كاتب ومقال

دار في خاطري| لأنه ظاهر فلا نراه

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل فكرت يوما في قدراتك البصرية؟! هل أنت حاد البصر؟ أم أنت ضعيف البصر؟ هل تعتقد بأن قدرتك البصرية تجعلك ترى جميع الأشياء بوضوح؟ وماذا إذا لم ترى بوضوح؟! هل هناك أسباب ظاهرة لابد لكل مبصر أن يراها؟! وهل هناك أشياء لابد لكل مبصر أو كفيف أن يراها؟! وهل هناك ما لا يستطيع أحد أن يراه مهما بلغت حدة بصره؟! وهل هناك ما هو ظاهر فلا نراه؟!

إن كل إنسان مختلف عن غيره، فهناك طويل القامة وقصير القامة، وهناك البدين والنحيل، وهناك الأشقر والأسمر، وهناك حاد السمع وضعيف السمع وفاقد السمع، وهناك حاد البصر وضعيف البصر وفاقد البصر، وغير ذلك من الاختلافات بين البشر.

فإن الله عز وجل يمنح الإنسان من الصفات الجسدية والعقلية ما يناسبه وما يحتاج إليه، فإن الله خلقنا في أحسن صورة، فمهما كان المرء يرى نفسه بلون بشرة مختلف أو لون شعر أو عين، فإن أفضل شكل له هو الذي خلقه الله عليه، وذلك جلي بين في سورة الإنفطار قال الله تعالى:” يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ (6) ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ (7) فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8).

هل تعتقد بأن حواسك قادرة على إدراك كل شيء؟! هل تعتقد بأن هناك إنسان يسمع كل شيء في هذا الكون لأنه حاد السمع؟! أم أن هناك من يرى كل شيء ممكن رؤيته لأنه حاد البصر؟! إن الإجابة عن هذه الأسئلة هي بالتأكيد لا!

فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان لا يستطيع سماع ما هو أقل من 20 هيرتز ولا أعلى من 20000 هيرتز، إذن فهناك أصوات تقل وتزيد عن الحد المسموح للإنسان بسماعه، وأيضا في قدرة البصر، فإن الإنسان لا يرى الجن على الرغم من أنهم بيننا، وكذلك الملائكة، كما أن لبصرك حد معين يستطيع الوصول إليه، وإن تفاوت ذلك الحد.

إذن فإن الله حجب عنا سماع ورؤية بعض الاشياء لحكمة يعلمها، ولكن هل فكرت يوما لماذا لا نرى الله؟!! للإجابة على هذا السؤال لابد أن تنظر إلى نفسك، وتنظر إلى ما حولك، قف أمام المرآة وأنظر إلى يديك وقدميك، أنظر إلى رأسك وجسدك، قف في نافذتك وانظر إلى السماء والأرض، إلى الشمس والقمر، إلى السحاب والمطر، إلى الحيوانات والطير والشجر، فكل ذلك هو من خلق الله الذي يظهر دليلا بينا وجليا على وجود الله وقدرته، فكل ما يدور في هذا الكون ما هو إلا من تدبير عليم قدير.

فنحن نرى الله في كل وقت وكل مكان لا بأبصارنا المحدودة بل ببصيرتنا، بعقولنا وإدراكنا للأمور، فإن الله عز وجل ظاهر في كل شيء حولنا لذا فنحن لا نراه، وتكفي أبسط عبارة تقولها بشكل تلقائي حين ترى شيئا جميلا فتقول: “الله”.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| أجمل أيام السنة

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى