تحتاج مباريات كرة القدم إلى التركيز والاستمتاع بكل تفاصيلها.. أن يقفز قلبك من مكانه مع كل هجمة لفريق، أن تتسارع دقات قلبك وتتسع حدقة عينيك عند الهجوم على مرماه، ولكن “إكرامي محمد” المشجع الأهلاوي الكفيف غير القاعدة، فأصبحت عيني زوجته هما عيناه اللتان يبصر بهما كل حركة للكرة في الملعب، وصارت صوتها وهي تشرح له الكرة مع أي فريق هو التعليق الصوتي الأقرب لقلبه.. وهو ما يذكرنا بقصة أول فريق وطني للمكفوفين.
أول فريق كرة قدم مصري للمكفوفين:
صور “إكرامي” ذكرتنا بأول فريق كرة قدم للمكفوفين في مصر، والذي نجح في تشكيله الكابتن علي أبو النصر، بعدما عاد إلى مصر في العام 2013 بعد إكمال دراساته في الإدارة الرّياضيّة في جامعة أبرتاي في دندي باسكتلندا، فقرّر تشكيل أوّل فريق وطني لكرة القدم للمكفوفين في مصر؛ بمساعدة الاتّحاد المصري لرياضة المكفوفين وهو الهيئة الرّسميّة الدّاعمة للرياضيّين المكفوفين، بعد دراسته لرّياضات ذوي الإعاقة.
وجرت أوّل منافسة وطنيّة لدوري كرة القدم للمكفوفين في مصر بمشاركة 4 فرق (بما في ذلك الفريقين اللّذين أنشأهما أبو النصر) ضدّ بعضها على لقب الدوري الأوّل، وهناك بطولة كأس أفريقيا لكرة القدم للمكفوفين، ينظّمها الاتّحاد الدّولي لرياضة المكفوفين.
إكرامي محمد يتحدث قائلا: “أنا أشجع الأهلي منذ طفولتي، وعندي قناعة أن الشخص أهلاوي بالفطرة منذ ولادته، ويقدر بعدها يغير وجهته براحته لو عايز .. كتير جدا بفرح بسبب الأهلي وقليل لما بزعل بسبب الأهلي”.
يتابع إكرامي، أن المشجع الكفيف يستمتع بالمباراة أكثر من غيره؛ لأنه يتخيل المباراة في عقله، موضحا أن زوجته ترافقه دائما في المباريات؛ لتنقل له كل شيء يحدث، فيستمتع بالتفاصيل أولا بأول.
وأوضح إكرامي أن زوجته “إيمان” نقلت له أحداث مباراة الأهلي في كأس العالم للأندية أمام البايرن، وأنه يترقب مبارة الليلة.
