مرورًا بالحوادث الأشهر في تاريخ مصر.. حملة “المليون مسعف” هي سبيلك لإنقاذ حياة مصاب
في إحدى شوارع المدينة، عندما كنت تركض من أجل الالتحاق بعملك صباحًا، وإذ فجأة أصوات صراخ تتعالى ودماء تتناثر حولك من كل اتجاه، لتملأ ضحايا الحادث المريع ذلك الشارع الذي مررت به صدفة، ولكن ماذا لو لم تكن صدفة على الإطلاق ولعب القدر دوره من أجل أن تتواجد في ذلك الشارع بالتحديد؟
حتمًا ستتأخر عربات الإسعاف بسبب الازدحام الشديد، وقد يفقد بعض الضحايا أرواحهم وآخرون قد تتدهور حالتهم الصحية دون سبيل للنجاة، ولكن هناك بالفعل طوق نجاة أخير يمكنهم التشبت به وهو أنت، لأنك تلقيت دورة الإسعافات الأولية لتتمكن من إنقاذ حياة.
هل نلقي نظرة على أهم الحوادث العالمية التي لقوا الضحايا حتفهم بسبب عدم الوعي عن أهمية تلقي تدريبات الإسعافات الأولية؟
ماذا لو انقذ أحد المارة مصابي الحوادث التالية؟
شهدت مصر هذا العام من 26 مارس إلى 18 إبريل 6 حوادث قطارات مأساوية، نزفت قلوب أسرهم دمًا إثر فقدانهم لأطفالهم وآخرين لرجال ونساء، يُتم صغارهم إثر رحيلهم، فماذا لو كنت قد انقذت حياة أحدهم لتعيد روح العائلة من جديد؟
بدأت الحكاية مع حادث “قطاري سوهاج“، الذي أودى بحياة 20 شخصًا رحلوا وتركوا ندبة في قلوب أحبائهم دون عودة، كما أصاب نحو 165 آخرين، لتنتهي السلسلة بحادث “قطار طوخ” الذي أصيب فيه 97 شخصًا بين إصابات بالغة وأخرى طفيفة.
ولم تنتهي سلسلة الحوادث المروعة إلى هذا الحد، فوصل ذات يوم إلى قلوب المشاهدين خير عاجل وهو حادث القطار المتجه إلى المنصورة الذي أصيب على إثره 15 شخصًا، وصولًا إلى نهار 9 إبريل حيث تصادم قطار وعربة في المنيا، لترحل طفلة صغيرة لا ذنب لها على الإطلاق جراء هذا الحادث كما أصيب 4 أشخاص آخرين.
ولكن لم تشهد مصر حادثة سكك حديد أكثر رعبًا وخطورة من تلك التي فزعت المواطنين عام 2002، فهي حادثة قطار الصعيد التي وقعت بالعياط، حيث تابع القطار طريق سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه تأكل في جسمه وفي أرواح البشر، الأمر الذي جعلالمسافرين يهرولون للقفز من النوافذ في محاولة لانقاذ حياتهم، حيث تجاوز عدد الضحايا 1000 قتيل.
هل نعود إلى الوراء قليلًا إلى سنوات مضت حملت حوارث كارثية؟
شهد يوم 25 مايو 1983، حدوث واحدة من أقسى الحوادث التي شهدتها مصر، ففي وسط المياه اشتعل حريق هائل في عبارة النيل وراح ضحيتها ما يقرب من 357 قتيلًا.
وصولًا إلى الذكرى الأشد ألمًا التي كانت حديث العالم أجمع في 15 ديسمبر 1991، وهي حادثة غرق باخرة “سالم إكسبريس” التي حملت الحجاج المصريين الأمر الذي أدى إلى وفاة جميع الركاب دون استثناء الذي وصل عددهم إلى 476 شخصًا، لتترك تلك الحادثة في قلوب المصريين حزنًا بالغًا، مازال صداه يتردد في نفوسنا حتى هذا اللحظة.
ماذا لو كان أحد ضحايا تلك الحوادث قد انقذ روحًا أخرى، ماذا لو تلقى أحدهم تدريبات للإسعافات الأولية وعلمها لغيره، فكان من الممكن أن يتم إنقاذ حياة المئات بل الآلاف من ضحايا تلك الحوادث المؤلمة، فالمسعف أحيانًا يصبح دوره أهم من الطبيب في لحظات حرجة تحتاج إلى التدخل الفوري، لا مزيد من التأخير.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للمتبرعين بالدم .. تعرف على فوائد التبرع والممنوعين منه
الإسعافات الأولية سبيلك لإنقاذ حياة:
إذا استقيظت ذات ليلة من نومك وقد وجدت أحد أفراد أسرتك قد مرض فجأة وبحاجة عاجلة إلى تدخل طبي، ستهرول فورًا لطلب الدعم من الإسعاف، ولكن ماذا إذا كانت حالة المريض قد تدهورت كثيرًا وأصبح بحاجة ماسة إلى إنقاذ حياته، الأمر الذي قد يتبلور في إنعاش القلب على سبيل المثال، لإعادة نبضاته من جديد.
هنا بالتحديد تكمن أهمية تلقي دورات الإسعافات الأولية، حتى تتمكن من إنقاذ حياة أحد أفراد عائلتك أو ربما شخص غريب في حالة طارئة وضعه القدر في طريقك من أجل إعادته للحياة دون شك.
فالاسعافات الأولية هي تقنيات بسيطة للغاية مؤقتة غير علاجية، تساهم في إنقاذ الأرواح وتقلل أيضًا فرصة حدوث مزيد من الضرر، والأهم هو محاولة تجنب دخول المريض في حالة إغماء وبالتالي تدهور الوضع الصحي، وذلك دون الحاجة إلى معدات طبية هائلة وبدون خبرة طبية مسبقة أيضًا.
كما عليك الانتباه على عدم التشتت بأي مؤثرات خارجية على الإطلاق، بالإضافة إلى الحرص على إبعاد المصاب تمامًا عن أي مصدر للخطر تجنبًا لأي حالات طارئة أخرى قد يتعرض إليها المريض.
ولكن كيف يمكنك تعلم الخطوات الصحيحة من أجل إنقاذ المريض؟
إذًا الهلال الأحمر هو سبيلك لانقاذ حياة مصاب.
حملة المليون مسعف:
لأن انقاذ روح الإنسان هو أسمى خدمة قد تقدمها لأي شخص أو عائلة على الإطلاق، يقدم الهلال الأحمر المصري دورات تدريبية حول الخطوات الصحيحة لتقديم الإسعافات الأولية دون الحاجة أن تكون مسعف أو طبيب لذلك تم إطلاق حملة “المليون مسعف“.
حيث تهدف الحملة إلى تعليم مبادئ الإسعافات الأولية إلى مليون شخص في مصر، من أجل زيادة الوعي حول أهمية تلك المهمة الإنسانية الفارقة في حياة ملايين المرضى والمصابين إثر حوادث منزلية أو أخرى خارجه.
فإذا كنت تسعى إلى انقاذ حياة مريض الأمر الذي يعني بدوره إنقاذ روح عائلة بأكملها، يمكنك التسجيل من خلال الهلال الأحمر المصري، لتصبح واحدًا ضمن فريق المتطوعين، الذي سيتلقى تدريب بسيط على الإسعافات الأولية، ليتجول في أنحاء مصر من أجل تدريب 20 شخصًا آخر على مبادئ الإسعافات الأولية، في حدود 8 ساعات في الشهر .
من أجل إنقاذ حياة مصاب أو مريض يمكنك مليء الاستمارة من هنا لتنضم إلى الهلال الأحمر المصري.
اقرأ أيضًا: في إطار المشروع القومي لمشتقات البلازما.. تعرف على أهمية بلازما الدم