ماذا لو حلم السفر عبر النجوم أصبح حقيقة؟
حلم الوصول إلى النجوم راود كلًا منا منذ الصغر، ففي إحدى الليالي عندما ترفع رأسك للسماء وترى النجوم زاهية تلمع وسط الظلام، تتمنى لو بإمكانك أن تحلق إليها لرؤيتها عن كثب.
ولكن هل يمكننا السفر عبر النجوم؟
السفر عبر النجوم:
هل سألت نفسك يومًا عن سبب توهج النجوم؟
فالنجم هو جسم كروي من البلازما، لامع بسبب الطاقة النووية المتولدة فيه ويعد عنصرا الهيدروجين المتأين والهيليوم المتأين هما أهم مكونات النجم، كما أنه ضخم جدًا والسبب وراء تماسكه يعود إلى الجاذبية، وعلى عكس ما يعتقده البعض، إن عدد النجوم ليس بالكم البسيط الذي يمكنك العبور نحوه مثل أي هبوط خارج كوكب الأرض.
فلك أن تتخيل أن عدد النجوم يماثل عدد ذرات الرمل على سطح الأرض، التي يجمعها ما يقرب من كوكب واحد إلى ثلاثة كواكب، في المنطقة التي تدعى “منطقة غولديلوكس“، وهي كواكب ذات طبيعة معتدلة ليست شديدة البرودة ولا شديدة الحرارة.
أما أقرب نجم للمجموعة الشمسية هو “ألفا سنتوري” الذي يتكون من ثلاثة نجوم، ويبعد ما يقرب من 4.37 سنة ضوئية عن الأرض، أما الكوكب الذي يدور حوله يسمى “بروكسيما بي“، كما أن كتلته تزيد نحو أكثر من 1.3 مرة عن كتلة كوكب الأرض، وتستغرق الرحلة بينه والنجم سنتوري 11 يومًا.
حيث اكتشف العلماء أن درجة حرارة هذا الكوكب صالحة لوجود الماء على سطحه، وهو الأمر الذي يعني صلاحية ذلك الكوكب للعيش الآدمي، ولكن مازال الباحثون يجهلون ما إذا كان ذلك الكوكب يحتوي على غلاف جوي أم لا.
ولكن لن يصبح الليل والنهار مثلما اعتدت طيلة حياتك، فكوكب “بروكسيما بي” مقيد المد والجزر، وهو الأمر الذي يعني أن الجزء المواجه للنجم من ذلك الكوكب لا يتغير أبدًا فهو ثابت ومن هنا تحدث مشكلة الليل والنهار.
هل بإمكاننا الذهاب إلى النجم “ألفا سنتوري“؟
إذا كنت مستعدًا للذهاب في الوقت الحالي، فسوف تصل حتمًا بعد نحو 18 ألف سنة، إذا استعنا بتكنولوجيا هذا العصر.
الأمر الذي جعل أصحاب الثروات الطائلة يكرسون جهودهم باستخدام بعض الأموال، من أجل محاولة التوصل إلى وسيلة فضائية أسرع، تمكننا من الانطلاق نحو النجوم والفضاء دون الحاجة إلى المكوث لفترة خيالية تعجيزية.
من هنا انطلقت مبادرة “بريكثرو ستارشوت“، التي تبناها الروسيان “يوري” و “جوليا ميلنر“؛ حيث خصصا لها 100 مليون دولار من أجل دفع مسبار صغير الحجم دون قائد، عن طريق تسليط أشعة الليزر الهائلة التي تُطلق من كوكب الأرض على شراعه خفيف الوزن.
فكلما كانت المركبة الفضائية صغيرة، سيكون أثر ضوء الليزر كافيًا لتتسارع إلى نحو خمسة أضعاف سرعة الضوء، لتستغرق رحلة الوصول إلى النجم “ألفا سنتوري” نحو 20 عامًا.
كما تحمل تلك المركبة الصغيرة على متنها كاميرا ومحرك صاروخي صغير ومورد للطاقة ومعدات اتصال وملاحة، لتنقل للأرض المعلومات التي ستكتشفها عندما تمر بجانب كوكب “بروكسيما بي” الذي يدور حول النجم “ألفا سنتوري“.
ليصبح الحلم الذي طالما جال في مخيلتنا حقيقة يومًا، لنكتشف النجوم التي تبهرنا دومًا، والتي تعلقنا بها وأخبرناها أسرارنا وآمالنا، وبكينا برفقتها وشهدت على أحزاننا، فقد حان وقت رؤيتها عن كثب.
اقرأ أيضًا: “كائن فضائي وإله روماني”.. كيف فسر الشعوب “الشفق القطبي”؟