العنف ضد المرأة ظاهرة منتشرة في العالم وبشكل خاص في المجتمع العربي، ووفقاً للتقارير والدراسات فإن العنف يزداد ضد المرأة في المجتمعات العربية التي بها حروب ونزاعات وصراعات مثل ما يحدث في فلسطين من قتل ودمار وتخريب وتشريد واغتصاب للمرأة الفلسطينية، وكما يحدث أيضا للنساء السوريات من خلال الشك لتعرضهن للعنف الجنسي في المخيمات، وعلى حسب الدراسات تُخبرنا منظمة الأمم المتحدة عام 2019 أن 37% من النساء العربيات يتعرضن لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف خلال حياتهم، وتصدرت مصر قائمة الدول العربية الأكثر عنفاً ضد المرأة حيث بلغ نسبة التحرش بها 99.3% كما تعرضت 72.2 مليون فتاة لعملية ختان وهو إحدى أشكال العنف التي تتعرض لها الفتيات.
فكيف يمكننا الحد من العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية؟ وإلى متى تُعاني المرأة في المجتمعات العربية من الأذى النفسي بسبب أشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها من حين لآخر؟
فتتحدث لمنصة ” كلمتنا” استشاري الصحة النفسية والكاتبة في الوعي الأنثوي “حنان عصمت” باستفاضة عن العنف ضد المرأة في الوطن العربي.
1. ما هي أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة في الوطن العربي؟
العنف هو من أخطر المشكلات التي تتعرض لها المرأة و هو أكثرها انتشارا أيضا، والعنف لا يشمل فقط العنف الجسدي وهو الاعتداء بالضرب فقط، بل هناك العنف العاطفي والتعنيف النفسي والعنف الأسري والعنف المجتمعي والتعنيف الاقتصادي والكثير من أشكال العنف التي تمارس علي المرأة.
العنف الأسري
بعض الرجال وبعض الأسر تستخدم العنف باسم “الحب”
فالأسرة التي تستخدم أسلوب الضرب والتهديد كأسلوب للتربية وتحت مسمى “اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24″، فهذه لا تسمي تربية بل عنف أسري.
العنف العاطفي
من اعتاد على انتقاد المرأة سواء أهلها أو زوجها أو التقليل من قيمة أفكارها أو الذي يسخر من أي شيء تقوم به و دائماً يحاول أن يثبت أنها لا تصلح أو أنها غير كافية فهذا يمارس على المرأه العنف العاطفي أو العنف الزواجي.
العنف النفسي “المرضى النفسيون”
أما العنف النفسي فهو ما يمارسه المرضى النفسيين على ضحاياهم، وتكون عبارة عن خطة محكمة، فالمريض السيكوباتي أو النرجسي يختار ضحاياه من النساء بعناية من أجل أن يمارس ألاعيبه عليها، فمثل هذا النوع من الرجال يختارون الأنثى المطيعة ثم يبدأ يسيطر على كل عالمها باسم الحب ويجعلها تتخلي عن كل علاقاتها من صداقات أو أهل ليصبح هو كل عالمها ويجعلها تدمنه إدمانا، ويسقيها من الحب ويجعلها لا تخطو خطوة بدونه حتى تقتنع وترى أنه المنقذ والأصوب رأيًا والأكثر حكمة منها، فتصل لحد الإدمان وما أن تصل الضحية للمستوى المطلوب من العمى الفكري، تحت مظلة الحب، حتى يبدأ في تشكيكها في نفسها، وفي نوايا الناس من حولها وأن جميع من حولها يريدون إيذائها أو أنه لو تركها لن تجد حبيباً أو زوجاً أو خطيباً غيره، ويفقدها ثقتها في نفسها شيئاً فشيئا، وهناك أنواع شديدة الاضطراب النفسي فيجبر المرأة على أشياء في العلاقة الحميمة بدون رغبة منها وهذا هو العنف النفسي.
العنف الاقتصادي
ما أدراكِ ما العنف الاقتصادي ولا يمارسه إلا الرجل الخائف من الهجر، فبعض الرجال تتصور إذ استقلت المرأة ماديًا وأصبح لديها مالها الخاص ستهجره وتتخلى عنه، فيقطر لها المال تقطيرا ويرفض أن تعمل ولا يعطيها مصروف شخصي خوفًا من أن يكون مصدر دخل مؤقت تجعل منه مبلغ كبير ثم تتخلى عنه وهذا هو العنف الاقتصادي.
2. كيف يمكن الحد من العنف في مجتمعنا العربي؟
يجب توعية المرأة بكل هذه الأنواع، لعل أشهر نوع تعرفه المرأة هو العنف الجسدي الذي يمارس عليها مثل الضرب والاعتداء الجسدي، والجدير بالذكر أن لدى العديد من السيدات الوعي بالعنف الجسدي ولا يدركن باقية الأساليب للعنف فيجب التوعية للنساء وبشكل خاص للفتيات الصغيرات.
3. ما هو أخطر أنواع العنف انتشارا؟
يوجب التنويه أيضًا أن يعد الختان وتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة من أخطر أساليب العنف المستخدمة على الفتيات لأنه يفقد المرأة حقها في حياة صحية جنسية سليمة، ولا سيما أيضًا لحوادث التحرش أو الاغتصاب التي تتعرض لها المرأة، فهي تعيش صدمة نفسية تترك أثر لا يمحى في ذاكرتها ولا تدرك الأنثى التي تعرضت للتحرش أن ما تعرضت له سيكون عائقا لها في الاستمتاع بالحياه الطبيعية التي يملأها الحب، وكذلك الاستمتاع الجنسي السليم، إلا إذا خضعت للعلاج النفسي لأن التحرش يفقد الأنثى الثقة بالآخرين ويفقدها القدرة على أن تمارس حياتها الجنسية بشكل سوي، فمعظم الفتيات التي تعرضن للتحرش في سن مبكر إما أدمنّ العادة السرية من الطفولة أو امتنعوا عن الزواج في الكبر.
4. يأتي هنا السؤال كيف تساعد المرأة المعنفة نفسها نفسياً؟
أولاً يجب على المرأة المعنفة أن تعي وتدرك أن ما حدث معها من عنف ليس عاديًا أو شيئاً طبيعيا وليس حبًا كما ادعى الأهل أو الزوج أو أيا كان من يمارس التعنيف.
ثانيًا يجب أن تتعلم المرأة كيف تقول “لا أسمح بمزيد من العنف” بأنها تعبر عن رفضها لتلك الأساليب وتضع الحدود النفسية والعاطفية و الجسدية لذاتها و لمن حولها.
ثالثاً في داخل كل امرأة معنفة، بئر عميق من الحزن والرثاء على حالها يجب أن تنفس عن ذلك الحزن وأن تتعلم أسلوب التفريغ الانفعالي، مثل أن تحكي لمتخصص وأن تكتب ما تشعر به على ورق و تسمح لمشاعر الحزن والغضب بالظهور، سواء بالبكاء أو الصراخ أو غيره.
رابعاً تقرر أن تمضي قدماً وتجعل خبراتها الأليمة صخرة تقف عليها لتعلو وتزدرهر وليست صخرة تقيد وتعرقل حياتها.
اقرأ أيضًا: إليك 5 روايات تناقش العنف ضد المرأة