كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| عالم سيليكون

السيليكون هو أحد العناصر الكيميائية – رمزه Si – وهو موجود في الطبيعة بكثرة في الرمال والكوارتز والعديد من المعادن الأخرى. بالرغم من بساطة هذا العنصر، إلا أنه يدخل في العديد من الصناعات الهامة، يأتي على رأسها صناعة الرقائق الإلكترونية التي أصبحت مكونًا أساسيًا في أغلب المنتجات الأخرى، بدءًا من بطاقات الدفع الإلكترونية مرورًا بالأجهزة الإلكترونية والسيارات والروبوتات وصولًا إلى المفاعلات النووية والصواريخ.

يدخل السيليكون أيضًا في العديد من الصناعات مثل البناء والتشييد، حيث يتم إضافته إلى الخرسانة وفي المواد العازلة، كما أنه المكون الرئيسي في صناعة الزجاج. كما يستخدم في صناعة الألواح الشمسية لتوليد الطاقة من أشعة الشمس، ويدخل أيضًا في العديد من المجالات الحيوية كالطب. ومن أشهر الاستخدامات في هذا المجال هي الزراعات الجراحية (transplant) وفي عمليات التجميل، التي باتت في الآونة الأخيرة واضحة بشكل ملحوظ، بدأت بأوجه السيدات ووصلت حاليًا إلى كل أعضاء الجسم وإلى الرجال أيضًا.

وبدون الدخول في الجدل التقليدي حول أهمية تلك العمليات من الناحية الطبية أو الشكلية أو الدينية، فالآراء مختلفة وشخصية بدرجة كبيرة. ولكن الأمر غير الشخصي هنا هو تحول الإنسان إلى كائن آخر بناءً على الإفراط في استخدام السيليكون وغيره من المواد في تلك العمليات، الأمر الذي قد يدعونا في المستقبل إلى سن تشريع بوجوب وضع لافتة صغيرة (Name Tag) في رقبة كل سيدة وكل رجل خضعا لتلك العمليات، لكي نعرف من هؤلاء، خاصة أنهم يختارون نفس الشكل من كتالوج الأشكال الكبير الموجود في عيادات التجميل.

الطريف أن السيليكون بات مؤخرًا أداة جريمة كبرى وكوميدية أيضًا. في عصر ما قبل التكنولوجيا، كان تسجيل عملية الحضور والانصراف في الشركات يتم من خلال “الدفتر”، ثم تطورت إلى “الكارت” الذي انتشر استخدامه في البداية في المصانع الكبرى كثيفة العدد. بعد ذلك، ومع دخول التكنولوجيا، انتقلنا من “الدفتر” و”الكارت التقليدي” إلى “الكارت الممغنط” الذي كان يتم تمريره من خلال جهاز “قارئ” فيتم تسجيل الحركات في برنامج مركزي. هذه العملية اكتنفها بعض المشكلات، منها أن يقوم موظف بإعطاء الكارت الخاص به إلى موظف آخر يقوم بالتوقيع لكليهما، بينما الموظف الأول ينام في بيته أو يتنزه في حديقة عامة.

انتقل الأمر بعد ذلك إلى جهاز البصمة، الذي جعل الأمر أكثر صعوبة على التلاعب. وكنا نتندر على ذلك بأن الموظف الذي يرغب في التزويغ عليه أن يفقد إصبعًا من أصابع يده عن كل يوم يفعل ذلك، حتى جاء يوم السيليكون حيث قام عدد من الموظفين باستخدام رقائق السيليكون لعمل أصابع شخصية تحتوي على بصمة أصابعهم لكي يستخدمها زملاء آخرون للتوقيع بدلاً منهم. استمر الأمر حتى تم القبض عليهم مؤخرًا.

حاليًا، أصبح الأمر أكثر صعوبة باستخدام أجهزة أحدث تقوم بقراءة الوجه وبصمة العين والتعرف على أصحابها. وبغض النظر عن هذا، فإنني ألاحظ الشيطان يقف جانبًا يفكر في حلول لهذا الأمر، تمامًا مثلما ألهم البعض من قبل تصنيع أصابع السيليكون.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى