الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك بورقة بحثية علمية في مؤتمر دولي تنظمه جامعة أليكانتي الإسبانية
يشارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في المؤتمر الدولي لترجمة المراجع الثقافية الذي تنظمه جامعة أليكانتي الإسبانية في مطلع نوفمبر المقبل، بورقة بحثية علمية تأتي تحت عنوان: “ترجمة التراث التاريخي الإماراتي إلى اللغات الأجنبية.. الواجهات اللغوية والتشابكات العابرة للثقافات في مشروعات الترجمة بالأرشيف والمكتبة الوطنية”.
وتستهدف هذه المشاركة استمرارية تواجد الأرشيف والمكتبة الوطنية في الفعاليات الأكاديمية الدولية من أجل تعزيز صورته كمنارة للبحث العلمي، وإبراز دوره وجهوده على صعيد تقوية حوار الحضارات، ومدّ جسور التواصل التي تعبر عليها العلوم والمعارف التي تعزز الاقتصاد المعرفي وتقرب المسافات بين الثقافات.
وعن هذه المشاركة يقول السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية: إننا في الأرشيف والمكتبة الوطنية نشجع مثل هذه المشاركات العلمية والأكاديمية التي من شأتها أن تكشف عن جهود الأرشيف والمكتبة الوطنية في ترجمة تراث الإمارات التاريخي والثقافي المحلي إلى اللغات الأجنبية؛ وخاصة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والألمانية والبرتغالية والعبرية، كما أننا نسعى في المقابل إلى ترجمة الكتب الأجنبية التي تتطرق لتاريخ الإمارات إلى اللغة العربية علاوة على اليوميات والمذكرات والنشرات والوثائق المكتوبة من قبل الرحالة الغربيين والمستشرقين الذين زاروا البلاد بشكل متكرر منذ القرن التاسع عشر بالإضافة إلى مدونات الدبلوماسيين الأوروبيين الذين خدموا في سفارات بلدانهم في الامارات منذ عقود.
وأضاف: إن أهمية هذا البحث -الذي يقدمه البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية- تكمن في كونه يسلط الضوء على مشروع “ترجمات” الذي يتبناه الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي يغذي بمخرجاته الكثير من الإصدارات بمختلف اللغات، ولا يزال الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل جهوده في إثراء عالم المعرفة بمؤتمر الترجمة الدولي، الذي يواصل التحضيرات لعقد النسخة الثالثة منه في العام المقبل، وفي الوقت نفسه فإن قسم الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية ومن يسانده في داخل الدولة وخارجها دائماً يثري المكتبة العربية بالجديد من المعارف والعلوم المتطورة والمتقدمة، ويصدر للمكتبة العالمية تجربة قيام دولة الإمارات المميزة والرائدة وتشييد صرح اتحادها الميمون.
وحول مشاركته في هذا المؤتمر الدولي، يقول البروفيسور صديق جوهر: تستكشف الورقة البحثية التي أشارك بها المعضلات اللغوية والثقافية المتأصلة في ترجمة النصوص التاريخية والثقافية المحلية والمتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى اللغات الأجنبية بسبب الاختلافات في التقاليد الثقافية واللغوية بين اللغة الأم (العربية) واللغات الأجنبية المنقول إليها والمستهدفة.
ويضيف: وتناقش الورقة كذلك العقبات الكامنة في ترجمة النصوص التاريخية الأجنبية التي كتبها الرحالة الغربيون عن المجتمع الإماراتي إلى اللغة العربية، وتؤكد الورقة البحثية الجهود الكبيرة التي يبذلها المترجمون في الأرشيف والمكتبة الوطنية لتكييف النصوص الأجنبية وتنقيحها ثقافياً ولغوياً حتى يتم قبولها من قبل الباحثين والقراء العرب، وبشكل عام تقدم الورقة دراسة شاملة للمشكلات اللغوية والدلالية والبلاغية والثقافية التي يمكن مواجهتها عند ترجمة النصوص التاريخية والتي غالباً ما تشكل تحديات جمّة للمترجمين. وتؤكد مخرجات هذا البحث فيما يتعلق بممارسة ترجمة النصوص التاريخية أن أصعب التحديات التي تواجه المترجمين تتعلق بالاختلافات الثقافية بين اللغات مقارنة بالاختلافات اللغوية.
الجدير بالذكر أن البروفيسور جوهر قد شارك في سبتمبر الماضي في مؤتمر الترجمة الدولي الذي نظمته جامعة فيلنيوس في جمهورية ليتوانيا تحت شعار (الترجمة والأيديولوجيا والأخلاق: الاستجابة والمصداقية)، وقد أثرى المؤتمر ببحث عنوانه: (نحو تعزيز حركة الترجمة في الشرق الأوسط: مبادرات الأرشيف والمكتبة الوطنية في الإمارات نموذجاً)، وذلك في خطوة نوعيه للأرشيف والمكتبة الوطنية من أجل استعراض جوانب مهمة من فعالياته وإنجازاته الوطنية في أوساط ثقافية عالمية.