“أنطون تشيخوف” .. طبيب برتبة كاتب وأديب روسي مبدع
أسماء هنداوي:
كاتب روسي يعد أحد أهم الكتاب المسرحيين في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، كما تم تصنيفه كسيد القصة القصيرة.
اهتم في كتابته بعمق الطبيعة البشرية، كما استطاع بمهارة أن يعمل على خيط رفيع بين التراجيديا والكوميديا.
فلقد كتب العديد من القصص القصيرة التي تم اعتبارها إبداعات كلاسيكية فنية، فضلًا عن مسرحياته التي كان لها تأثير كبير على مسرح القرن العشرين.
ليصبح من أفضل كتاب القصص القصيرة، ومن كبار الأدباء الروس.
أنه الكاتب أنطون بافلوفيتش تشيخوف الذي ولد عام 1860 في روسيا.
قصص قصيرة
أحب أنطون كتابة القصص منذ طفولته التي كانت السبب في تحسين أمور عائلته المالية.
خاصًة أن والده أفلس عام 1975 وبدأ البحث عن عمل جديد، وكافح أنطون معه في سن المراهقة حتى يتدبروا معيشتهم.
وبالفعل دعمهم ماليًا عندما بدأ كتابة القصص الهزلية القصيرة وتم نشرها في المجلات المحلية، وكان يكتبها باسم مستعار هو “القلم”.
كما عمل عدة أعمال أخرى مثل معلم خصوصي واصطياد الطيور، وكذلك كان يرسم رسومات هزلية للجرائد، ليساهم في الإنفاق على دراسة جميع أفراد أسرته.
ولكن بسبب حبه للمسرح كان ينفق كل مدخراته الشخصية لحضور المسرحيات، وكان يجلس في الصف الأخير لانخفاض سعر تذاكره.
وفي عام 1879 التحق أنطون تشيخوف بالطب وعمل كطبيب، ثم بدأ ينشر عدة أعمال باسمه أثناء الدراسة وتم نشر جزء منها في المجلات.
كما بدأ في عام 1886 في كتابة العديد من القصص المتتالية أبرزها قصة “مولتي”، وقصة “السهوب” تلك القصة التي لاقت نجاحًا كبيرًا ونال عنها جائزة بوشكين عام 1888.
وأظهر أنطوان في تلك الأعمال تأثره بالروائيين الروس المعروفين مثل دستويفسكي وتولستوي.
كوميديا وتراجيديا
كانت الأعمال المسرحية الأولى لأنطون قصيرة وهزلية، ولكنه طور أسلوبه بعد ذلك واستطاع أن يدمج بين الكوميديا والتراجيديا في مزيج فريد من نوعه.
وتم عرض أهم مسرحياته الأولى عام 1887 وهي “إيفانوف”، وبعدها بعامين مسرحية “شيطان الغابة”.
أما عن أهم وأعظم أعمال أنطون الرئيسية فكانت بدايتها عام 1890 وحتى نهاية حياته.
وفي تلك الفترة ألف تشيخوف العديدة من القصص القصيرة أبرزها “المعرض رقم 6″ و”السيدة صاحبة الكلب“.
وكشف من خلال تلك القصص فهمه للطبيعة البشرية، فضلًا عن الأحداث اليومية العادية التي من الممكن أن تحمل أهمية خفية.
وفي عام 1890 تعاون تشيخوف مع مسرح موسكو للفنون وتم إنتاج مسرحياته الكبرى وروائعهم وهم:
- النورس The seagull عام 1896.
- العم فانيا Uncle Vanya عام 1897.
- الأخوات الثلاث The three sisters عام 1901.
- بستان الكرز The Cherry Orchard عام 1901.
كما ركز أنطون في مسرحياته على الشخصيات التي رأى أنها قد تكون أكثر أهمية من الأحداث والمؤمرات، وتكون غالبًا وحيدة ويائسة.
ولكن أيضًا كان للصراعات الداخلية دلالة عظيمة في أعماله، وكان لقصصه ومسرحياته طابع خاص لا يزال خالدًا حتى الآن.
ويعد أنطون تشيخوف من أهم أدباء في زمنه، وما زالت مسرحياته تعرض في العالم كله بعد أن تم إخراجها في إنتاجات حديثة.
كما كان لمجموعة أعماله الرائعة تأثيرًا كبيرًا على الكثير من الكتاب والروائيين العالميين مثل إرنست هيمنغواي، وجيمس جويس، وهنري ميلر، وتينيسي وليامز.
وبالرغم من تعمق تشيخوف في عالم الأدب إلا أنه لم يترك الطب، وكان يعالج الفقراء مجانًا، قائلًا: “الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي”.
وفي عام 1904 توفي أنطون تشيخوف في ألمانيا بعد معاناته من مرض السل الذي أصابه منذ أن كان شابًا.
ومن أشهر أقوال أنطون تشيخوف:
1. تبقى المعرفة عديمة الجدوى ما لم تترجم إلى ممارسة.
2. لا يوحد الحب والصداقة واحترام البشر كما يفعل بغضهم المشترك لشيءٍ ما.
3. لا تتزوج إن كنت تخشى الوحدة.
اقرأ أيضًا: “أسامة أنور عكاشة” .. تاريخ في كلاسيكيات الدراما التليفزيونية