تقارير متنوعة

التراث السيناوي.. كيف أبدع أهلها في الأزياء والمأكولات؟

تتميز كل محافظة من محافظات مصر بتراث وعادات خاصة بها تتوارثها الأجيال الأخرى عبر الزمان، ويتمسكون بها رغم حداثة العصر، واستطاعوا المواءمة بين القديم والجديد، والتراث السيناوي يتمتع بمكانة خاصة فى الوجدان المصرى بفضل ما تحمله أرض سيناء من معانٍ سامية فى الثقافة المصرية؛ فهي معبر الأنبياء، ومزار للعديد من السياح من جميع أنحاء العالم، وشهدت العديد من الحروب في التاريخ المصري، وفي السطور التالية ترصد لك منصة «كلمتنا» أبرز ملامح تراث سيناء.

الثوب البدوي السيناوي

بالرغم من التطور التكنولوجي الذي نعيشه في كافة نواحي حياتنا، إلا أن أبناء محافظة سيناء يتمسكون بتراثهم وتقاليدهم، ومن أبرز علامات تراث سيناء الأصيل الثوب البدوي السيناوي الذي يعد سمة من سمات أهل سيناء، ذلك الثوب الذي يمكنك من خلاله معرفة كل قبيلة أو عائلة عن الأخرى، عن طريق شكل الثوب المزركش ولونه والذي شغل يدوياً بشكل رائع، وأيضاً شكل غطاء الرأس والبرقع الذي ترتديه المرأة السيناوية، فلكل قبيلة ما يميزها عن القبائل الأخرى من حيث الشكل واللون.

وثوب المرأة السيناوي له العديد من الأشكال التي تختلف طبقاً للفئة العمرية، فعلى سبيل المثال يتميز ثوب الأطفال والفتيات بأنه مزكرش، بينما ثوب المرأة المتزوجة باللون الأحمر، أما المرأة المسنة والمطلقة والأرملة باللون الأزرق، بحسب دراسة بحثية عن التراث السيناوي لكمال الحلو، كما أن للثوب السيناوي أشكال متعددة فمنها ثوب المناسبات والأعياد والحج الذي يتميز بلون التطريز الفاتح، وثوب المآتم باللون الأزرق الغامق، وثوب الحامل الواسع والذي يتميز باللون الأشهب.

والثوب البدوي السيناوي يحمل بين طياته عراقة وتراث الماضي وأصالة تاريخ سيناء وتنوع بيئاتها، فيمكنك من خلال شكل الثوب معرفة الشخص الذي أمامك من أي بيئة في سيناء سواء كانت ساحلية أو صحراوية أو سهول و جبال، كما يمكنك من خلال الثوب والقناع معرفة المناسبة التي يذهب إليها هذا الشخص، فهو يعكس ثقافة المجتمع في سيناء، ليصبح أحد أهم علامات التراث السيناوي الأصيل.

المشغولات اليدوية

تعد المشغولات اليديوية من أهم الحرف التي تتميز بها معظم قرى سيناء، فهي تعبر عن التراث السيناوي من خلال لمسات فنية تحمل الأصالة والمعاصرة، والسيدات السيناويات يعتبرن أن المشغولات اليدوية جزء أساسي من التراث السيناوي وأحد أهم موروثاتهم، فهي ترتبط بالتراث والبيئة السيناوية، لذلك تبرع سيدات القبائل بتلك الحرف لتميزها بطابعها الخاص ورسوماتها وغرز التطريز التي تشتهر بها.

وتعتمد العديد من السيدات في سيناء على المشغولات والصناعات اليدوية لتكون مصدراً أساسياً للحصول على دخل، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث السيناوي، ومن أهم المشغولات اليدوية المميزة في سيناء التطريز بالخرز والخيط للملابس، تزيين الستائر والمفروشات، صناعة الكليم اليدوي والشنط وغزل الصوف والوبر، وأيضاً صناعة الإكسسوارات اليدوية.

اللصيمة

يتميز التراث السيناوي بالعديد من المأكولات المميزة، خاصةً الأكلات الشعبية التي أصبحت ميراثاً عريقاً لأهل سيناء ليصل الماضي بالحاضر، ومن أبرز وأشهر تلك الأكلات «اللصيمة» أو كما يطلق عليها في البادية «اللِّبة»، تلك الأكلة الموجودة منذ قدوم سيدنا موسى (عليه السلام)، وانتشرت «اللصيمة» لسهولة طهيها واحتوائها على العديد من القيم الغذائية المهمة، كما أنها ليست مكلفة، فهي عبارة عن ماء ودقيق مع ملح وذرة، ثم يتم عجن هذه المكونات ووضعها في النار، ويتم معه خبز قرص المُلَّةْ، ثم يشوى العجر وهو البطيخ الصغير الذي لم ينضج أو الباذنجان بديلاً عنه فيتم تنظيفه ثم تقطع الطماطم ويضاف الفلفل البلدي ويتم عجن كل ذلك بالأيدي، ثم يُصب زيت الزيتون بغزارة، وتقدم ساخنة.

وتمثل اللصيمة في سيناء عهداً وميثاقاً لمن أكلها ألا يخون، كما تقدم كنوع من الكرن للضيوف أو الغرباء أو من ضل الطريق ثم يقدم إليهم شاي أو قهوة، وتعد اللصيمة مضاداً حيوياً لاحتواءها على جميع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، كما أنها أيضاً خالية من الكوليسترول، ويوجد عدة أكلات أخرى يتميز بها المجتمع السيناوي والتي تطهى بطريقة على نار الحطب، ومن أبرزها: العصيدة، الجريشة، الفراشيح، الفسيخ المقلي.

التراث اللغوي السيناوي

يتميز أهالي سيناء بلهجة خاصة بهم توارثها الأجيال، تلك اللهجة التي تعكس خصائص وتفرد بيئتهم، لتصبح تراثاً لغوياً لهم، وبحسب خبراء التراث في سيناء، فإن لهجة أهالي سيناء شكل من أشكال اللغة العربية على النسق المصري، وتنقسم إلى ثلاث مدارس رئيسية، هم: اللهجة البدوية، التي يتحدث بها التجمعات البدوية مثل الشيخ زويد ورفح وبئر العبد، وذلك لتأثرهم بالبيئة الصحراوية.

أما ثاني اللهجات فهي اللهجة العرايشية، ويتحدث بها أهالي مدينة العريش، وتحتوى على العديد من المصطلحات التركية، نظراً لاكتسابها أثناء فترة الحكم العثماني، بينما ثالث اللهجات اللهجة القاهرية، وسميت بذلك الاسم نتيجة تأثر أهالي سيناء بأهالى القاهرة أو غيرها من المحافظات بعد الاختلاط بهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى