أوشك أولمبياد باريس 2024 على أن يغلق صفحاته، لتعود البعثة المصرية بذهبية أحمد الجندي في الخماسي الحديث، فضية سارة سمير في رفع الأثقال، وبرونزية السيد في سلاح الشيش، فقط، رغم مشاركتها بـ 164 لاعبا في 22 رياضة مختلفة، في أولمبياد باريس، بواقع 148 لاعبا ولاعبة أساسيين و16 لاعبا احتياطيا.
ما تزال لقطات البداية واختيار الثنائي أحمد الجندي صاحب فضية أولمبياد طوكيو في الخماسي الحديث، سارة سمير الحاصلة على برونزية أولمبياد ريو في رفع الأثقال، لحمل علم مصر في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، أبرز قرارات البعثة المصرية، التي منيت بخسائر لا حصر لها.
شهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.
وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».
والملفت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.
أضف إلى ذلك ما حدث مع اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، وعدم مشاركة فريدة عثمان، وأزمة سفر منتخب كرة القدم لفرنسا، وأزمة لاعبة الدراجات.. ما يؤكد وجود أشخاص بلا خبرات حقيقية يديرون ملفات الرياضة، ومن يدفع الثمن هم الأبطال والرياضيون.
حيث أعلنت السباحة المصرية فريدة عثمان، عدم مشاركتها في أولمبياد باريس، نتيجة لتضارب في تفسير بنود لائحة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية، بالإضافة للكوتة المحدودة في نسخة 2024، وكتبت على صفحتها على فيسبوك: “نتيجة تضارب في تفسير بنود لائحة التأهل للدورة الأولمبية، ورغم الرقم القريب للغاية الذي حققته، وتصنيفي العالمي المتقدم، فتم إفادتي مرة أخرى بأنني لن أتمكن من المشاركة بسبب (الكوتة) المحدودة في باريس”.
غياب البطلة الأوليمية منح لجين عبدالله صاحبة الـ 19 عامًا فرصة بدلًا منها، مع وجود بند ينص على أن تكون هناك أولوية للسباحين الذين لم يشاركوا في أكثر من دورتين أولمبيتين بحد أقصى، ولن يتجاوز عمرهم 30 عامًا في يناير 2025، وشاركت فريدة عثمان في 3 دورات أولمبية سابقة، في نسخ: 2012، 2016، 2020.
الكثير من المصريين عبر صفحات التواصل الاجتماعي وضعوا علامات الاستفهام حول سوء الأداء، حتى من لاعبين يحتلون تصنيفا متقدما في ألعابهم، ليدق ناقوش الخطر أن علينا وضع استراتيجية واضحة للاستثمار في كفاءة اللاعبين والحفاظ على لياقتهم البدنية والنفسية، باعتبارهم مكونا مهما من القوى الناعمة المصرية.
إن لدينا آلاف الأبطال الحقيقيين في شوارع مصر وحاراتها وعزبها وقراها ممن يمكنهم الفوز بالميداليات في مختلف الألعاب، فقط علينا أن نوجه الشراع في المسار الصحيح؛ إذا أردت بطلا في السباحة بسهولة، انتق من المحافظات الساحلية، إذا بحثت عن بطل في ألعاب القوى، فتش عن الصعيد، وإذا أردت لاعبين مهرة في الرماية وغيرها، فتش عن البيئات التي تسمح لأبنائها بممارسة الرماية، في الحياة العادية، وغيرها الكثير والمثير.. فقط امنح هؤلاء الفرصة.
إن تجارب اللاعبين القدامي وخبراتهم يجب الاستثمار فيها، بدلا من الإصرار على تولية رئاسة الاتحاد لشخص ربما لم يلعب هذه الرياضة في حياته، والنتيجة أشبه بصفر المونديال، ويأتي من يطالبنا ألا نغضب!
يا عزيزي إن الغضب مؤشر جيد أننا ما نزال بخير، وأننا نطمح إلى أن نحقق ما يليق بالمصريين في ميادين الرياضة، فمن يصدق أن منتخب كرة اليد يتهاون في فوز كان في يده، أو أن المنتخب المصري لكرة القدم تلقى من نظيره المغربي 6 أهداف نظيفة في مباراة المركزين الثالث والرابع.
مصر تستحق أن نغضب لأجل اسمها، وأن يكون لها دور أكثر من مجرد التمثيل المشرف، الذي صار المبرر الأكثر حضوراً في المشاركات غير الناجحة، بمعيار الفوز.ورغم ذلك ما يزال الحضور المصري في السعي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في عام 2036 أو 2040، بحسب تصريحات الجزائري مصطفى براف رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الإفريقية، ويتوقع أن تعتمد مصر على المدينة الأولمبية الدولية التي تم بناءها في العاصمة الإدارية الجديدة.
خطوة متميزة لو نجحنا في الترويج لها والاستفادة من النهضة العمرانية المتميزة في العاصمة، لتصبح المنافسات حتى الآن مع مدينة كيب تاون الجنوب إفريقية، حيث تدرس التقدم بطلب لاستضافة الألعاب الأولمبية. فمن يفوز بشرف أول استضافة إفريقية لدورة الألعاب الأولمبية؟.