم بعنوان “المهرجان”، يُفتتح الأحد القادم 16 يناير في تمام السابعة مساءًا بحضور كوكبة من الفنانين والنقاد وأساتذة كليات الفنون وشخصيات عامة، ويستمر المعرض حتى 3 فبراير2022 بجاليري مصر (4أ ش ابن زنكي – الزمالك).
تحت عنوان “استعراض البهجة” كتب الناقد ياسر سلطان: “بين أعمال الفنانة أمينة سالم المعروضة هنا يطالعنا هذا الرجل ذو البشرة الداكنة، بهيئته المنتمية إلى النصف الأول من القرن الماضي، تثير صورة الرجل علامات استفهام بلا شك، فحركة الجسد لا تتسق مع الهيئة الرصينة المتأنقة لصاحبه”.
وأضاف: “هو يبدو متوترًا ومنتشيًا كما لو كان قد انتُزع من داخل حفل صاخب، ليُلقي به بغتة في صحراء من الظلال اللونية، أو كأنه يستعرض لياقته أمام المرآة قبل أن تُقتحم خصوصيته، سبق وأن عالجت الفنانة أمينة سالم صورة الرجل في أعمال سابقة، غير أن حضورها هذه المرة يبدو مختلفاً؛ مبعث الاختلاف هنا يكمن في طبيعة هذا الحضور الذي يفتقر إلى الرصانة المعتادة، إذ يبدو الرجل محاصرًا في فراغ فضفاض بين الدهشة والطرافة.”
كما قال: “تتميز أعمال الفنانة أمينة سالم بملمحين رئيسيين، يتمثل الأول في مراوحتها بين النزعة الكلاسيكية وروح التجريب والتوليف بين الخامات والعناصر، فهي تضيف وتحذف، وتخدش سطح العمل بعديد من التأثيرات، كما نراها تمزج أيضًا بين عدد من الأساليب والمعالجات المختلفة، فهي ترسم الجسد الأنثوي بمزيد من التأني والحرفية الأكاديمية، لكنها في الوقت نفسه تتعامل مع العناصر المحيطة بكثير من التحرر، أما الملمح الآخر الذي يميز أعمال الفنانة فيتمثل في هذه النزعة من الحنين إلى الماضي، فأجواء الأعمال بما تحتوية من درجات اللون واختيارها للعناصر والمفردات وطريقة توزيعها على سطح العمل، تشي بذلك الحنين.”
واستطرد سلطان: “تدرك الفنانة كذلك المنحنى الأنثوي في أعمالها وتؤكد عليه، فالمرأة في أعمالها تمتلك خصوصية فنية متفردة، وهي تمثل عنصرًا جماليًا تقليديًا طالما أثار خيال الفنانين والمبدعين على مر العصور، سواء على مستوى التشريح والنسب، أو على مستوى التفاصيل المرتبطة بها، من ملبس وحلي وأدوات للزينة، وكلها أمور غنية بالتفاصيل تعطي الفنان مجالًا واسعًا للمعالجة ومساحة أرحب من الصياغة والتوليف”.
مضيفًا: “تجربتها الفنية تمتلك ملامحها الخاصة التي تميزها عن بقية التجارب التصويرية الأخرى من حيث الصياغة والبناء اللوني واختيارها لعناصرها وتعاملها مع المساحات والظل النور، وكذلك تبنيها لفكرة المزج بين الصياغات المختلفة في تكوين اللوحة، كما أن لديها القدرة أيضًا على التعاطي مع كافة الأدوات والأساليب المتاحة من دون تردد، فهي تستخدم الفرشاة ومعاجين الألوان، وتمزج بين النحت والتصوير، كما وظفت من قبل أسلوب الكولاج بمهارة لخلق مزيج من التأثيرات بين الألوان وقوام الأسطح المختلفة”.
أمينة محمد صلاح سالم هي من مواليد 1981، تعيش وتعمل بالقاهرة مصورة، تمثل المرأة العنصر الأساسي بأعمالها، باستخدام تكوينات متنوعة لتخلق مشاهد تنتمي للماضي أو الحاضر معبرة عن استقلال المرأة المعاصرة، كنا تستخدم أمينة الألوان الزيتية كأساس لأعمالها مع إضافة كولاج وخامات أخرى لتخلق البصمة الخاصة لكل مجموعة من أعمالها.
كما تلجأ لاستخدام الخط العربي للإيحاء برسائل سرية وغير مباشرة كإنعكاس للمرأة الشرقية في تناقض مع المرأة المعاصرة الواضحة والصريحة، وتسعي أمينة باستمرار لتجريب تقنيات مختلفة لتضيف للوحة طبقات وأبعاد متعددة، أو تلجأ لإضافة خامات غير متوقعة أو اعتيادية لبلوغ اسلوبها بوضوح.
بدأت ممارسة التصوير منذ سن مبكرة مما قادها للالتحاق بكليه الفنون الجميلة بالقاهرة بعد حصولها على بكالوريوس في الإعلام عام 2004، كما درست تحت إشراف مجد السجيني سعيًا لدراسة معمقة في الرسم والتصوير، وكذلك تصوير الأشخاص في أعمال أمينة من الدلائل الواضحة على إنجذابها للشكل الإنساني وخاصة الشكل الأنثوي.