كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| ربي ابنك وأحسن أدبه

“ربي ابنك وأحسن أدَبُه ما يموت إلا لما يفرغ أجَله”.. الأمثال الشعبية بتجيب الخلاصة فحقيقي جدا أهمية التربية الصح لولادنا زي ما أهلنا زمان كانوا بيربونا كانوا عارفين مهمتهم اللي ربنا كتبها عليهم بمجرد ما خلفونا عارفين امتى يطبطبوا وامتى يشدوا عارفين أن الشفقة مش معناها أنك ما تأدبش ابنك لما يغلط ويقومه..

أنا بقول كدا ليه؟.. لأن الدنيا قايمة والسوشيال ميديا والناس مافيش وراها غير أبشع حادثة قام بيها شاب اسمه كريم محمد مسلم واللي اتلقب بسفاح التجمع، كلنا عارفين الحادثة حلو اوي وعارفين تفاصيلها البشعة وعشان كدا مش هتكلم فيها لكن اللي عاوز اتكلم فيه معاكم هو ليه وصل الحال بينا لكدا، مش عاوز حد يطلع يقول لي دي حالات فردية ومش عاوزين نعممها..

هنا هرد عليه واقوله لا معلش بقى، لو عملنا كدا يبقى لمجرد ترييح دماغنا وبقينا زي النعام بندفن رؤوسنا في الرمل وبنتعامى عن الحقيقة، لازم نعترف أن جرايم العنف والقتل زادت وبصورة وحشية في ظل غياب الضمير والإنسانية وضعف الوازع الديني ودا حصل لما تغاضينا عن الغلط وقبلنا بيه عملناه لما دخلنا في قاموس حياتنا كلمة ماليش دعوة أو طنش مدام مافيش ضرر طايلك..

طيب هتسألوني ودا علاقته ايه باللي حصل تعالوا اقولكم، لو بصينا على الصورة هنشوف كريم التيك توكر الشهير اللي بيتابعه حوالي 8 ملايين شخص على حساب باسم فونكس ودا لتعليم اللغة الإنجليزية ودا لأنه بالفعل معلم لغة إنجليزية بروفشنال وكان بيدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة انترناشيونال وعنده جنسية مزدوجة أمريكية ومصرية وصفحتة على درجه عالية من التميز ومتابعينه من الطبقات الراقية المصرية والعالمية اللي عاوزين يتعلموا اللغة وكان من بين متابعينه فئات عمرية صغيرة..

ولما اتقبض عليه كان تحت تأثير المخدرات فاعترف بكل أريحية بتفاصيل ارتكاب جرايمه، وتصيده في البداية لفتيات الليل ومن بعده ببنات صغيرة في السن وارتكب البلاوي اللي كلنا عارفينها، الصورة في بدايتها لشاب مش ناقصه حاجة تعليم وشهرة ومستوى مالي، لكن لو دققنا هنعرف أن ناقصه أهم حاجة وهي التربية وأن الغلط جه من البداية في تربيته ونشأته، مش معنى أنك تصرف على ابنك وتعلمه وتحقق له كل اللي عاوزه يبقى ربيته دا من ناحية..

ومن ناحية تانية البنات الصغيرة اللي كان بيتكلم معاهم وتتوطد علاقته بيهم لحد مابتوصل الكارثة فين أهلهم فين تربيتهم لولادهم وتعليمهم الصح من الغلط ولا زرعوا فيهم معنى الحرام والعيب عشان تكبر جواهم فحتى لو مقاييس الزمن اتغيرت فلازم تفضل الرقابة على الأولاد بس بأسلوب جديد يتماشى مع العصر، ماهو مش عدل أننا نحاسبهم على اللي أهلهم قصروا فيه..

طيب تعالوا شوفوا المصيبة التانية وهي إنه كان مأجر شقة وكانت بتتردد عليه فتيات في فترة الليل وأن الجيران كانوا ملاحظين دا، يعني ايه ملاحظين؟ يعني شايفين وراضين وعارفين أن بيحصل حاجة غلط وساكتين ومحدش يقولي حرية شخصية هو محدش علمنا أن الساكت عن الغلط شريك فيه..

الناس مابقتش بتشوف الغلط غلط وتسكت ليه؟ ومحدش يرجع يقول لي أصل الناس مشغولة والأحوال المادية الصعبة اللي بنعيشها ساهمت أن الواحد يادوبك قادر يعيش حياته هو ومعندهوش لا وقت ولا جهد أنه يتدخل في شؤون غيره، والله انا شايف جرمهم أفظع مليون مرة من جرم السفاح فين النخوة فين الدين فين الحياء اللي كل الأديان نادت به..

الله يرحم أهالينا زمان أيام ما كانوا حطينا تحت عيونهم والتوجيه الفوري لينا لو شافوا مننا أو من اللي حوالينا أي بادرة اعوجاج.. ياتري فهمتوا اللي بقصده وعرفتوا المصيبة الحقيقية فين؟ أيوة في قلة التربية وعدم الأخلاق..

بالله عليكم خدوا نصيحتي دي واعملوا بيها قبل فوات الأوان وتكرار الأبشع منه وساعتها نسأل ونقول إيه اللي جرى لنا وإزاي وصلنا للحال دا.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى