كاتب ومقال

أصل الأسطورة| آسموديوس

أسطورتنا اليوم عن أحد أمراء الجحيم السبعة، عُرف في الفلكلور “اليهودي” بملك الأرواح الأرضية “شيديم” ومعروف أكثر في سفر طوبيا “أول الأسفار القانونية الثانية”.

و أشير إلى هذا الشيطان كذلك في بعض الأساطير التلمودية، كما في قصة بناء “هيكل سليمان” في “التوراة”.

إنه “آسموديوس” الذي اعتقد بعض “المسيحيين” من عصر النهضة أنه ملك النيران التسع، ويشار إليه كذلك بأنه واحد من “أمراء الجحيم السبعة”، وفي تصنيف “بيتر بينسفيلد” للشياطين فإن كل واحد من هؤلاء الأمراء يمثل واحدا من “الخطايا السبع” المميتة (البذخ، النهم، الجشع، الملل، الغضب، الحسد، التفاخر، الرغبة)، ويجسد “آسموديوس” الرغبة.

ويقال أن الأشخاص الذين يخضعون لطريق “آسموديوس”، أو الشيطان ذو العصوين، سيحكم عليهم بالأبدية في المستوى الثاني من الجحيم.

يظهر “آسموديوس” في سفر طوبيا باعتباره عدوا “لسارة” أخت “راكيل” وأنه ذبح سبعة أزواج عقدوا عليها وقد وصف بأنه “أسوأ الشياطين” وعندما أوشك “طوبيا” اليافع على الزواج من “سارة”، أراد “أسموديوس” أن يذبحه كسابقيه، لكن طوبيا كان محصنا بفضل مشورات ملاكه المرافق “رافائيل”.

وقد أحدث “طوبيا” بخارا دخانيا جعل الشيطان يهرب إلى “مصر”.

وقد عرف في اليهودية باسم “آشمداي” وظهر أقل إيذاء من “أسموديوس” في “طوبيا”، إذ يظهر مرارا وتكرارا ذا طبيعة ودودة يمتلك روح دعابة، لكن إلى جانب ذلك، هناك خاصية واحدة يتوازى فيها مع “أسموديوس”، وهي رغباته الموجهة صوب نساء سيدنا “سليمان” وكذلك ابنة “إليعام” المسماة بثشبع ” كما ذكر في “التوراة”.

وهناك أسطورة أخرى تصور “أسموداي” يرمي سيدنا “سليمان” أكثر من 400 فرسخ بعيدا عن العاصمة من خلال وضع جناح واحد على الأرض وجعل الآخر ممتد إلى السماء، ثم احتل مكان سيدنا “سليمان” لبضع سنوات.

وعندما عاد سيدنا “سلميان”، هرب “أسموداي” خوفاً من غضبه، وهناك أساطير مشابهة، حيث يسمى “آسموديوس” “صخر” لأنه في التقليد الإسلامي قد عاقبه سيدنا “سليمان” بأن حوله إلى صخرة.

في كتاب “مطرقة الساحرات” يعتبر “آسموديوس” شيطان النشوة، وقد قال المحقق الفرنسي “سباستيان ميشاليز” بأن خصم “آسموديوس” هو القديس “يوحنا الإنجيلي”، ولدى “آسموديوس” 72 فيلقا من الشياطين تحت إمرته وهو أحد ملوك الجحيم بقيادة “لوسيفر”، يحرض على القمار، وهو المشرف على كل دور القمار في محكمة الجحيم، وبعض “اللاهوتيين الكاثوليك” يقارنونه بملاك الجحيم “أبدون”، وهناك مؤلفين آخرين يعتبرون “آسموديوس” أمير الانتقام.

وفي “المعجم الجهنمي” لمؤلفه “كولين دوبلانصي” يصور “آسموديوس” بسيقان ديك وذيل ثعبان وثلاثة رؤوس (أحدها رأس رجل ينفث نارا والثانية رأس خروف والثالثة رأس ثور) يركب أسدا ولديه جناحي ورقبة تنين، وجميع هذه الحيوانات مرتبطة إما بالشهوة أو الانتقام.

بقلم
أحمد الرفاعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى