كاتب ومقال

رؤى التحول الاقتصادي والطاقة| مصر بين التحديات والفرص.. القدرة على الصمود أمام الضغوط الاقتصادية

في تاريخ الأمم هناك لحظات يتحدد فيها مصير الشعوب وأحيانا تكون تلك اللحظات في أوقات أزمة اقتصادية تترافق مع ضغوط خارجية وداخلية. مصر بتنوعها التاريخي والحضاري أثبتت قدرتها على الصمود أمام العديد من الأزمات التي كادت أن تؤثر في استقرارها، لكنها دائما ما تجد سُبلا للنهوض.

الاقتصاد المصري اليوم يواجه تحديات كبيرة منها الأزمات العالمية وتقلبات أسواق الطاقة والمواد الأساسية، وكذلك متطلبات الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ منذ عدة سنوات. ومع ذلك هناك قناعة راسخة أن مصر ليست مجرد دولة تواجه ضغوطا اقتصادية، بل هي دولة ذات إرادة قوية تمتلك مقومات البقاء والازدهار.

ما يميز الوضع الحالي في مصر هو توازنها الاستراتيجي بين التحديات والفرص. فإلى جانب الأزمات الاقتصادية التي تواجهها هناك إصلاحات هيكلية مستمرة تهدف إلى تعزيز قاعدة الاقتصاد الوطني، وكذلك المشروعات القومية الكبرى التي تفتح آفاقًا جديدة للنمو. في نفس الوقت تبذل مصر جهودا كبيرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الضغوط الدولية خاصة في ظل التقلبات السياسية في الشرق الأوسط.

على الصعيد الدولي تسعى مصر إلى بناء علاقات استراتيجية متعددة الأطراف مع دول العالم. فهي لا تقتصر فقط على علاقة واحدة، بل تفتح الأفق لجميع الفرص التي من شأنها دعم الاقتصاد المصري وتعزيز مكانتها في الساحة العالمية. سواء كان ذلك في قطاع الطاقة أو التجارة أو السياحة تقدم مصر نفسها كداعم رئيسي للاستقرار في المنطقة والعالم.

ومع تقدم الأوضاع الاقتصادية فإن الجهود المحلية لضمان الأمن الغذائي، وتوفير الطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات، لا تزال مستمرة. هذه التحركات تُمثل استراتيجية متكاملة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الخارج، وبالتالي تقوية الجبهة الداخلية ضد أي محاولات حصار اقتصادي أو ضغوطات.

وفي الوقت الذي قد يرى البعض أن الأزمات الاقتصادية العالمية تشكل تهديدًا دائما، فإن الحقيقة أن مصر قد اعتادت على التكيف مع التحديات وتحويلها إلى فرص. فالشعب المصري معروف بمرونته وإصراره على مواجهة الأوقات العصيبة، والقيادة المصرية قد نجحت في توجيه هذه الجهود نحو أهداف استراتيجية طويلة الأمد.

إن ما يعزز من قدرة مصر على مواجهة الصعوبات هو قدرتها على بناء علاقات دبلوماسية وتجارية على أسس متينة مما يساهم في استقرار الاقتصاد الداخلي. ولا شك أن التجربة المصرية في السنوات الأخيرة قد أظهرت أن كل أزمة تحمل فرصة إذا تم التعامل معها بحكمة واحترافية. ومن خلال هذه النظرة الإيجابية، فإن مصر قادرة على التغلب على أي حصار اقتصادي.

في الختام لا يمكن لأحد أن ينكر أن مصر تتعرض لضغوط اقتصادية من عدة أطراف ولكن هذه الضغوط لا تعني أن البلاد ستخضع أو تنكسر. فالتاريخ يعكس قدرة مصر على الصمود في وجه الأزمات، ومع التحديات التي تواجهها يظل لديها القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص تنعش الاقتصاد وتؤسس لمرحلة جديدة من النمو والازدهار.

بقلم:
شحاتة زكريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى